البحث

التفاصيل

د. القره داغي: التاريخ الإسلامي لم يشهد منع المسلمين من أداء الحج

تمنى أن تكلل الأيام العشر بالمصالحة بين قادة المسلمين ...

كل مساهم في منع المسلمين من الحج سيتحمل المسؤولية أمام الله تعالى

الحج فرصة قوية لإنهاء الخلافات بين الدول الإسلامية

الجمعيات الخيرية التي ترعى الأيتام والأرامل لم تسلم من آثار الحصار

دعا فضيلة الشيخ د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، جميع الأمة أن تنتهز هذه الأيام العشر المباركة في التقرب إلى الله تعالى؛ لتحقيق الخيرية التي من أجلها أخرج الله تعالى الأمة الإسلامية، وكان عليها أن تنتهز هذه الأيام بالمصالحة بين الأمة الإسلامية دولاً وشعوباً وأمماً، متحسراً على حال المسلمين اليوم على جميع المستويات، وبخاصة على مستوى معظم السياسيين سوءاً، داعياً أن يصلح الله تعالى حكام المسلمين، وأن تكلل هذه الأيام العشر بالمصالحة بين قادة المسلمين وعلمائهم.

فرقة ممقوتة

وأبدى فضيلته خلال خطبة الجمعة، تألمه مما يجري قائلا: "نتألم كثيراً أن نجد الفرقة تدب بين القبيلة الواحدة والأسرة الواحدة وأبناء الحي الواحد، وتسلك بهم نحو الحضيض، وتقضي على ما كان بينهم من وشائج النسب وعلائق الأخوة، دون سبب مقنع، ولا سابق إنذار..فجأة تغيرت الأمور، وتقلبت الأحوال؛ من وِد واحترام ومحبة ووحدة وألفة ووئام، وتعاون وتكاتف، إلى كره وبغض وتفرق وتشتت وقطع وهجر وتدابر وتخاذل، متسائلا كيف يتم هذا في ظل الإسلام العظيم، الذي جعل المسلمين إخوة في ظلال الإيمان.

وأشار إلى أن الجمعيات الخيرية التي ترعى الأيتام والأرامل وتكفل شؤون الدعاة وترعى مصالحهم، وتتعامل الأمم المتحدة معها لم تسلم من آثار الحصار والمقاطعة، التي تولت قطع كفالة الأيتام، وقطع المعونة عن الأرامل، وبترتْ يد المساعدة عن الدعاة، ومنعت دين الله تعالى من الوصول إلى شعوب أفئدتها عطشى للدين، وتلهف أرواحها إلى الإيمان بالله تعالى.

منع الحج والعمرة

وتابع "ما رأينا في تاريخنا الإسلامي أنْ مُنِع المسلمون من أداء الحج والعمرة. من يتحمل إثم كل ذلك؟ إن كل من يتسبب في شيء، سواء كان خيراً أم شراً سيتحمل المسؤولية أمام الله تعالى، وستبقى آثار هذا الشيء تكتب إما له أو عليه، قال تعالى: { وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ }، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: { مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ}. فلم يمارس التضييق على أي نشاط لأي جمعية منذ أحداث 11 / 9 / 2001، سوى جمعيات أهل السنة والجماعة، وللأسف بأيدي بني جلدتنا، أما الجمعيات التي تنشر الضلال والكفر، فهي تمارس كافة أنشطتها بكل حرية".

فضائل ومكرمات

وقد بدأ فضيلته خطبته قائلا: "أكرم الله تعالى هذه الأمة بمجموعة من الفضائل، وخصها بعدد من المنح والمكرمات، وأعطى لها فرصاً من خلال ليالٍ و أيام مباركات، فقد روى الطبراني في المعجم الأوسط والكبير، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها؛ لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة فلا يشقى بعدها أبداً"...هذه النفحات هي المكرمات التي أنعم الله بها على الأمة الإسلامية، وهي المنح الربانية التي أكرم الله تعالى بها خير أمة أخرجت للناس، حتى ينتهزها المسلم فيما يأخذ بيده إلى الفوز بكرامة الدنيا والآخرة، فيغتنم هذه الفرص قبل أن يدركه الموت وينتقل إلى الآخرة يتمنى العودة إلى الدنيا ليستثمر هذه العطايا الربانية".

أعظم المنح

وقال إن من أعظم هذه المنح وهذه الفرص هذه الأيام العشر التي أقسم الله تعالى بها، فقال سبحانه: {وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ}، كما أنها هي الأيام المعلومات التي ذكرها الله تعالى بقوله: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ }، وقد فسر معظم المفسرين، وعلى رأسهم ترجمان القرآن، وحبر الأمة عبدالله بن عباس رضي الله عنهما {الأيام المعلومات } بأنها هي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وقد سماها النبي صلى الله عليه وسلم بأفضل أيام الدنيا، في الحديث الصحيح عند ابن حبان والبزار: {أفضل أيام الدنيا العشر ـ يعني عشر ذي الحجة ـ قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ فقال:" ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفَّر وجهه في التراب}. وفي هذه العشر من شهر ذي الحجة أمور عظيمة الشأن والقدر، على المسلم أن يعلمها حتى يستثمرها بالطريقة المثلى التي تأخذ بيده إلى شاطئ الاستقرار والسلام، فيها يوم عرفة، اليوم الذي أكمل الله تعالى فيه الدين.

استثمار العشر الأواخر

وذكر فضيلته كيف يستثمر المسلم هذه العشر فقال: لا يخفى على المسلم الحصيف ما لهذه الأيام العشر من مزايا، وما فيها من المكرمات والعطايا، عليه أن يسعى جاهداً لاستغلالها الاستغلال الأوفر، لعل نفحة فيها تحرم وجهه عن النار، وتسعده في الدنيا والآخرة، وإن مما ينبغي أن يفعله المسلم في هذه الأيام حتى يدوم عليه السرور في الدنيا، وحتى يكون قبره روضة من رياض الجنة، وحتى ينقلب يوم القيامة إلى أهله مسروراً، ويتقلب في أفياء النعيم في جنات الخلد، هو:

وأشار أولا إلى الذكر والتسبيح والتهليل والتكبير، عليه أن يملأ جميع أوقاته بذلك ذهاباً إلى مسجده، وعمله، وسوقه وإياباً منها، حتى يغدو لسانه رطباً بذكر الله تعالى، ثم أشار إلى الصيام في هذه الأيام: الصيام، وبخاصة صوم يوم عرفة،

وذكر في هذا المقام أيضا: الصلاة، والحرص على أدائها جماعة، وكذلك قيام الليل وصلاة التهجد، فهي مطلوبة في كل وقت.


عمرو عبدالرحمن  - الشرق


: الأوسمة



التالي
لا تسمى أضحية ولكن صدقة صرفت للأحوج

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع