البحث

التفاصيل

الاتحاد يتألم لما آل إليه حال عراق الحضارة من المآسي .. ويُحمل الاحتلال والدول المتدخلة في شأنه والمتعاونين معها المسؤولية ويطالب الحكومة باستجابة مطالب العراقيين جميعاً، كما يطالب المتظاهرين بعدم الإضرار بالممتلكات الخاصة والعامة

الرابط المختصر :

يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بألم بالغ وأسف شديد ما آلت إليه أوضاع العراق عراق الحضارة، عراق الرشيد، بسبب المظالم، والاحتلال البغيض، والطائفية الحاقدة والفساد الشامل الذي وصل حتى النخاع، والحروب الداخلية ومسرحية القاعدة، وداعش ... وغير ذلك

كل ذلك أدى إلى تدمير العراق وحضارته وسمعته والبنية التحتية لهويته وروابطه، وإلى تشريد عدة ملايين من سكان الوسط السني، وإلى حالة مزرية من الفقر والتخلف، وعدم وجود أبسط الحقوق الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، حيث يعاني معظم السكان من فقدان الكهرباء والماء النظيف، والدواء السليم.

ومن أخطر ما يعاني منه العراق هو وصول شلة بعد الاحتلال إلى الحكم، فعاث معظمهم في العراق فساداً مالياً وسياسياً واجتماعياً بلغ النخاع حتى ذكرت صحيفة غارديان البريطانية تقريراً قدمته بعنوان : لا أمل بإصلاح الفساد في العراق (الجزيرة في 20/2/2016)

وقد صنفت دولة العراق مع خمس دول عربية أخرى  ( اليمن ، وسوريا، السودان، والصومال، وليبيا) في مؤخرة الدول في تقرير منظمة الشفافية الدولية بشأن مدركات الفساد في العام 2015م حيث احتلت مرتبة 168 دولة، كما أنها صنفت ضمن أعلى دول لديها فساد، كما صنفت خمس دول عربية في تقرير الشفافية الأمنية ضمن الدول الأكثر فساداً في العالم وهي سوريا، والعراق، وليبيا، والسودان، والصومال بين 177 دولة، وتسجل البطالة بالعراق بنحو 30%، والأمية بنحو 20% ، ومن يقع تحت خط الفقر بنحو 35%، وتتراجع تراجعاً كبيراً مساحة الأراضي الزراعية، والصناعات الوطنية، والعراق اليوم بحاجة إلى ألف مدرسة إضافية، كما تقدر ديون العراق اليوم بأكثر من 124مليار دولار، ونسبة الهدر من المال العام بنحو 450مليار دولار، وتعتبر البصرة التي هي من المحافظات النفطية أكثر المحافظات فقراً وبطالة و وفساداً ونقصاً في الماء الصحي، والدواء وأكثرها تفشياً للأمراض، حتى وصف أحد شيوخها بأن دولة العراق اليوم أصبحت مجموعة من المافيات التي تتحكم في البلاد.

ويقدر عدد الذين سقطوا قتلى من العراقيين منذ الاحتلال 2003م إلى مطلع 2017م بنحو 430ألف قتيل، و 620ألف جريح، وأصيب 30%بعاهات مزمنة، و58ألف مفقود\ بالإضافة إلى 271ألف معتقل من بينهم 187ألف معتقل لم يحالوا للقضاء إلى الأن، وغير ذلك من المآسي ( تقرير مركز أفق المستقبل للاستشارات حول احتجاجات البصرة)  

هكذا وصلت حال العراق بعد الاحتلال الأمريكي الذي وصفه جورج بوش الابن بأنه سيجعل العراق نموذجاً للديمقراطية والرفاهية، واليوم تحول العراق بعد 15 عاماً من الاحتلال إلى نموذج في الفساد الشامل وفي انتهاك حقوق الإنسان من القتل والاعدامات خارج القانون، والاعتقال والخطف والاحتجاز التعسفي، والهجرة والتهجير القسري،  وقد جاء في تقارير الأمم المتحدة أن أفراد قوات الأمن العراقية والميلشيات التابعة لها نفذوا أعمال قتل خارج نطاق القضاء،، وعذبوا  واختطفوا، وشردوا قسراً عدداً كبيراً من الأشخاص ، الأمر الذي قد يصل إلى اعتبار تلك الأعمال جرائم حرب وإلى مثل هذا أشارت عدة تقارير من منظمة العفو الدولية، كما أشارت تقارير الأمم المتحدة إلى اقتراب عدد النازحين في العراق من عتبة ثلاثة ملايين ونصف مليون نسمة، وأثناء مسرحية داعش في الموصل والمناطق السنيه تم تدمير الموصل القديم بالكامل، ومعظم بقية المدن الاخرى

وأمام هذه الأوضاع فقد تمت عدة مظاهرات كبرى وصلت لأكثر من محافظة، وذلك مثل الحراك الذي شمل المحافظات السنية عامي 2013/2014، والحراك الجنوبي الشيعي الحالي الذي يشمل أكثر من ست محافظات، فقد رأى العراقيون الظلم والاضطهاد والقتل والفساد والطغيان والاستبداد والاعتداء أكثر من قبل الاحتلال ، كما رأوا بأم أعينهم أن العراق أصبح كلأ مباحاً لمخططات الاحتلال وللدول الإقليمية

ويأتي الحراك في الوسط السني سابقاً والحراك الشيعي في الجنوب كحلقة متكاملة مع بقية العراق تعبيراً عن رفض العراقيين للاحتلال والسياسيين الفاسدين الذين عاثوا في العراق فساداً عريضاً، وفشلوا في تحقيق أي خير للعراق، بل أخروا العراق عدة قرون ، وأصبحوا في الانتخابات الأخيرة أنموذجاً  في  التزوير والفساد والغش،

وأمام هذا الوضع المأساوي والمصائب والانتكاسات الكبرى التي أصابت هذا الشعب العظيم  يرى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ويؤكد على مايلي :

أولا : يحس الاتحاد بألم كبير وأسف  شديد أمام ما وصل إليه العراق من هذه الحالة المأساوية المزرية

ثانيا : يحمل الاتحاد الاحتلال والدول الاقليمية المتدخلة في شؤون العراق والمتعاونين معها  مسؤولية  ما آل إليه العراق وشعبه العظيم أمام الله تعالى، ثم أمام الاجيال اللاحقة ، التاريخ .

ثالثا : يطالب الاتحاد الحكومة العراقية بالاستجابة لمطالب المتظاهرين، بل لمطالب الشعب العراقي كله في جنوبه ووسطه وشماله

رابعاً : يطالب الشعب العراقي من تحقيق ما يأتي  :

1 -  السعي الجاد لإعادة الهوية والسيادة العراقية، ومنع التدخلات ، والهيمنة الخارجية والأجنبية.

2- القضاء على الفساد المالي والإداري والاجتماعي بصورة حقيقية، ومحاسبة المفسدين ومعاقبتهم بأشد العقوبات.

3 – نبذ الطائفية بجميع أشكالها، وإلغاء ميلشياتها وبناء العراق على أساس المواطنة الشريفة والسيادة، والجيش الوطني، والمؤسسات الدستورية، والفصل بين السلطات، مع هيئات قوية للمراقبة والمحاسبة.

4- صرف أموال العراق بمنتهى الشفافية على شعبه بعدالة ومساواة دون تحيز ولا محاباة.

5- القيام فوراً بتوفير متطلبات العيش الكريم، ومستلزمات الصحة ، وتوفير الماء والكهرباء، وتحقيق البنية التحتية وبناء الجامعات والمدارس التي كان العراق سباقاً فيها ومتقدماً  فيها على بعض الدول المتقدمة.

6 – السعي الجاد لتحقيق التنمية الشاملة، والاقتصاد القوي والاستثمارات المتنوعة، فالعراق أغنى الدول في العالم لو تركه المفسدون للمصلحين.

خامساً : يناشد الاتحاد جميع العراقيين أن يلتفوا حول ما يجمعهم من الحق والعدالة والمساواة، والهوية الوطنية، وأن يبتعدوا عن كل ما يفرقهم فكفى ما حدث لهم بسبب الأيدولوجيات العنصرية والشوفونية والطائفية من التدمير، كما يطالب الاتحاد بأن تكون مظاهراتهم حضارية سلمية بعيدة عن العنف والتدمير والإضرار بجميع أشكاله.

وفي الوقت نفسه يندد بالعنف المستعمل ضد المتظاهرين  ويترحم على من توفوا، ويدعو للجرحى بالشفاء العاجل

(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)

صدق الله العظيم

 

 

أ . د على القره داغي  

الأمين العام         


: الأوسمة



التالي
الاتحاد ينعي فضيلة العلامة الشيخ المرابط الحاج بن فحفو الموريتاني
السابق
الإيمان يلد الأمل

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع