البحث

التفاصيل

في مقابر سوريا.. لا مكان للضحايا والوضع الطبي في حلب كارثي بسبب الغارات

"أطباء العالم": الوضع الطبي في حلب كارثي بسبب الغارات

وصفت منظمة "أطباء العالم" أمس الثلاثاء، الوضع الطبي في مدينة حلب بـ"الكارثى"، إثر الغارات الجوية التي يقوم بها الجيش السوري على بعض الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة في هذه المدينة ما أدى إلى مقتل أكثر من 500 شخص خلال نحو 15 يومًا.

وجاء في بيان صادر عن هذه المنظمة أن الأطباء المتعاملين معها في حلب يؤكدون نقل عدد كبير من الجرحى إلى العديد من مستشفيات المدينة، وأن صور الجرحى والجثث التي وصلت إلى المنظمة "تكشف أن النساء والأطفال يمثلون أكثر من ثلثي الجرحى وأن الكثيرين منهم تعرضوا لبتر أعضاء".

ونقل البيان عن طبيب سوري قوله: "ما رأيته خلال الأيام القليلة الماضية في حلب سيظل يلاحقني طيلة حياتي".

في مقابر سوريا.. لا مكان للضحايا 
قصة ضحايا الثورة السورية لم تعد تحكي طريقة مقتلهم فقط بل باتت تضم فصولا لما بعد وفاتهم. ففي درعا، مهد الثورة، المقابر تروي لزائرها معاناة الأهالي مع دفن موتاهم وتفاقمها لحد استخدام الحدائق والسهول الترابية مقابر، علها تستوعب العدد الهائل من ضحايا المعارك والقصف العشوائي والمجازر المتتالية.

وأفاد المستشفى الميداني بدرعا البلد أن حصيلة القتلى في المحافظة خلال عام 2013 تصل إلى ما يزيد على 3500، والعدد مرشح للارتفاع العام الجاري بينما لا يجد سوريون قبورا لدفن ذويهم.

ويؤكد المشرف على "مقابر الشهداء" في مدينة درعا، مصطفى عطا الله دلوع، أن أزمة المقابر بسوريا تبرز بشكل جلي في إقدام بعض الأهالي على دفن موتاهم في حدائق المنازل بسبب عدم توفر القبور.

ويضيف أن هذه الأزمات تظهر وتتفاقم في حالات المجازر، حيث تقارب كلفة القبر الواحد كاملا مع صب "سقافياته" (غطاء القبر) و"نصابيته" (الشاهد الذي يضع فوق القبر للتعريف بالمتوفي) إلى تسعة آلاف ليرة سورية (نحو 60 دولارا)، مضيفا أن لا أحد من أهالي الدفين يتكفل بهذا المبلغ الذي تدفعه ومنذ ثلاثة شهور "هيئة الدفاع المدني الثوري بدرعا".

مأساة حقيقية
وأشار دلوع إلى أنه يتم حفر عشرين قبرا في كل دفعة حفر كإجراء احتياطي في حالات الوفيات الكثيرة.

وعن ظروف العمل في سياق سمته البارزة الاشتباكات، أوضح أن هناك شحا كبيرا في المواد الأولية لبناء القبور من إسمنت وطوب وحديد، ولفت إلى أن "هيئة الدفاع المدني الثوري" صرفت له في الأشهر الثلاثة الماضية مرتبا بقيمة 12 ألف ليرة سورية (نحو 80 دولارا)، مؤكدا أن هذا المبلغ لا يكفيه لشراء مواد غذائية لمدة أسبوع.

وشرح دلوع أن كلفة القبر الواحد هي كلفة المواد الخام فقط وليس من ضمنها أجور عمال الحفر، وأنه هو من يقوم بصب "النصابيات والسقافيات" بعد إحضار المواد الأولية له من قبل هيئة الدفاع المدني.

وأضاف أن عملية تجهيز القبور متوقفة، وفي الحالات الاضطرارية يقوم باستخدام حديد مصنع كالجنازير الحديدية المتينة وأمثالها لصب "سقافيات القبور".

ومع استمرار المواجهات العسكرية بين الجيشين النظامي والحر، كشفت "هيئة الدفاع المدني" للجزيرة نت أن المعدل الوسطي لعدد الضحايا في مدينة درعا يوميا يتراوح بين قتيل إلى خمسة قتلى في أوقات القصف العادي، وفي أوقات المعارك يرتفع المعدل إلى عشرة قتلى.

وأوضحت الهيئة أنه بمثل هذه الأزمات وهذه الأعداد الكبيرة تكون هناك مأساة حقيقية في دفن الموتى، خصوصا في حالات عدم توفر القبور الجاهزة.


: الأوسمة



التالي
القرضاوي: ما يحدث بالأقصى كارثة كُبرى

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع