البحث

التفاصيل

حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد...

الحج يعدل أجر الجهاد بالنسبة لغير القادر على الجهاد، كما في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها، الذي رواه البخاري بلفظ: (لَكُنَّ أفضل الجهاد حج مبرور) .. وللحج فوائد اجتماعية وتربوية، واقتصادية فقال تعالى: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ) سورة الحج / الآية 28، فهو في حقيقته مدرسة للتربية والصبر والتعامل مع الناس.

السؤال الأول: ما هو الحج؟

الجواب: الحج هو ركن من أركان الإسلام مَنْ أقامها فقد أقام الدين، ومن لم يقم بها جميعاً فهو من المبعدين عن رحمة الله، ومن ترك واحدا ًمنها فقد ارتكب خطيئة كبرى واستحق عذاب الله تعالى، فقال تعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) سورة آل عمران / الآية 97

وقد وردت أحاديث كثيرة في فضائل الحج، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: (الحج المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنّة)، وهو حديث صحيح عند جمع من علماء الحديث، ومنها الحديث الصحيح الذي جعله من أفضل الأعمال.

وفضائل الحج كبيرة، وآثاره عظيمة في الدنيا والآخرة، منها: أداء الواجب والفريضة، ومنها أنه أداء لأعظم القربات بعد الإيمان والجهاد، حيث سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن: (أي عمل أفضل؟) قال: (الإيمان بالله تعالى ورسله، ثم الجهاد في سبيل الله، ثم "الحج المبرور") رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

بل الحج يعدل أجر الجهاد بالنسبة لغير القادر على الجهاد، كما في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها، الذي رواه البخاري بلفظ: (لَكُنَّ أفضل الجهاد حج مبرور).

وللحج فوائد اجتماعية وتربوية، واقتصادية فقال تعالى: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ) سورة الحج / الآية 28، فهو في حقيقته مدرسة للتربية والصبر والتعامل مع الناس.

السؤال الثاني: ما هو الحج المقبول؟

الجواب: الحج المقبول هو الحج المبرور الذي تتوافر فيه الشروط الآتية:

1- الإخلاص والنية البعيدة عن الرياء والنفاق.

2- أداؤه بمال حلال، وإلاّ حينما يحج بالمال الحرام، يقال له: لا لبيك ولا سعديك، ملبسك حرام، ومأكلك حرام ووو.

3- التوبة النصوح بشروطها من الندم، والعزيمة على عدم العودة إلى الذنوب، وأداء حقوق الناس، أو تبرئة ذمته من قبل من له عليه الحق.

4- عدم ارتكاب المحظورات الشرعية أثناء الحج وبعده، وعدم الجدال والخصام، والفسوق في الحج فقال تعالى: (فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) سورة البقرة / الآية 197 وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ حجّ هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) رواه البخاري ومسلم.

السؤال الثالث: ما هي رسالة الحج لجميع المسلمين في هذا العصر الصعب؟

الجواب: الحج يحمل مجموعة من الرسائل العظيمة، من أهمها:

1- أن المسلمين هم الوحيدون الذين يعبدون الله تعالى حق عبادته ويوحدونه ويعظمونه ويضحون في سبيله بكل ما أُتوا.

2- رسالة الوحدة في المشاعر والشعائر والنُسك، بل وحدة الملابس والحركات والخطوات الأساسية للحج. فهذه الرسالة تؤكد على وحدة المسلمين التي يجب أن نسعى لها، وتدل على أن جميع عناصر الوحدة متوافرة في هذه الأمة ، إذن لماذا تختلف؟

3- رسالة التوجيه بالاستفادة من الحج اقتصادياً حتى تكون المنافع للمسلمين (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ) سورة الحج/الآية 28 والاستفادة منه لتوحيد الكلمة ، وللتشاور.

السؤال الرابع: كيف يُستثمر الحج في حياة المسلم بعد أداء الحج؟

الجواب: إن من أهم آثار القبول أن يتغير الحاج بعد الحج عما كان عليه قبله بأن يتغير نحو الأحسن، فهذا هو الهدف الأسمى الدال على قبوله عند الله تعالى، فقد بيّن الله تعالى بأن المطلوب منه هو تحقيق التقوى فقال تعالى: (لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ) سورة الحج / الآية 37 فهذه التقوى الداخلية هي التي تقي الإنسان من الذنوب لأنها تؤدي إلى: (أن تعبد الله كأنك تراه فإنْ لم تكن تراه فإنه يراك).

نصائح عامة:

أطالب إخواني وأخواتي الذين يريدون أداء الحج والعمرة بما يأتي:

(1) إخلاص النيّة لله تعالى، والنيّة الصادقة المجردة عن الرياء والنفاق.

(2) التوبة النصوح، وردّ الحقوق قبل الاقدام على الحج.

(3) اختيار المال الحلال لأداء الحج.

(4) المعاملة الطيبة، والسلوك السامي والالتزام بالأخلاق والقيم الإسلامية السامية في التعامل مع الجميع، مع الرفقاء، ومع الخدم، مع العمال، مع أهل السوق، مع كل إنسان فقد أمرنا الله تعالى بأن تعامل السيئة بالحسنة فقال تعالى: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) سورة فصلت / الآية 34 فمن المعلوم أن آثار الدين تظهر في التعامل، فالدين هو المعاملة وما بُعث رسول الله إلاّ ليُتمم مكارم الأخلاق.

(5) الابتعاد عن الجدال والنقاش، والغيبة والنميمة ونحوها.

(6) انشغال القلب واللسان بذكر الله تعالى، في جميع الأحوال، وبخاصة في عرفات، ومنى، وداخل الحرم، وعدم تضييع هذه الفرصة العظيمة حتى يعود الحاج طاهراً مطهراً من الذنوب كيوم ولدته أمه وحتى يكون حجّه مبروراً فيكون جزاؤه الجنة بفضل الله تعالى.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب الله العالمين

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


: الأوسمة



التالي
سيرة طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه واستشهاده
السابق
هذا هو قاتل إمام مسجد كوينز ومساعده في نيويورك.. والجالية المسلمة: نريد العدالة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع