البحث

التفاصيل

كتاب : الحق المر الحلقة [ 20 ] : شهادات نسجلها كارهين

الرابط المختصر :

هاك شيئا مما كتبه "ويل ديورانت " عن أخلاق الرهبان فى كتابه الضخم "قصة الحضارة " نسجله كارهين، ونهديه إلى من يهاجمون الإسلام من باباوات وكرادلة.

فها هو ذا " بترارك " نفسه الذى غمر قلبه الإخلاص لدينه والوفاء لعقيدته ومبادئ شريعته ، يندد أكثر من مرة بأخلاق رجال الدين المقيمين فى "أفنيون " والحياة الخليعة التى كانوا يعيشونها. ونقرأ عنها فى روايات " بوكاتشيو"... إذ يتحدث عما فى حياة رجال الدين من دعارة وقذارة ومن انغماس فى الملذات، طبيعية كانت أو غير طبيعية..

وتكتفى الدلائل الواردة فى مصادرهم بسرد ما تستقذره الطبيعة الإنسانية من طباعهم، فلقد وصف "ماستشيو" الرهبان والإخوان بأنهم "خدم الشيطان "، وأنهم منغمسون فى الفسق واللواط، والشره وبيع الوظائف الدينية. والخروج على الدين ، ويقر بأنه وجد رجال الجيش أرقى خلقا من رجال الدين.

إن سوء حال رجال الدين وقبوعهم فى مرافئ الشطط ، استثار غضب كثير من رجالهم.. فكان " ديكايجيو" يفرغ كل ما يعرفه من ألفاظ السباب، فى التشنيع على فساد أخلاق الرهبان والقسيسين. ونفاقهم، وشرههم، وجهلهم. وغطرستهم،.. وكان للراهبات نصيب فى هذا العوج، حيث كانت أديرة الرجال والنساء متقاربة قربا يسمح لمن فيها بالاشتراك من حين إلى حين فى فراش واحد.

ويتحدث "أريتينو" عن راهبات البندقية حديثا لا تطاوع الإنسان نفسه أن ينطق به. و"جو تشياردينى" الذى يتسم بالرزانة والاعتدال ينذهل حين يصادفه وصف رومة التى كان يقول عنها: "أما بلاط رومه فإن المرء لا يستطيع أن يصفه بما يستحق من القسوة، فهو العار الذى لا ينمحى أبد الدهر، وهى مضرب المثل فى كل ما هو خسيس مخجل فى العالم ".

إن هذه الشهادات قد تخالطها المبالغة وقلة النزاهة ولكن شهد شاهد من أهلها، القديسة كترين السينائية إذ تقول: "إنك أينما وليت وجهك ـ سواء نحو القساوسة أو الأساقفة أو غيرهم من رجال الدين، أو الطوائف الدينية المختلفة أو الأحبار من الطبقات الدنيا أو العليا، سواء كانوا صغارا فى السن أو كبارا ـ لم تر إلا شرا ورذيلة، تزكم أنفك رائحة الخطايا الآدمية البشعة، إنهم كلهم ضيقو العقل، شرهون، بخلاء.. تخلوا عن رعاية الأرواح.. اتخذوا بطونهم إله لهم ، يأكلون ويشربون فى الولائم الصاخبة ، حيث يتمرغون فئ الأقذار ويقضون حياتهم فى الفسق والفجور... ويطعمون أبناءهم من مال الفقراء... ويفرون من الخدمات الدينية فرارهم من السجون ".

وليس هذا حال القساوسة فى رومة وحدها، بل لا ينجو من أحبولة الرذيلة.. الكثير من القساوسة فى كل مدينة من مدن شبه الجزيرة الإيطالية ، فلقد كانت البندقية أسوأ حالا من رومة.


: الأوسمة



التالي
العهد العثماني من الكبوة إلى الفتح العظيم عهد (محمد الأول "جلبي" وابنه مراد الثاني) (1413-1455م).

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع