عبدالمجيد الزنداني.. حامل لواء الإيمان
بقلم: د. محمد العوضي
توفي يوم الإثنين 22/4/2024 أحد رموز دعاة الإسلام وأعلامها المعاصرين المجاهد بالكلمة والقلم والمشاريع العلمية والدعوية وفي الميدان السياسي الشيخ عبدالمجيد الزنداني.
تعرفت عليه مذ كنت في المرحلة الثانوية عبر أشرطة الكاسيت التي كانت تصلنا وقد أظهرت محاضراته وعيا مبكرا في مواجهة موجة الإلحادي الأولى والمذاهب اللادينية كالشيوعية والاشتراكية واليسارية والعلمانية التي اكتسحت العالم الإسلامي في منتصف القرن الماضي بأحزابها ومنظريها ومؤسساتها، بل وتبنتها حكومات واعتنقها طغمة من الحكام الذين ملأوا الأرض فسادا وشركا وظلما!
واجه الشيخ الزنداني كل هذا الطوفان المناوئ للإسلام بما أسماه (*علم الإيمان*) عبر محاضرات وحوارات ومناظرات وتأليف وتأسيس جامعة الإيمان وهيئة الإعجاز العلمي في القرآن وغير ذلك في وقت كان نادرا من العلماء من التفت وساهم في صد هذا التحدي الذي اشتبك معه الزنداني مباشرة سنين طويلة ونافح فيه عن عقيدة التوحيد ونشر السنة النبوية المطهرة والدفاع عن قضايا الأمة في كل مناشط الحياة وربط المسلمين بكتاب ربنا سبحانه وتعالى تعليما وتوجيها ونصحا وإثباتاً لربانية مصدره.
التقيت الشيخ الزنداني رحمه الله في "مكة المكرمة" في رابطة العالم الإسلامي يوم أن أسس ثم ترأس "الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية".
كما التقيته في صنعاء وألقيت محاضرةً في جامعة الإيمان التي أسسها وترأسها 20 عاما ثم دمرها الحوثيون وسطوا عليها.
ورغم كبر سنه والأمراض التي هدت جسده كان حريصا على المشاركة في كل مناسبة تهم الإسلام والمسلمين، مستنفرا بالدفاع عن حياضه وقد رأيناه يقف ضد المسيئين لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بالرسوم والمهينين للقرآن بالحرق ومعايشا لكل مآسي المسلمين من الهند وبورما والصين وسوريا واليمن والعراق والسودان وفلسطين وأفغانستان والبوسنة وغيرها إلى آخر لحظات حياته التي ودعها ودموعه ودعواته مع غزة العزة.
لقد كان رحمه الله نموذجا للداعية الرمز الذي لا يختزل جاهه ومكانته وتاريخه وعلمه في قضية محدودة أو خاصة وإنما يخدم الإسلام في كل مكان ويهتم بأمور المسلمين أينما كانوا مترفعا عن المصالح الشخصية.
فنابذ الإلحاد وتصدى لموجات التغريب ووقف سدًّا منيعا في وجه محاولات استدراج المرأة المسلمة بدعاوى الحرية الباطلة وحذر من دين الإبراهيمية المناوئة لشريعة الله تعالى ونبّه إلى خطورة التطبيع على دين الأمة وواقعها ومستقبلها.
رحمه الله رحمة واسعة ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
🔴 عبدالمجيد الزنداني… حامل لواء الإيمان
………………
توفي اليوم الإثنين 22/4/2024 أحد رموز دعاة الإسلام وأعلامها المعاصرين المجاهد بالكلمة والقلم والمشاريع العلمية والدعوية وفي الميدان السياسي الشيخ #عبدالمجيد_الزنداني.
تعرفت عليه مذ كنت في المرحلة الثانوية عبر أشرطة الكاسيت… pic.twitter.com/jlGLgb1MNQ
— محمد العوضي (@mh_awadi) April 22, 2024