البحث

التفاصيل

علمتني الهجرة 1

الرابط المختصر :

الهجرة أكبر حدث في تاريخ الأمة الإسلامية، ولذلك كانت المؤهلة دون غيرها من الأحداث لتكون عنونا لتقويم تتميز به الأمة عن غيرها، فقد ذكر ابن كثير رحمه الله: " أن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه رفع إليه صك — أي حجة — لرجل على آخر وفيه، أنه يحل عليه في شعبان. فقال عمر: أي شعبان؟ أشعبان هذه السنة التي نحن فيها أو السنة الماضية، أو الآتية؟ ثم جمع الصحابة فاستشارهم في وضع تاريخ يتعرفون به حلول الديون وغير ذلك. فقال قائل: أرخوا كتاريخ الفرس فكره ذلك، وقال قائل: أرخوا بتاريخ الروم، فكره ذلك. وقال آخرون: أرخوا بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال آخرون بل بمبعثه، وقال آخرون بل بهجرته، وقال آخرون بل بوفاته عليه السلام. فمال عمر رضي الله عنه إلى التاريخ بالهجرة لظهوره واشتهاره وتميزه.

والناظر المتعمق إلى الأحداث الهامة في التاريخ النبوي يلحظ ان القرآن لم يسجل هذا الحدث في آية أو سورة تحمل اسمها او تصف حركتها، مثل ما حدث مع غزوة بدر حين تلتها سورة الأنفال، أو غزوة الخندق حين جسدتها سورة الأحزاب، أو غزوة أحد حين نزلت فيها النصف الأخير من سورة آل عمران في أعقاب أحد.. وكأن حادثة الهجرة أعظم من أن تحصر في آية أو سورة وانتهى الأمر، بل جعلها الله ممتدة في كتابه من أوله حتى خاتمته، فجاء ذكرها في سورة البقرة وآل عمران والنساء والأنفال والتوبة والنحل والحج والممتحنة والتغابن والحشر... وكان كل تعليق إبرازًا لمعنى مقصود.

إن المتأمل لسير أحداث الهجرة يدرك عدة حقائق يجب ألا تغيب عن تفكير المسلم، من تلك الحقائق ما يلي:

— الهوية الإسلامية لا تقبل المساومة، ولا تتحمل الشراكة، والمسلم الحق ليس تابعا لأحد ولا ينبغي أن يكون إمعة منقادا.

— العبرة في القيادة بالأفهم لا بالأتقى، فالقائد الفاجر خير من القائد العابد إذا كان أعرف بقيادته. ولذلك استعان النبي صلى الله عليه وسلم باليهودي عبد الله بن أريقط دون غيره.

— وطن المسلم الحق هو دينه، فحيثما طابت بأرض صلته بالله صارت موطنا له.

— الإيمان ليس كلمة تقال عقيدة لها تكاليف وعليها تبعات ثقيلة، وعلى المسلم أن يستعد لذلك وان يصبر على ما أصابه.

— الإيمان لا ينتصر بالأمنيات مهما كانت صادقة، وإنما ينتصر بالعمل له مهما كان مكلفا، والمواجهة بين الحق والباطل أمر حتمي: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ)

— مقام النبوة لا يلغى بشرية التخطيط عند رسول الله فكيف بمن سواه!

— القائد البصير هو من يجيد حل المشكلات لا من يحسن توصيفها ويتباكى عليها.


: الأوسمة



التالي
السميط.. مدرسة القيم!
السابق
من قيم الهجرة التوكل على الله

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع