البحث

التفاصيل

إسطنبول.. انعقاد مؤتمر دولي لمناهضة التمييز العنصري والتعصب الطائفي وتعزيز قيم التسامح

الرابط المختصر :

إسطنبول.. انعقاد مؤتمر دولي لمناهضة التمييز العنصري والتعصب الطائفي وتعزيز قيم التسامح

 

عقدت منظمة "متحدون ضد العنصرية والطائفية"، المؤتمر الدولي الأول لمناهضة التمييز العنصري والتعصب الطائفي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يوم السبت في مدينة إسطنبول.

جرى المؤتمر في جامعة صباح الدين زعيم بالتعاون مع مركز دراسات الإسلام والشؤون الدولية بالجامعة، وشهد مشاركة مفكرين وباحثين وعلماء من دول متعددة، من بينهم الشيخ الدكتور عصام البشير نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين..

واستمر المؤتمر ليوم واحد وتمحورت أوراقه حول قضايا الطائفية والعنصرية.

وتهدف المنظمة من خلال هذا المؤتمر إلى مكافحة التعصب الطائفي والعنصري بجميع أشكاله، والكشف عن الانتهاكات المرتبطة بهذه الظواهر، وتوعية الجمهور بأبعاد هذه الأمراض، وتعزيز قيم التسامح والمواطنة.

زوال الاحتلال

وقال الأمين العام للمنظمة د. عبد الكريم بكار، في خطابه إن "طوفان الأقصى قد يكون له آثار مؤلمة على الجميع، ولكن يجب أن نثق أن العد التنازلي لزوال دولة الاحتلال والاستعمار والعنصرية قد بدأ، وهو يشير إلى بداية تاريخ جديد، ربما يستغرق وقتًا، ولكنه بالفعل قد بدأ، والعالم بأسره يبدأ يتغير".

وأضاف بكار: "تمثل المنظمة استمرارًا لمبادئ الأخلاق والقيم التي اجتمع عليها حلف الفضول في الجاهلية، الذي شارك فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع أعمامه، وكان يقوم على مبدأ كريم وعظيم، حيث يجب على الناس أن يقفوا في مكة مع المظلوم ضد الظالم إلى الأبد".

وتابع: "خلقنا الله مختلفين في الأفكار والعقائد والأهواء والمصالح، وهذا يشكل تحديًا في حياتنا الاجتماعية، وإن اختلافنا في الرؤية الإسلامية يعني أن نتكامل ونتعاون على الخير ومكافحة الشرور وتحقيق السلام بين الشعوب".

وختم قائلاً: "ليس لدينا أي خلاف مع من يختلف معنا، ولكن خلافنا هو مع الظالم، سواء كان مسلمًا أو غير مسلم، ويجب أن نقف في وجه المعتدي حتى لو كان من أتباع نفس الدين".

وأوضح أن "الإنسانية تقوم على 3 مبادئ، الأول هو الوقوف بوجه الظلم بغض النظر عن الظالم، والثاني هو العدل وإيصال الحقوق لأصحابها مهما كان موقفهم، والثالث هو الإحسان. هذه الأمة قامت على الإحسان".

وختم بكار بقوله: "أرجو من الله أن يكون لنا كل عام مؤتمر دولي يتناول قضية من قضايا العنصرية والطائفية، ولدينا 16 ورقة محكمة بالمؤتمر ستطبع في كتاب وتنشر من أجل الاستفادة".

مأساة غزة

من جانبه، أعرب رئيس جامعة صباح الدين زعيم، أحمد جواد أجار، عن رأيه قائلاً: "إن من أبرز أسباب عدم رد فعل دولي كبير على الأزمة الإنسانية في غزة هي الأسباب العقائدية والمذهبية والمناطقية، فضلاً عن أسباب أخرى تجعل الجماعة الدولية تتجاهل الظلم الذي يحدث وتتخذ موقفاً متردداً في التصدي له".

وأضاف: "يلاحظ أن العالم الإسلامي اليوم يتأثر بشكل متزايد بالشعبوية، ورغم التنوع الثقافي الغني، إلا أن الوحدة المطلوبة لا تزال تفتقر إليها".

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

كما تحدث عصام البشير نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قائلا إن "المسألة المطروحة - وهي الاتحاد في مجابهة العنصرية والطائفية - لها في جذورنا الفكرية أصول ومنطلقات ولها في تجربتنا الحضارية مشاهدات، ولها في تحدياتها العملية مقاربات".

وبين البشير في كلمته أنه "من حيث الأصول هناك مرتكزات للعيش المشترك وهي الإيمان بالعمل المشترك والكرامة لمطلق بني البشر، والأخوة الإنسانية إعمالها أولى من إهمالها".

وحدة الأمة ومواجهة العدو

بدوره، قال سامي العريان مدير مركز دراسات الإسلام والشؤون الدولية بجامعة صباح الدين زعيم، إن المركز انطلق عام 2017 و"رسالته ورؤيته تتعلق بالأمة الإسلامية".

وأضاف في كلمة أن "قضايا العنصرية والطائفية والشعوبية والعلمانية الصرفة والقومية الضيقة التي تعاني منها الأمة الإسلامية كانت صلب المؤتمر الأول للمركز".

وأردف: "العدو عندما وصل للأمة عرف أمراضها والصهيونية هي في قلب التحديات وهي حركة بدأت قبل أكثر من قرن أرادت أن تأخذ مركز العالم الإسلامي وأصبحت هي التحدي الأكبر".

ودعا العريان إلى "عدم الدخول في القضايا التي تفرق الأمة والتفرغ لمواجهة العدو".

الطائفية نتنة

طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي سابقا، قال في كلمته "استغلت الطائفية بشكل ماكر من قبل قوى عالمية وإقليمية ووظفت لأغراض سياسية في التمدد وبسط النفوذ ما أدى لزعزعة الأمن والاستقرار وضياع فرص التقدم والتنمية والازدهار في بلداننا وأوطاننا ولهذا فإن المهمة الجليلة ليست ولن تكون مهمة سهلة".

وأضاف: "يفترض بالتنوع أن يكون مصدرا لإثراء الثقافات وتحسين التعايش والتعارف وأن يكون نعمة ولكنه في واقع الحال بات نقمة"، معتبرا أن "التهميش والإقصاء وحرمان الآخر من حياة حرة كريمة ظاهرة قديمة متجددة ومتجذرة في الثقافات والسلوك والسياسات وهي مرض مزمن لا زالت البشرية تعاني منه".

جرائم بحق المسلمين

وفي كلمته، ذكر عصام عميش عضو مجلس أمناء اتحاد المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة، "أصدرنا تقريرا عن الجرائم والتحديات التي يواجهها المسلمون في أمريكا ووجدنا أرقاما صعبة وتجعلنا نقف أمام هذا التحدي".

وأوضح: "سجلنا أكثر من 8 آلاف حالة العام الماضي نصفها في آخر 3 أشهر بعد طوفان الأقصى، والسنة الحالية هي الأكثر تسجيلا للانتهاكات، وجلها شكاوى ضد جرائم كراهية وعنصرية".

منظمة متحدون

وشهدت الجلسة كلمات أخرى وإلقاء أشعار من قبل وليد الطبطبائي عضو مجلس النواب الكويتي السابق، ورئيس جامعة طرابلس اللبنانية رأفت ميقاتي، والمحامي عبد الحليم يلماز الخبير في قانون الهجرة وحقوق الإنسان، وعبد الرحمن جمال الكاشغري، عضو اتحاد علماء تركستان الشرقية.

و"متحدون" منظمة فكرية ثقافية عالمية ذات نشاطات عملية متنوعة تأسست عام 2022، وتضم شخصيات من مختلف الاختصاصات العلمية والعملية من الفاعلين في الشأن العام والمؤثرين فيه.

المصدر: وكالات





التالي
طلبة جامعتين من أيرلندا وسويسرا ينظمون اعتصامات احتجاجية ضد العدوان الإسرائيلي على غزة
السابق
إصلاح المجتمع وصلاحه رهين بالزوجة الصالحة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع