البحث

التفاصيل

ثنائية الحطمة 2

الرابط المختصر :

(ويل لكل همزة لمزة الذي جمع مالا وعدده يحسب ان ماله اخلده كلا 
لينبذن في الحطمة.... )

يالها من ثنائية ويا لآثارها السيئة 
الاولى : فرد او مجتمع بلا قيم (همزة لمزة)
الثانية : تكديس الثروة بلا فاعلية لمقصودها في عمارة الارض وادارة الحياة 
وقد تناولنا الاول في سابق مقال 
اذا 
الموضوع الثاني: التي تعالجه السورة فهو متعلق بالمال «الذي جمع مالا وعدده».

1 - المال ما جعله الله إلا لقيام وإدارة الحياة والانتفاع به على وجه الخصوص الشخصي والعموم العائد على السوق والجمهور لذلك قعدت قواعد وقننت قوانين شرعية كثيرة تنظم  الإدارة المالية.
ونعني بالإدارة المالية..
ما يشمل تحديد ماهية المال والمنافع وطرق التملك والحفظ والإدارة المعاملاتية والاستثمارية وتنظيم إنفاقه وتوزيعه....
وهو هنا إمساك المال عن سبيل الطاعة.
كما اختاره مفسرون وسبيل الطاعة هو ما ذكرنا بعضا منه.

ولكن انظر الى هذا الخطأ في التعامل مع المال 

الخطا الذي اعتبره الشرع جريمة تستحق الحطمة ...
سواء مظاهره وبواعثه 
فبدأ النص بتجريم المظاهر  والتصرفات المعوجة مع الثروة ...في نقطتين 

الأولى: من قوله تعالى «جمع مالا» وفي قراء حمزة بالتشديد «جمَّع» وهو ما يعطي بالتخفيف أو التثقيل معنى تكديس الأموال وكنزها.

والثانية: «وعدَّده» كنزا وعدَّا أو إعدادا للنوائب.

أنه انحراف عن مقاصد المال 
وتجميد له عن منافعه في الحياة.

إن تكديس رأس المال في الخزائن فيه ضرر على السوق وعلى رأس المال؛ لأن سحب الأموال من السوق مؤدٍ إلى موجة من الجمود التعاملي والركود التجاري وينعكس هذا على اليد العاملة والبطالة وما يترتب عليها من فقر وأزمات ومشاكل مجتمعية كثيرة.

لذلك فالمال وجد لينزل السوق.. لينمو لا ليكنز ويتراكم لبدا عدّا وعددا.

كم ستبنى من مصانع وشركات، وتقام من خدمات، وتشغل طاقات وعقول حينما ينزل المال إلى السوق التجاري.

الكل ينعم ويستفيد، المالك والعامل والتجار والمضارب... حتى الحركة الشرائية والمعمارية والسياحية وكل شبكات المصالح العامة والخاصة تتحرك بتحرك المال. 

لذلك ذم الله سبحانه هذا المالك... هذا المليونير الذي همه الجمع والعد وزيادة الأرصدة بهذه الطريقة الخاطئة

  إن من أسباب تحريم الربا أنه عبارة عن فائدة تراكمية أضعافا مضاعفة دون منافع للناس والسوق.

لذلك حيث وجد الربا وجد الكنز والشح والفقر ووجدت الطبقات والمظالم المالية على حساب البسطاء وهم الأكثر والأوسع.

2 - لذلك وحتى تعالج هذه النقطة شرع الإسلام الزكاة فرضا مما يلجئ رب المال إلى تشغيل ماله لا كنزه.
وإلا أكلته فرائض الزكاة حتى يفنى.
لذلك جاء «اتجروا في أموال اليتامى لا تأكلها الصدقة».
وهو وإن كان مختلفا في صحته بالنسبة لليتامى مما انبنى عليه مسألة فقهية شهيرة.
هل في مال اليتيم زكاة والراجح عند الأئمة الزكاة وهو ما نراه.
لكنه في غير اليتامى صحيح معنى.

3 - وفي المال حقوق من نفقات وصلات وإغاثات
لذلك حث الإسلام على إنفاقه وضاعف أجور الباذلين والمزكين والمتصدقين وذم البخل وأهله ذما بليغا في النصوص.

ثم انطلق النص لعلاج البواعث والتنبيه عليها لان تلك التصرفات  الخاطئة نابعة من تفكير وقناعات خاطىة

4 - «يحسب أن ماله أخلده»
إن هذا هو السبب الباعث على الاكتناز وجمع الحطام بلا إنفاق ولا أداء للحقوق.

إن معرفة الباعث أمر هام لمعالجته؛ لأن معالجة الأثر قد لا تجدي.

والباعث هنا هو ابتغاء السلامة بالجمع المالي، أو بتعبير آخر بلوغ الأمن المالي بمعنى أن الأمن الحياتي مرتبط بالمال وجمعه، 

وهذا تفكير ضحل جدا حتى قال السدى «يحسب أن ماله أخلده» أي يبقيه حيا لا يموت.

بالله عليكم هل توجد هذه العقليات؟ هل يظن هذا أن المال يطيل عمره ويخلده. 

إن العقلية إذا وصلت إلى هذا الحد فما أضعفها وأدونها..

إن خزائن الأموال المكدسة قد تعطي هذا الشعور عند بعض العقلاء ممن لا يعقل؟

5 - ولعكرمة قول قريب من هذا إذ قال: أي يزيد في عمره.
وهذه شبيه بالتأمين على العمر.
6 - وقيل (حياة فيما مضى.. فلولاه لما عاش ولما امتد به العمر والبقاء..).
وهذه عقلية أخرى تفكر بهذا المستوى، بل قد يقول إنه لولا المال لما كان هنا..
لما كان بصحة جيدة...
لما أعطي مكانة ولانتهى قبل زمن.

....

7 - «كلا»

هكذا بهذا التعبير الشديد يبطل كل هذه التصرفات جميعا..
إنه يقول كذبت كما قاله عمر.
وكذبت تصرفاتك وتفكيرك «لينبذن» المال والهماز واللماز الجموع في الحطمة.
جهنم التي تحطم كل شيء يلقى فيها.

والتي لا يعلم هولها إلا الله «وما أدراك ما الحطمة». 

وفيه دليل أنها مخلوقة الآن موقدة الآن غير خامدة.
كما يدل عليه لفظ موقده للمفعول 
....
إنها حطمة تنتهي فيها كل المعاني والأماني الخادعة.
وكل غرور وكبر وكل علو وجبروت وكبر.

تحطم المال وصاحبه الذي شح به ومنعه من الخلق.
واتخذه للعلو في الأرض والسخرة من الخلق بالهمز واللمز والتنقص.

ولما كان محل الكبر والظنون والغرور هو الفؤاد تبلغ الحطمة إلى ذلك المكان فتشمله بالتحطيم والحرق والنكال.

وثم معنى آخر «إنها تطلع على الأفئدة» أي تعلم مقدار ما يستحقه كل واحد منهم من العذاب.

انها عليهم موصدة مغلقة

كما كانو يغلقون خزائنهم بالمال وأبوابهم عن الناس  وصدورهم  عن اهل الحاجات 

في عمد ممددة 
في صناديق خاصة ممدة كما كانت توضع تلك الاموال والاخلاق في الصناديق ....

#فضل_مراد

عضو جمعية علماء اليمن 
استاذ الفقه والقضايا المعاصرة بجامعة قطر 
عضو الاتحاد العالمي 


#الفقه_يمان_الايمان_يمان_الحكمة_يمانية


 


: الأوسمة



السابق
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فرع فلسطين ينظم حفل تخرج الطلاب من دورتي السياسة الشرعية وفقه الطهارة.

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع