البحث

التفاصيل

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي الحلقة [ 18 ] : ولكنكم لا تعقلون!

الرابط المختصر :

 

سمعت رئيسا لإحدى الكنائس الشرقية يهاجم الإسلام، ويقول: إنه يتهم المسيحية بما ليس فيها، وأن القرآن لا يعرف المسيحية. وما تقوم عليه من توحيد!.

وكان الرجل ماهرا فى التلاعب بالألفاظ إلى حد مثير، يقول: إن القرآن يحكم علينا بالكفر فى الآية الواردة " لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد.. " ونحن لم نقل إن الله ثالث ثلاثة، بل نقول: إن الله هو الثلاثة جميعا.

ويقول: إن القرآن يصفنا بأننا عبدنا المسيح من دون الله! وهذا خطأ فنحن لم نعبد من دون الله أحدا فإن المسيح هو الله نفسه.!.

والقصة التى نسج الرجل فصولها مبنية كلها على الوثوب من لفظ إلى لفظ بطريقة بهلوانية يلتقى فيها المكر بالسذاجة. فعيسى ـ عليه السلام ـ عندنا نحن المسلمين بشر خلقه الله بقدرته كما خلق الآلاف المؤلفة من الناس ! ومهمته على ظهر الأرض أن يعبد الله، وأن يدعو غيره إلى عبادته ! والأمر كله لا يعدو قول القرآن الكريم "لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا "

فلا هو إله ولا ابن إله ولا جزء من إله ولا صفة لإله، إنه بشر له فضل الدعوة إلى توحيد الله مع غيره من سائر النبيين.

وكذلك جبريل كبير الملائكة وأمين الوحى، إنه هو الآخر عبد لله الواحد، وأشرف ما يوصف به أنه مع إخوانه الملائكة " لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " فلا هو إله ولا شبه إله، إنه عبد يرجو ويخاف.. وحسب.

والزعم بأن جبريل هو صفة الحياة، وأن عيسى هو صفة العلم، والانطلاق من هذين إلى أن هاتين الصفتين دون سائر الكمالات الإلهية أمستا إلهين مساويين للإله الأعظم ـ هذا الزعم لون من الخبال والإفك لا أساس له. فعيسى وجبريل عبدان لله وليسا أوصافا لأحد، وأنى يكون الوصف ذاتا؟ أو الذات وصفا؟.

إن اللعب بالكلام مألوف بين أصحاب الفكاهة! قيل لرجل يبيع الحلوى لماذا اخترت هذه الحرفة ؟ قال كان لى صديق أحبه وكان لسانه ينقط عسلا ، فاخترت بيع الحلوى من لسانه! وقال آخر: اشتغلت أربعين يوما من شهر كذا.. فقيل له: الشهر ثلاثون يوما فقط! فقال استعرت عشرة أيام من السنة القمرية!.

ماذا تصنع لرجل يقول: ربنا يسوع المسيح، فإذا قلت له: ربنا الله رب العالمين، قال لك: لا تناقض ، هذا وذاك شىء واحد! فإذا قلت له: هل عيسى عبد لله ؟ قال لك : بل هو إله مثله!. هل هما إلهان؟ بل ثلاثة، وهم جميعا واحد.. ولكنكم لا تعقلون!!.


: الأوسمة



التالي
كتاب : فقه الجهاد [ 18 ] : الباب الثاني : (أنواع الجهاد ومراتبه) الفصل الرابع : (مرتبة جهاد الظلم والمنكر في الداخل) (2-2)
السابق
كتاب : فقه الجهاد الحلقة [ 17 ] : الباب الثاني : (أنواع الجهاد ومراتبه)

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع