البحث

التفاصيل

القرآن تدبر وعمل

الرابط المختصر :

القرآن تدبر وعمل

د. وصفي عاشور أبو زيد (عضو مجلس الأمناء)

 

﴿ٱقۡتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمۡ وَهُمۡ فِی غَفۡلَةࣲ مُّعۡرِضُونَ (١) مَا یَأۡتِیهِم مِّن ذِكۡرࣲ مِّن رَّبِّهِم مُّحۡدَثٍ إِلَّا ٱسۡتَمَعُوهُ وَهُمۡ یَلۡعَبُونَ (٢) لَاهِیَةࣰ قُلُوبُهُمۡۗ وَأَسَرُّوا۟ ٱلنَّجۡوَى ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ هَلۡ هَـٰذَاۤ إِلَّا بَشَرࣱ مِّثۡلُكُمۡۖ أَفَتَأۡتُونَ ٱلسِّحۡرَ وَأَنتُمۡ تُبۡصِرُونَ (٣) قَالَ رَبِّی یَعۡلَمُ ٱلۡقَوۡلَ فِی ٱلسَّمَاۤءِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ (٤) بَلۡ قَالُوۤا۟ أَضۡغَـٰثُ أَحۡلَـٰمِۭ بَلِ ٱفۡتَرَىٰهُ بَلۡ هُوَ شَاعِرࣱ فَلۡیَأۡتِنَا بِـَٔایَةࣲ كَمَاۤ أُرۡسِلَ ٱلۡأَوَّلُونَ (٥) مَاۤ ءَامَنَتۡ قَبۡلَهُم مِّن قَرۡیَةٍ أَهۡلَكۡنَـٰهَاۤۖ أَفَهُمۡ یُؤۡمِنُونَ (٦) وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا قَبۡلَكَ إِلَّا رِجَالࣰا نُّوحِیۤ إِلَیۡهِمۡۖ فَسۡـَٔلُوۤا۟ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ (٧) وَمَا جَعَلۡنَـٰهُمۡ جَسَدࣰا لَّا یَأۡكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَمَا كَانُوا۟ خَـٰلِدِینَ (٨) ثُمَّ صَدَقۡنَـٰهُمُ ٱلۡوَعۡدَ فَأَنجَیۡنَـٰهُمۡ وَمَن نَّشَاۤءُ وَأَهۡلَكۡنَا ٱلۡمُسۡرِفِینَ (٩) لَقَدۡ أَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكُمۡ كِتَـٰبࣰا فِیهِ ذِكۡرُكُمۡۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ (١٠)﴾ [الأنبياء ١-١٠]

* الوقفات التدبرية

١- ﴿ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِى غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ﴾

ومن علم اقتراب الساعة قصر أمله، وطابت نفسه بالتوبة، ولم يركن إلى الدنيا، فكأن ما كان لم يكن إذا ذهب، وكل آت قريب، والموت لا محالة آت، وموت كل إنسان قيام ساعته، والقيامة أيضا قريبة بالإضافة إلى ما مضى من الزمان، فما بقي من الدنيا أقل مما مضى. [القرطبي:١٤/١٧١]

السؤال: لماذا يذكرنا الله تعالى باقتراب الساعة؟ وما أثر ذلك على المؤمن؟

٢- ﴿لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ﴾

﴿لاهية قلوبهم﴾: غافلة؛ يقول: ما يستمع هؤلاء القوم الذين وصف صفتهم هذا القرآن إلا وهم يلعبون، غافلة عنه قلوبهم، لا يتدبرون حكمه، ولا يتفكرون فيما أودعه الله من الحجج عليهم. [الطبري:١٨/٤١٠]

السؤال: بماذا يوصف من لا يتدبر القرآن الكريم؟

٣- ﴿فَسْـَٔلُوٓا۟ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾

لم يؤمر بسؤالهم إلا لأنه يجب عليهم التعليم، والإجابة عما علموه. [السعدي:٥١٩]

السؤال: ما حقوق المجتمع على العلماء، وطلبة العلم؟

٤- ﴿فَسْـَٔلُوٓا۟ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾

وفي تخصيص السؤال بأهل الذكر والعلم نهيٌ عن سؤال المعروف بالجهل وعدم العلم، ونهيٌ له أن يتصدى لذلك. [السعدي:٥١٩]

السؤال: لا تقوم الحجة إلا بسؤال من له صفة معينة، فما هي؟

٥- ﴿فَسْـَٔلُوٓا۟ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾

لم يختلف العلماء أن العامة عليها تقليد علمائها، وأنهم المراد بقول الله تعالى: ﴿فاسألوا﴾. [القرطبي:١٤/١٧٩]

السؤال: ما الواجب على من لا علم عنده؟

٦- ﴿لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَٰبًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾

﴿ذكركم﴾ أي: شرفكم، وفخركم، وارتفاعكم؛ إن تذكرتم به ما فيه من الأخبار الصادقة فاعتقدتموها، وامتثلتم ما فيه من الأوامر، واجتنبتم ما فيه من النواهي ارتفع قدركم، وعظم أمركم. [السعدي:٥١٩]

السؤال: متى يصبح هذا الكتاب سبباً لشرفنا، وعزتنا، ورفعتنا؟

٧- ﴿لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَٰبًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾

وتنكير ﴿كتاباً﴾ للتعظيم؛ إيماء إلى أنه جمع خصلتين عظيمتين: كونه كتاب هدى، وكونه آية ومعجزة للرسول ﷺ لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله، أو مُدَانِيه. [ابن عاشور:١٧/٢٢]

السؤال: ما فائدة تنكير ﴿كتاباً﴾ في الآية الكريمة؟

 

* التوجيهات

١- اقترب حسابك؛ فهل تشعر بهذا؟! ﴿ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِى غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ﴾

٢- طالب الحق يطلب الدليل لينقاد له لا لتعجيز خصمه، ﴿فَلْيَأْتِنَا بِـَٔايَةٍ كَمَآ أُرْسِلَ ٱلْأَوَّلُونَ﴾

٣- عليك بطلب العلم؛ فإن لطالب العلم منْزلة رفيعة في الدنيا والآخرة، ﴿فَسْـَٔلُوٓا۟ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾

 

* العمل بالآيات

١- احرص على أذكار الصباح قبل طلوع الشمس، وعلى أذكار المساء قبل مغيب الشمس؛ حتى لا تكون لاهياً, ﴿لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ﴾

٢- سَل عالما عن مسألة تجهلها, ﴿فَسْـَٔلُوٓا۟ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾

٣- تدبر آية من الآيات التي تقرأها في وردك هذا اليوم, ﴿لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَٰبًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾

 

* معاني الكلمات

﴿مُحْدَثٍ﴾ حَدِيثِ التَّنْزِيلِ يُجَدِّدُ الذِّكْرَى لَهُمْ.

﴿وَأَسَرُّوا النَّجْوَى﴾ بَالَغُوا فِي إِخْفَاءِ مَا يَتَنَاجَوْنَ بِهِ.

﴿أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ﴾ أَخْلاَطُ مَنَامَاتٍ لاَ حَقِيقَةَ لَهَا.

﴿جَسَدًا﴾ أَجْسَادًا خَارِجَةً عَنْ طِبَاعِ البَشَرِ.

﴿فِيهِ ذِكْرُكُمْ﴾ فِيهِ عِزُّكُمْ، وَشَرَفُكُمْ، إِنِ اتَّعَظْتُمْ بِهِ.


: الأوسمة



التالي
الاتحاد ينعي فضيلة الشيخ الدكتور سعيد القزقي عضو الاتحاد
السابق
وجعل بينكم مودة ورحمة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع