البحث

التفاصيل

سلسلة فقه دستور العالم المحفوظ

الرابط المختصر :

بسم الله الرحمن الرحيم

أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ(7)

1- هكذا تفتح هذه السورة المكية على الراجح بالقضية الكبرى ...

إنها القضية الدينية وموقف التكذيب بها، وقبل أن أتكلم عن هذه القضية لا بد من افتتاحية عامة عن هذه السورة قصيرة الآيات قليلة العدد عظيمة المعنى .

سبع آيات فقط يكاد أن يحفظها جمهور أهل الإسلام.

لكنها تحمل من الفقه والتشريع والمحكمات الكلية مسائل كبرى.

... في العقيدة والفقه والأصول والمقاصد والتشريع الحياتي والمجتمعي.

 

2- إن هذه السورة كما قدمنا مكية ومن قصار السور إلا أنها كما اهتمت بالشأن المجتمعي والديني.... كذلك نادت بحقوق الشرائح الضعيفة وبالعقيدة والصلاة جنبا إلى جنب مما يعطينا أن طبيعة هذا الدين قائم على الشمول. في التشريع ومعالجة الاختلالات العقدية والمجتمعية والأخلاقية...

إنه دين عظيم فعلا.. إنه منهج متكامل للحياة بمختلف شئونها.

3- وثمة أمر هام لا بد من التنبيه عليه هو أن هذا الشمول ملاحظ بوضوح منصوص لا مستنبط بخفاء يحتاج إلى نفس الفقيه وتوقد ذهنه ومعلوميته بآليات الاستنباط وأخذ الأحكام.

كلا.. إنه يحتاج إلى عقل وقلب، عقل عاقل وقلب مبصر، وشيء آخر هام كذلك هو:

4- إن هذه التعليمات في سورة مكية بمعنى أن المشروع العظيم الذي حمله محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن بمعزل عن قضايا المجتمع وشرائحه الضعيفة لم يكن بمعزل عن تشريع مفروض لا مندوب فقط يعالج حق اليتيم والمسكين.

ويعالج في نفس الوقت قضية الماعون الشخصي والأسري والمجتمعي والدولي كما سنوضحه ويعالج الأخلاق وبناء الشخصية الصادقة التي لا تعرف النفاق.. ..

نفاق الدين أو نفاق الحياة.. ..

لا رياء إذاً... إن الله ذمه، وذم إهمال التواصل المجتمعي بالبر والإحسان مبكرا جدا.

إن هذا التشريع في المرحلة المكية... وجزء عم وما فيه من تشريعات هائلة مكية تدور على تحقيق التوحيد والبر الإنساني والمرحمة ورعاية الضعفاء وبناء الأخلاق وإدارة المال وعدم كنزه.

يعطينا درسا وقاعدة كبرى هو أن هذا الدين شامل لكل قضايا الحياة النفسية والأسرية والأخلاقية والمجتمعية يأتي على رأسها قضية التوحيد والإحسان العام.

فالأول حق رب الإنسان والثاني حق الإنسان.

5- وثم ملمح آخر لا بد من قوله هنا هو أن عدد سور القرآن 114 سورة نصفها 57 سورة ...

أتدرون أين يكون هذا النصف بالتحديد.؟

إنه بالتحديد من أول سورة قد سمع إلى سورة الناس ...

سبعة وخمسون 57 سورة تمثل نصف القرآن عددا.. فما هو السر؟

لقد بحثت هذا من سنوات وتوقفت طويلا وفتشت كتب التفسير والفقه وأمعنت النظر.. نظر القلب والعقل وكانت المفاجئة..

إن هذه الأجزاء الثلاثة الأخيرة تحمل فقه خلاصة الشريعة.

لقد تميزت خاصة في جزء عم بقصر سورها وآياتها.

إلا أنها حقيقة تدير النفس والحياة.

ولأنها قصيرة يحفظها الكثير ومن لم يحفظها يستحضر على الأقل كثيرا منها.

لا يحفظها الخاصة بل العامة...فيقرؤونها في صلواتهم وتلاواتهم.

لماذا؟

نعم هذا سؤال جدير بطرحه.

والجواب: حتى تقوم الحج على كافة الخلق.. وتصل التعاليم في سور قصيرة سهلة الحفظ والفهم.

لذلك اخترنا هذه السلسلة من فقه القرآن لنتحدث عنها خلال هذه الصفحة في سلسلة متتابعة .

سأصوغ فقهها بلسان العصر.. بلسان الجمهور.

مستلهما من فقه الأئمة الأفذاذ ومدارسهم لا بألفاظها لما قد يكون من وعورة وقوة لا يصل إليها سوى أهل الاختصاص.

إن عصرنا لا بد أن نوصل له فقه القرآن والسنن، هذا الدستور الإلهي المحفوظ، دستور العالم المحفوظ بأسلوب يدرك به ما فيه من هداية وخير بعيدا عن عقد الألفاظ ومتانة المتون متوكلين على الله وحده.

داعيا وراجيا أن يفتح لنا ولكم من عنده وأن يشرح صدورنا وسأرجع إلى عمد كتب العلم في التفسير كالطبري وابن كثير والقرطبي وابن العربي والشوكاني وغيرهم،

وفي الفقه ما اعتمده أهل العلم مما هو معلوم معتمد كالمغني لابن قدامة والمجموع للنووي والاستذكار لابن عبدالبر. وشروح الصحيح وغيرها.

مع عدة بحوث وعلوم معاصرة.

يتبع ...

فضل مراد

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ(7)

 

1- هكذا تفتح هذه السورة المكية على الراجح بالقضية الكبرى ...

إنها القضية الدينية وموقف التكذيب بها، وقبل أن أتكلم عن هذه القضية لا بد من افتتاحية عامة عن هذه السورة قصيرة الآيات قليلة العدد عظيمة المعنى .

سبع آيات فقط يكاد أن يحفظها جمهور أهل الإسلام.

لكنها تحمل من الفقه والتشريع والمحكمات الكلية مسائل كبرى.

... في العقيدة والفقه والأصول والمقاصد والتشريع الحياتي والمجتمعي.

 

2- إن هذه السورة كما قدمنا مكية ومن قصار السور إلا أنها كما اهتمت بالشأن المجتمعي والديني.... كذلك نادت بحقوق الشرائح الضعيفة وبالعقيدة والصلاة جنبا إلى جنب مما يعطينا أن طبيعة هذا الدين قائم على الشمول. في التشريع ومعالجة الاختلالات العقدية والمجتمعية والأخلاقية...

إنه دين عظيم فعلا.. إنه منهج متكامل للحياة بمختلف شئونها.

3- وثمة أمر هام لا بد من التنبيه عليه هو أن هذا الشمول ملاحظ بوضوح منصوص لا مستنبط بخفاء يحتاج إلى نفس الفقيه وتوقد ذهنه ومعلوميته بآليات الاستنباط وأخذ الأحكام.

كلا.. إنه يحتاج إلى عقل وقلب، عقل عاقل وقلب مبصر، وشيء آخر هام كذلك هو:

4- إن هذه التعليمات في سورة مكية بمعنى أن المشروع العظيم الذي حمله محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن بمعزل عن قضايا المجتمع وشرائحه الضعيفة لم يكن بمعزل عن تشريع مفروض لا مندوب فقط يعالج حق اليتيم والمسكين.

ويعالج في نفس الوقت قضية الماعون الشخصي والأسري والمجتمعي والدولي كما سنوضحه ويعالج الأخلاق وبناء الشخصية الصادقة التي لا تعرف النفاق.. ..

نفاق الدين أو نفاق الحياة.. ..

لا رياء إذاً... إن الله ذمه، وذم إهمال التواصل المجتمعي بالبر والإحسان مبكرا جدا.

إن هذا التشريع في المرحلة المكية... وجزء عم وما فيه من تشريعات هائلة مكية تدور على تحقيق التوحيد والبر الإنساني والمرحمة ورعاية الضعفاء وبناء الأخلاق وإدارة المال وعدم كنزه.

يعطينا درسا وقاعدة كبرى هو أن هذا الدين شامل لكل قضايا الحياة النفسية والأسرية والأخلاقية والمجتمعية يأتي على رأسها قضية التوحيد والإحسان العام.

فالأول حق رب الإنسان والثاني حق الإنسان.

5- وثم ملمح آخر لا بد من قوله هنا هو أن عدد سور القرآن 114 سورة نصفها 57 سورة ...

أتدرون أين يكون هذا النصف بالتحديد.؟

إنه بالتحديد من أول سورة قد سمع إلى سورة الناس ...

 

سبعة وخمسون 57 سورة تمثل نصف القرآن عددا.. فما هو السر؟

 

لقد بحثت هذا من سنوات وتوقفت طويلا وفتشت كتب التفسير والفقه وأمعنت النظر.. نظر القلب والعقل وكانت المفاجئة..

إن هذه الأجزاء الثلاثة الأخيرة تحمل فقه خلاصة الشريعة.

لقد تميزت خاصة في جزء عم بقصر سورها وآياتها.

إلا أنها حقيقة تدير النفس والحياة.

ولأنها قصيرة يحفظها الكثير ومن لم يحفظها يستحضر على الأقل كثيرا منها.

لا يحفظها الخاصة بل العامة...فيقرؤونها في صلواتهم وتلاواتهم.

لماذا؟

نعم هذا سؤال جدير بطرحه.

والجواب: حتى تقوم الحج على كافة الخلق.. وتصل التعاليم في سور قصيرة سهلة الحفظ والفهم.

لذلك اخترنا هذه السلسلة من فقه القرآن لنتحدث عنها خلال هذه الصفحة في سلسلة متتابعة .

سأصوغ فقهها بلسان العصر.. بلسان الجمهور.

مستلهما من فقه الأئمة الأفذاذ ومدارسهم لا بألفاظها لما قد يكون من وعورة وقوة لا يصل إليها سوى أهل الاختصاص.

 

إن عصرنا لا بد أن نوصل له فقه القرآن والسنن، هذا الدستور الإلهي المحفوظ، دستور العالم المحفوظ بأسلوب يدرك به ما فيه من هداية وخير بعيدا عن عقد الألفاظ ومتانة المتون متوكلين على الله وحده.

 

داعيا وراجيا أن يفتح لنا ولكم من عنده وأن يشرح صدورنا وسأرجع إلى عمد كتب العلم في التفسير كالطبري وابن كثير والقرطبي وابن العربي والشوكاني وغيرهم،

وفي الفقه ما اعتمده أهل العلم مما هو معلوم معتمد كالمغني لابن قدامة والمجموع للنووي والاستذكار لابن عبدالبر. وشروح الصحيح وغيرها.

مع عدة بحوث وعلوم معاصرة.

يتبع ...

فضل مراد


: الأوسمة



التالي
الوقاية الطبية في الإسلام
السابق
العلم يثمر اليقين والمحبة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع