البحث

التفاصيل

مسلمو سريلانكا في مواجهة حرب بوذية تستهدف المساجد والشعائر


الأقليات الإسلامية في آسيا باتت في مرمى نيران التعصب والعنصرية التي ترعاها بعض النظم الحاكمة، في ظل صمت دولي وعجز إسلامي.

 

ففي الوقت الذي يتابع العالم فيه مجازر البوذيين ضد المسلمين الروهينجا في بورما وضد اللاجئين والفارين بأنفسهم في مخيمات الإيواء في إندونيسيا، والحرب التي تشنها السلطات البنغالية ضد الإسلاميين.. في ظل تلك الأحداث، يصعد البوذيون من هجماتهم العنصرية ضد المسلمين في سريلانكا.


حرب المساجد
وتنوعت حملات الاستهداف بين الاعتداءات البدنية والثقافية والدينية والقتل ومداهمة المساجد والحرب الاقتصادية، وكان آخرها مداهمة منازل المسلمين في مدنية "أنورادهابورا"، وامتهان المسجد الجامع بمدينة «دامبولا» ورمي «قنبلة يدوية» قريبة من المسجد صباح يوم الجمعة الماضية، ثم التظاهر قبيل الصلاة حتى اضطر المسلمون للهروب تفاديا للقتل، وقام المتظاهرون بقيادة كبار رهبان البوذية بالدخول عنوة للمسجد بعد كسر الأبواب، وحرق بعض المصاحف، ثم قاموا بأداء ترانيم خاصة بالبوذية داخل المسجد.


بجانب محاولة مداهمة مسجد «دار الرحمن» بمنطقة "ديهيوالا"، ورمي الحجارة ولحوم الخنزير من خارج الأسوار، ومداهمة مسجد "مسجد عمر بن الخطاب والمدرسة القرآنية فيه بمنطقة "أرياسينهالاواتا"، ومداهمة مسجد بمنطقة «دادوروأوياجاما» مؤخرا، بل قامت الشرطة بمنعهم من أداء الصلاة وإغلاق المسجد حتى إشعار آخر بدلا من تطبيق القانون، ومداهمة مسجد "جبل نهار" بمنطقة «موثور» المسلمة، ومداهمة مسجد بمنطقة "أوبيسيكارابورا"، وآخر بمنطقة "مالواتوأويا" عدة مرات، وإشعال النار حوله، ومداهمة مسجد بمنطقة "كوهيلا فاتا"، ومسجد بمنطقة "كولامباجي فاتا"، ومداهمة مسجد بمنطقة «جاندار» بمدينة «ماترا».

 

إساءات مكتوبة
ومن ضمن الحرب الدائرة على المسلمين حاليا، كتابة ألفاظ معادية وتهديدات بمسجد «ميرامكام» بمدينة كندي، كما شهدت منطقة «كوليابيتيا» مظاهرات حاشدة تخللها كتابة لفظ الجلالة على الخنزير، وعمل دمية كتبوا عليها لفظ الجلالة للإيحاء بأنها الله عز وجل ثم حرقوها.


ولم يتوقف العدوان عند ذلك، بل شمل محاربة علامة «حلال» الصادرة من قبل جمعية علماء سريلانكا، والمطالبة بإزالتها، ومحاربة تجار المسلمين ومقاطعة محلاتهم ومنتجاتهم لضرب اقتصادهم.


إرهاب إعلامي
بجانب الحملات الإعلامية للتخويف من تكاثر المسلمين وانتشارهم وبناء مساجد جديدة، وبأن سريلانكا ستتحول لدولة مسلمة في عام 2025، والمطالبة بعدم بناء مساجد جديدة، وإزالة المساجد الحالية، وعدم بيع الأراضي والمحلات لهم. ومحاربة الزي المدرسي المحتشم لبنات المسلمات (غطاء الرأس، قميص وبنطلون طويل) وإجبارهن على الزي المدرسي العادي القصير، ومحاربة العباءة والحجاب وازدرائهما.


علاوة على ذلك، نشر معلومات غير صحيحة عن الإسلام والقرآن وعن النبي صلى الله عليه وسلم لتحفيز البوذيين ضد الإسلام، كما لا تخلو مواقع الأخبار المستقلة والمعتدلة ولا الشبكات الاجتماعية في من بذاءات وشتائم ضد الإسلام، وتعدى الأمر إلى المساس بذات الله، وكرامة نبيه وأمهات المؤمنين من خلال الرسومات والتعليقات وغيرها، فيما السلطات الحكومية لا تحرك ساكنا ، بل قامت بمنع المواقع والصفحات التي ترد على هذه الحركات المتطرفة وتفضح أكاذيبهم.


ويقف وراء تلك الاعتداءات الحركة الأكثر تطرفا والتي تدعى "بودو بالا سينا" والتي تعني "جيش القوة البوذية"، والتي تواجه أي وجود للمسلمين حتى في المدارس، في ظل دعم حكومي وسلبية متعمدة من قوى الأمن التي لا تتدخل في أي قضية أو حادث طرفها مسلمون.


تاريخ من المعاناة 
يذكر أن الإسلام قد دخل سريلانكا منذ أكثر من 1000عام ، وهم متعايشون مع الأكثرية البوذية، ووصل عدد المسلمين إلى مليوني نسمة حسب إحصاءات عام 2011 (تقريبا %9.7)، وكانوا يملكون الحصة العظمى في التجارة وكانوا ذوي مال وجاه، إلا أن هذا الاستقرار بدأ بالتخلخل في مؤخرا ، فمنذ أوائل القرن العشرين قام زعيم بوذي بتحريض السكان ضد الاستعمار، والادعاء بأن هذه الجزيرة ملك للسنهاليين البوذيين الذين يشكلون الأغلبية، وعليه فإن العناصر الأخرى عليهم أن يعيشوا كأقليات تحت نفوذ وسيطرة الحكم السنهالي البوذي. وقد استهدفت هذه الحركة المسلمين مباشرة ونشرت أفكارا معادية ضدهم، وقادت البلاد إلى أزمة، حيث قام عدد كبير من البوذيين بمهاجمة مدينة «جامبولا» وحرق ممتلكات المسلمين وتجارتهم عام 1915.


ولهذه الحركة وأفكارها دور بارز في استمرار العنصرية واستمرار الكراهية تجاه الأقليات حتى بعد الاستقلال، وجر الدولة إلى حرب أهلية استمرت على مدى 30 عاما بين الحكومة والمتمردين "نمور تاميل".


وبعد أن انتهت الحرب عام 2009م بعد مقتل الآلاف من المسلمين، عادت تلك الحركات للظهور ضمن منظمات بوذية متطرفة تستهدف الأقليات المسلمة من جديد، وأبرزها حزب «جاتكا هيلا أوروميا» المتآلف مع الأغلبية ، ويرى أن المسلمين أقلية وعليهم ان يعيشوا حسب شروط الأغلبية البوذية وداخل عادات وتقاليد البوذية، فإذا لم يعجبهم الوضع يمكنهم الذهاب إلى السعودية.


تطور العنف البوذي
ومع تطورات الأوضاع ، تم إنشاء حركة «سينهالا رافيا»، والتي بدورها قامت بنشر أفكار معادية للإسلام والمسلمين، ونشر المعلومات الخاطئة عن انتشار الإسلام والمسلمين في الجزيرة، حتى تمكنت من بناء حالة خوف وقلق بين البوذيين بأن الجزيرة سوف تكون دولة إسلامية تحكمها الشريعة في أقل من 20 - 30 سنة القادمة.


وقامت هذه الحركة بتنظيم وتنفيذ عدد من المظاهرات والمداهمات ضد المسلمين ومساجد المسلمين في أنحاء الجزيرة خلال عام 2012م، على الرغم من وجود قوات الشرطة التي لم تتدخل لردعهم.


: الأوسمة



التالي
القره داغي: لا عدل ولاديمقراطية في ظل حكم العسكر
السابق
القرضاوي يستقبل كبير مستشاري الخارجية السويدية

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع