البحث

التفاصيل

ضرورة الهجرة إلى الله تعالى

الرابط المختصر :

ضرورة الهجرة إلى الله تعالى
د. زغلول النجار (عضو الاتحاد)

والهجرة إلى الله تعالى تكون بعظيم الإيمان به, وجميل التوكل عليه, كما تكون بفعل الطاعات, وترك المنكرات, وهي كل ما نهى الله عنه. فالمهاجر إلى الله يهاجر بقلبه, كما يهاجر بعقله وسلوكه, فينهاه ذلك عن مقارفة الذنوب والمعاصي, والاستقامة على الالتزام بأوامر الله ورسوله. والذي يلتزم بذلك ينتقل بنفسه من التفريط إلى الاستقامة, ومن الخمول والكسل إلى الجد والاجتهاد في العمل بكل ما يرضي الله, ومن الخوف من غير الله, إلى الخوف والرجاء من خالقه (سبحانه وتعالى) ومن سؤال غير الله إلى التوجه بكليته إلى خالقه (تبارك وتعالى). والذي يلزم نفسه بذلك لا يلجأ لغير الله أبدا, ولا ينشغل بالدنيا وحدها بل يضع مخاطر الآخرة ورجاء الله بالنجاة منها نصب عينيه دائما. وإذا التزم المسلم بذلك فإنه يحرص دوما على عمارة قلبه, وإصلاح ذاته, وضبط سلوكه وحسن الظن بالله. فمن هاجر إلى الله فإنه يستحي من مخالفة أوامره لأنه يعلم حق العلم أن الله (تعالى) مطلع عليه في جميع أحواله. وهذا وحده كاف بحفظ الجوارح عن كل ما حرم الله, والانشغال بعبادته. فالهجرة إلى الله (تعالى) تعني الإقبال على طاعته, والبعد كل البعد عن معاصيه لذلك قال (تعالى):

وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ (البقرة:281).
وقال: فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (الذاريات:50)
قال ﷺ: "لا هجرة بعد الفتح, ولكن جهاد ونية" (الدارمي).

ونحن الآن في مرحلة استقبال الخلافة على منهاج النبوة, ولذلك أكد نبينا ﷺ على ضرورة أن يعي المسلم حقيقة دوره في هذه الحياة: عبدا لله تعالى مطالبا بعبادته بما أمر ومستخلفا في الأرض مطالبا بحسن القيام بواجبات الاستخلاف فيها,ولذلك قال ﷺ:"إنما الأعمال بالنيات,وإنما لكل امرئ ما نوى, فمن كانت هجرته إاى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله, ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته لما هاجر إليه" (البخاري).
وقال ﷺ: "العبادة في الهرج كهجرة إليًّ" (مسلم).
وقال ﷺ: "لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة, ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها".
وقال ﷺ: "المهاجر من هجر ما نهى الله عنه".
وقال تعالى: * ... مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ...* (آل عمران:152).
وقال: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (السجدة:24).


: الأوسمة



التالي
العنف الرمزي أو رمزية العنف
السابق
إفادة الأنام بخصائص الإسلام

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع