البحث

التفاصيل

القيادة_الربانية

الرابط المختصر :

القيادة_الربانية
أ . د مجدي_شلش عضو الاتحاد 
الإنسان مدني الطبع، يألف ويؤلف، يحب ويكره، يؤثر ويتأثر، لا يستطيع أن يعيش بمفرده، ولا يستغنى عن مجتمع يأخذ منه ويعطي فيه، تلك حقيقة إنسانية قائمة ، لن تتغير أو تتبدل، وحتى يعيش الإنسان سعيدا في هذه الحياة الجامعة ، من الله سبحانه وتعالى على الإنسان بإرسال الرسل، مبشرين ومنذرين، يأتون بالمنهج القويم من العلي الكبير، حتى يسعد الناس في الدنيا والآخرة، فالاجتماع بلا قانون فوضى بشرية، وانتهازية إنسانية، وغابة القوي فيها غالب، والظالم فيها قائم، وهذا أول درس تعلمه آدم -عليه السلام - من ربه قال له: (...اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ...) لكن المنهج وحده في عالم الاجتماع البشرى لا يكفي، ويحتاج من يطبقه ويعيش به ويحوله إلى واقع يراه الناس ، ولذا يختار الله سبحانه وتعالى أنبياءه الكرام، كي يحولوا المنهج إلى واقع، والتصورات إلى حقائق تمشي على الأرض ، أليس هذا وصف السيدة عائشة -رضى الله عنها- لرسول الله -صلى الله عليه وسلم - كان قرآنا يمشي على الأرض، فالقرآن -المنهج- عالم مقروء، والرسول -صلى الله عليه وسلم - عالم منظور ومفتوح ومتحرك بين الناس، وهنا تأتي أهمية القيادة الربانية، التي اقتدت برسول الله -صلى الله عليه وسلم - فتحول المقروء إلى منظور، وتمشي به بين الناس، حتى يتحول إلي قيم راسخة في الواقع والمجتمع، فمن سمت القيادة وخصائصها الحضور ، العقلي : لوضع الخطط والأهداف، وحل المشكلات عندما تتباين الأقوال والآراء، والنفسي: لبناء الأمل، وقوة العمل، وخلق مناخ الإخوة والمحبة، الذي بدونه الناس تشتبك ولا تلتئم، والحركي: للعلم بالعمل، والبيان بالمعلم، كل ذلك كان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم - نظم الصفوف، وتوحيد الجهود، فآخي بين المهاجرين والأنصار، وبنى المسجد، وحفر معهم الخندق، وكان في مقدمة الصفوف، إذا احمرت الحدق، وحمى الوطيس، ونودي يا خيل الله اركبي، ويا ريح الجنة هبي، تراه في المقدمة ينادي : أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب 
ما أجملها وأروعها من قيادة، أعطت القدوة والأسوة في السلم والحرب، والتربية والبناء، والحب والإخاء، والدعوة بالسر والعلن، قيادة: ليلها قيام، ونهارها كفاح وعمل وجهاد، رهبان بالليل فرسان بالنهار، فحققت الفلاح والنجاح ،فجعلت من الكافر الشقي المؤمن التقي، والظالم البغي العادل النقي، قيادة: أثرت في الزمان والمكان، فأصبح الصباح مسرورا، والمساء مبهورا، والأرض غير الأرض، والسماء يكسوها الفخر والبهاء، إنها القيادة الراشدة .


: الأوسمة



التالي
الإسلام في مواجهة البداوة السياسية العربية
السابق
القره داغي يقدم دورة علمية حول كتاب "فقه الميزان"

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع