البحث

التفاصيل

ما هو منهج تعليم القراءة الحديث؟

الرابط المختصر :

 

 

شاعت فترة من الزمن الطريقة الكلية التي ذهبت إليها المدرسة الجشطلتية الألمانية وهي الاعتماد على الكلمة والجملة التي لها معنى، فأنت إذا تعلمت على هذه الطريقة تكون ربطت اللفظ بالمعنى أما إذا اعتمدت على الطريقة القديمة عندنا وهي الطريقة الجزئية في تعليم الحروف التي ليس لها معنى يرتبط بها في الذهن، فأنت تصبح آليا، تقرأ ثم بعد ذلك إلى ترجع الكلمة أو الجملة ثم تحاول فهمها فتعيد النظر كي تصل إلى المعنى.

لكن الطريقة الكلية تجاوزها المربون اليوم لأن القراءة لها أهمية كبرى في التعليم، فهي وسيلة الطالب في اكتسابه المعرفة في مختلف العلوم والمعارف، ونجاح الطالب في مختلف المواد الدراسية، وإدراك مفاهيمها وتصوراتها يتوقع على مدى مهارته في إتقان القراءة.

وتعتمد نظريات القراءة الحديثة في تعلم القراءة في المراحل الأولى على طريقتين أساسيتين.

الأولى تعتمد على الربط بين الحرف وصوته، والربط بين المقاطع الصوتية لتكوين الكلمات ليتمكن من تعلم معارة القراءة باستيعاب المقروء لفظا ومعنى، وذلك بمعرفة خصائص الأصوات والحروف، والتركيب الصوتي للمقاطع والمعرفة السريعة للكلمات.

وأصبحت الطريقة الصوتية التي تمكن من المهارات الأساسية في تعليم القراءة بشكل مباشر.

وبذلك يتمكن التلميذ من فهم المقروء إذا تحولت هذه المهارات إلى مهارات آلية من خلال المرانة والممارسة.

وتغيرت طريقة تعليم الكلمات من الطريقة التحليلية غلى الطريقة التركيبية، والتركيب الصوتي من أهل السبل التي تجعل القارئ يتنقل من قارئ مبتدئ إلى قارئ متمكن، ومن هذه المهارات الرئيسية التعرف على الكلمات المكتوبة ومعالجة المعنى لفهم كلمات النصوص feyfant gaussel 2007.16

والتحكم في هذه القراءة يقتضي التحكم التام في تعرف الكلمات تحكما آليا معرفيا لسانيا des mécanismes cognitivo-linguistiques   وهذا ما يجعل الطفل متمكنا من قراءة المكتوب وفهمه.

فهنالك مسلكان لمعالة المكتوب وهما الطريقة الصوتية la voie phonologique

من تحويل الحروف  إلى أصوات وتسمى طريقة التجميع l’assemblage ؛ والطريقة الثانية هي الطريقة المعجمية  la voie lexicale، وتسمى المعالجة عن طريق العنونة: l’adressage.

فهناك آليات تختص بالقراءة وأخرى خاصة بالفهم، فآليات تعرّف الكلمات عنصر مهم خاص بالقراءة، وأعطى علماء النفس أهمية لدراسة هذه الآليات، فالربط بين الحرف والصوت أو ما يسمى: Correspondance graphèmes-phonème

عنصر مهم، أي الربط بين الرموز الخطية وأصواتها الشفوية، فيكون للكلمة تصور بصري في ذاكرة الطفل فيحدث لديه تعرف الكلمات بالعنونة، فهذا التصور البصري الكتابي يكون عنوانا في الذاكرة يسمح باسترجاع طريقة نطق الكلمة وإدراك معناها، ويؤدي هذا إلى إدراك معنى الكلمة مباشرة.

فالطفل يتعرف أولا بعض الكلمات بالتجميع، وبذلك يتكون لها في الذاكرة عنوان، ثم يؤدي ذلك إلى قدرته على قراءتها من الذاكرة مباشرة ولا يحتاج إلى تقطيعها.

فأي عجز يصيب إحدى الطريقتين فإنه يؤدي إلى صعوبة القراءة وعسرها وهذا يحدث لدى بعض الأطفال، وأساس ذلك كله إدراك العلاقة بين الرموز المكتوبة وأصواتها المنطوقة، فإن المثيرات الخطية تنتقل إلى مراكز معينة في المخ.

ولذلك فإن اللسانيات وعلم النفس المعرفي يدرسان هذه العملية المعقدة من القراءة التي يشارك في دراستها علم الأعصاب أيضا.

ونحن في مدارسنا لا نعتني بما فيه الكفاية بهذه العملية التعليمية المهمة، وخاصة القراءة الجهرية، والعناية بالصوتيات كما تحددها اللسانيات الفيزيائية وعلم التجويد في القرآن الكريم الذي درس مخارج الحروف دراسة دقيقة نظريا وعمليا، ومن أهم الجوانب في تعلم القراءة حسن النموذج في القراءة الذي يقوم به المعلم، فاللغة تؤخذ بالتلقي والملقن النموذجي إنما هو المعلم الذي يتقن النطق بأصوات الحروف من مخارجها، وعلى التلاميذ أن يستمعوا بانتباه إلى نطق المعلم النموذجي قبل أن يمارسوا القراءة، فأصل اللغة إنما هي الأصوات التي رمز إليها بالحروف.

ونحن نشكو شكوى مرة من تعثر الطلبة في قراءة النصوص قراءة واضحة متقنة، ولهذا علينا أن ننبه إخواننا المعلمين إلى هذا وأن يمارسوا هم أيضا الدربة على القراءة النموذجية لإصلاح ألسنتنا ونطقنا بالكلام الواضح المفهوم.


: الأوسمة



التالي
لا تحزن إن الله معنا
السابق
وحدة الأمة الإسلامية

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع