البحث

التفاصيل

فزعة وصيحة لإنقاذ مرضى اليمن

الرابط المختصر :

فزعة وصيحة لإنقاذ مرضى اليمن

بقلم: أ. د. علي القره داغي

صيحة وفزعة لإنقاذ اليمن

اليمن حقاً في خطر التمزق، وخطر كورونا، وخطر الموت:

اجتمعت على أهلنا باليمن الحبيب جوائح لو صُبّت على الجبال لأذابتها، ولكن الله سلّم، ومن أخطرها جائحة الصراعات الداخلية والأطماع الإقليمية، والحروب المدّمرة، وخطر الفقر والبطالة حتى تجاوزت نسبة الفقر ٩٠٪؜ مع جائحة كورونا في ظل انهيار النظام الصحي.

إن تقرير الأمم المتحدة أمس كان مقلقاً بل مفزعاً لكل مسلم ولكل إنسان فيه الإحساس بالإنسان، وتاريخ اليمن وشعبه الطيب الذي قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلّم، في حديث صحيح: (الإيمان يمان والحكمة يمانية).

فقد ذكر بيان الأمم المتحدة أن ١٢ مليون طفل، و6 ملايين امرأة يواجهون مخاطر كبيرة مختلفة، منها المخاطر الصحية، والفقر والبطالة، ونحوها، وأن نسبة الوفيات في عدن بسبب جائحة كورونا تمثّل أعلى مستويات الوفاة في العالم، حيث تصل إلى ١٧٪؜، فقد تأثرت، واقشعر جلدي، ودمعت عيني، من هول هذه المصيبة على أهل اليمن.

لذلك من باب الإحساس بمسؤوليتي أطالب الدول العربية المجاورة، وأمتنا الإسلامية كلها بهبة جماعية وفزعة إيمانية، وإحساس أخوي لإنقاذ اليمن وشعبه الطيب من هذه المخاطر، ونطالبهم بنسيان الخلافات والصراعات أمام هذه الفجائع المؤلمة، فوالله إن الجميع مسؤولون أمام الله ثّم أمام الأجيال اللاحقة عن نفس واحدة تموت بسبب الإهمال وعدم الإنقاذ، كما أن لنا الأجر العظيم لو قمنا بالإنقاذ فقال تعالى: (.... وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا...) سورة المائدة 32.

وقال صلى الله عليه وسلّم؛ (من نفسّ عن مؤمن كربة نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه).

 

أيها الإخوة اليمنيون المقاتلون ، ويا أيها الحوثيون، تقع عليكم المسؤولية الكبرى فيتحملون مسؤولية موت هؤلاء بسبب المجاعة، أو الأمراض والجوائح، فتصالحوا، أو اتركوا الخلاف واصرفوا قيمة ما تصرفونه في الحرب .. في علاج هؤلاء المرضى الذين هم أهلكم وإخوانكم.

 

ويا أيتها الدول المشاركة في الحرب اليمنية، اتقوا الله وانظروا إلى ما آلت إليه أوضاع اليمنيين سياسياً واجتماعياً وصحياً واقتصادياً، فاتقوا الله تعالى وأنقذوا المرضى والفقراء من الموت بدل الحرب المدمرة.

 

ويا أمتنا الإسلامية قادة وأغنياء وعلماء لا تتركوا الشعب اليمني في هذه المحن والجوائح، أنقذوهم منها، فاليمن جزء عزيز من جسد الأمة، المفروض أن نحسّ به كما قال الرسول صلى الله عليه وسلّم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل لجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).

فوالله إني خائف وجل من سؤال الله تعالى عمن يموتون في اليمن أو فلسطين أو في سوريا، أو في العراق، أو ليبيا، أو غيرها، فهل يكون لدينا الجواب الكافي، في هذا اليوم الخطير

 

الله الله الله في إخوانكم في اليمن.

الله الله الله في جميع الفقراء والمرضى في العالم أجمع، فإنقاذهم فريضة شرعية وضرورة قومية، ووطنية، وإنسانية، بل هو واجب الوقت الذي لا يجوز التراخي فيه.

قال تعالى: (هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم) سورة محمد الآية 38.

كتبه الفقير إلى ربه الخائف الوجل من حساب الله له

أ‌. د. علي القره داغي

الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

 


: الأوسمة



التالي
الوباء والأخذ بالأسباب
السابق
دروس من حياة الشيخ محمد أحمد حسن

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع