البحث

التفاصيل

تكوين الملَكة في التعليم الشرعي

الرابط المختصر :

الشيخ الدكتور عبد المجيد النجار
تكوين الملَكة في التعليم الشرعي

إنّ هذا الوضع الذي عليه الدين من حيث فهم أحكامه وتنزيلها في واقع الحياة لا يكفي في فهمه وتنزيله مجرّد التمثّل لأحكامه وأوامره ونواهيه على سبيل استيعابها جمعا لمفرداتها وتصوّرها حفظا في الصدور، وإنما يدعو الأمر في فهمها وتنزيلها إلى نظر وتدبّر وتفكّر، ليقع فهم الجزئيات في نطاق الكليات، والخاصّ في نطاق العامّ والمقيّد في نطاق المطلق، ولتقع التفرقة بين الراجح والمرجوح، ولتحديد المآل الذي يؤول إليه تنزيل الحكم حصولا لمقصده من عدمه، ومن ثمّة يحصل التديّن على الوجه الأمثل مما ريد الله تعالى من الدين.
يمكن أن نطلق على هذا المستلزَم في التعامل مع الدين فهما وتنزيلا اسم " ملكة العلم الشرعي" وهي صفة في الفكر تمكّن الناظر في الدين من حسن الفهم وحسن التنزيل، وربما أطلق عليها بعض الأوائل اسم "فقه النفوس" إشارة إلى تكيّف نفس الفقيه في ممارسته للنظر الفقهي بما يجعله ينفذ إلى الصواب فيما يشبه السليقة من كثرة ما يمارسه من النظر في الدين وفق القواعد والضوابط التي يقتضيها النظر فيه.
وهذه الملكة الشرعية لا تتكوّن لدى الإنسان بمجرّد الحفظ والاستيعاب وإن كان ذلك يساعد على تكوينها، وإنما تصنع قصدا في المتعلّمين بتعليم خاصّ في الكيف زائد على التعليم الاستيعابي المجمّع للمسائل على سبيل الحفظ، وذلك وفق منهج معيّن يؤخذ به المتعلّم من حيث الطريقة التي يجري بها التعليم، ومن حيث المادّة العلمية التي تقدّم له، ومن حيث التوجيه العامّ الذي يوجّه فيه في مسيرة التعلّم.

*فضيلة د. عبدالمجيد النجار عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس فرع تونس، مقتطف من بحثه بعنوان: "تكوين الملَكة في التعليم الشرعي".


: الأوسمة



التالي
الريسوني "نشطاء الإلحاد واللا دينية والجنسانية صاروا مسلمين محافظين بل تكفيريين لشدة غيرتهم الطارئة على الإيمان والإسلام"

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع