الرابط المختصر :
يعبر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن تأييده ودعمه الكامل لعلماء العراق في تنديدهم بالتصريحات الصادرة عن النائب علي تركي الجمالي ، التي أساء فيها للصحابي الجليل والخليفة الأول للمسلمين سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه. إن مثل هذه التصريحات تتعارض مع ثوابت الأمة، وتتناقض مع قيم الاحترام والتقدير التي أمر بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عند تعاملنا مع رموز الأمة الإسلامية
إن الإساءة لرموز الأمة الإسلامية وللصحابة الكرام ليست مقبولة بأي شكل من الأشكال، وهي لا تعبر عن عموم الشيعة الذين لا يرتضون هذا التصرف المشين، وتعتبر خطوة خطيرة تهدد وحدة الأمة وتثير الفتنة الطائفية والانقسامات المجتمعية وتهدد السلم الاجتماعي.
وفي ضوء ذلك، ندعو الحكومة العراقية إلى اتخاذ الإجراءات القانونية والدستورية اللازمة ضد المحرضين على الفتنة الطائفية، ونطالب المرجعيات الدينية في العراق من شتى المذاهب، بالوقوف بوضوح ضد مثل هذه الاعتداءات المسيئة.
كما نحث رئاسات العراق على سرعة التنديد بهذا الاعتداء، واتخاذ موقف قوي حاسم لوأد هذه الفتن في مهدها، والتأكيد على ضرورة احترام القيم الدينية والتعايش السلمي بين مختلف الطوائف والمذاهب في البلاد.
إن الظروف التي يمر بها العراق الحبيب، والأزمات التي تمر بها أمتنا في ظل هذا العدوان على أهلنا ومقدساتنا في فلسطين، ، لتؤكد على أن مكمن قوتنا في وحدتنا، واستقرارنا في سلمنا الاجتماعي، وأن الوحدة لا تقوم على أساس متين الاحترام والتقدير المتبادل للاختيارات الدينية والتراث الثقافي، وأن أكثر ما يهدد أمن الدول ومجتمعاتها هي العصبية الطائفية المقيتة، ودعوات الفتنة والتشظي والانقسام.
إن علماء المسلمين في العالمين العربي والإسلامي يتوقون إلى الانفتاح على العراق، بلد الحضارة والإسلام، ومثل هذه التصريحات المشينة تعطي صورة مشوهة عن عراق الحضارة والسلم والانفتاح، والله من وراء القصد.
ونسأل الله أن يهدي الجميع إلى سُبُل الحوار والتعايش السلمي، وأن يجعل السلام والوئام سمات دائمة لأمتنا، وللمجتمع العراقي الأصيل. والله المستعان، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
الأمين العام
الدكتور علي محمد الصلابي