البحث

التفاصيل

مكانة الإيمان من حياة الإنسان

الرابط المختصر :

إن حقيقة الدين ومهمة الإيمان تتجلى:

أولا : في وصل ما بين الإنسان وربه , وإشعاره بقربه وحبه , وملء ما بين جنبيه ثقة به , واعتماداً عليه , واطمئناناً إليه , وأنساً به , ويقينا بكل ما جاء من عنده .

وتتمثل ثانياً : في الارتفاع بقيمة الإنسان من مجرد (حيوان متطور) كما تصوره أو صوره بعض الناس , إلى كائن مكرم مكلف مسئول , مخلوق في صورة الخالق , مخلوق في أحسن تقويم , مستخلف في الأرض , مغبوط من الملأ الأعلى , فلا غرو أن يعمل الدين على إعلاء (نفحة الروح الإلهي) في كيانه على (قبضة الطين والحمأ المسنون) فيه . وبذلك لا يعيش الإنسان مشدوداً إلى أسفل .. إلى المتاع الأدنى , بل يحيا دائماً مشرئباً متطلعاً إلى الأفق الأعلى .

وتتمثل ثالثاً : في توسيع صلته بالكون العريض من حوله , فهو ليس كائناً طفيلياً في هذا الوجود الكبير , ولا هو - أي الكون - بالعدو الذي يصارعه , أو المجهول الذي يطارده , بل هذا الكون كله مسخر لمنفعته , وهو كذلك آية تدله على ربه . كما أن الناس - كل الناس فيه - إخوة له , يشاركونه في العبودية الله , والبنوة لآدم .

وتتمثل رابعاً : في مد عمر هذا الوجود إلى ما بعد هذه الحياة القصيرة الأمد , أي إلى حياة الخلود والأبد , فليست قصة البشرية مجرد (أرحام تدفع , وأرض تبلع) أو كما قال قوم (إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا , وما نحن بمبعوثين) ، بل الأمر كما قال عمر بن عبد العزيز : (إنكم خلقتم للأبد , وإنما تنقلون بالموت من دار إلى دار) . وهذه المعاني كلها , إنما ينشئها ويحييها الإيمان : الإيمان بالله , والإيمان باليوم الآخر , وهما ركنان أساسيان في كل دين.


: الأوسمة



التالي
بمشاركة بين الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين و جمعية علماء الجزائر والمركز العالمي للبحوث والاستشارات: الندوة العلمية السنوية في تفعيل المقاصد تحت عنوان " تفعيل المقاصد في مجال التربية والتعليم
السابق
الميراث الثقافي وسيلة تسهل الفهم

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع