البحث

التفاصيل

تحطيم القدوة سياسة صهيونية قديمة

الرابط المختصر :

 

سحرة فرعون يحاولون تزيين الفسق والفجور والظلم والطغيان وشيطنة وإرهاب من يقف مع قضايا الأمة

 

الذي يتابع الأحداث أن أموال المسلمين تسخر لصالح أعدائهم، وأن مئات الملايين من الدولارات تصرف على وسائل الإعلام المتنوعة لا لخدمة قضايانا المصيرية، ولا لخدمة الوحدة ولمّ الشمل والتنمية الشاملة، والقضاء على التخلف والفقر والبطالة ... وإنما لصالح الفرقة والاقتتال الداخلي والصراع بين مكونات الأمة، بل مكونات الشعب الواحد، والقضاء على الصحوة الإسلامية، بل لتحريف الإسلام ومقاصده ودوره في التوجيه والتربية والحكم الخ..

فلا يخفى على أحد أن هناك هجمة عالمية وخطة محكمة جمعت كل قوى الشر والعدوان والاستبداد والطغيان من الداخل والخارج لتحقيق الأهداف الآتية :

1 – تجريد الإسلام من شموليته وكماله وحصره في الجانب الروحي فقط ( في هذه المرحلة ) ليصبح الإسلام محصورا ومسجوناً في دائرة ضيقة فلا يبقى عندئذ – للإسلام أي دور في مجال السياسة والاجتماع والاقتصاد، كما فُعل بالديانة المسيحية، وباختصار شديد يراد أن لا يكون الحكم لله في جميع مجالات الحياة سوى علاقة روحية خاصة بين الإنسان وربه، فلا جهاد ولا سياسة ولا اقتصاد ولا اجتماع ولا القيادة، ولا الريادة للإسلام وهذه الخطة ليست جديدة، بل بذل المحتلون والمستعمرون والمستشرقون تطبيقها في بداية القرن العشرين عند سقوط الدولة العثمانية، واستغلت لنجاحها كل طاقاتهم حتى طاقات بعض علماء الدين في الأزهر وغيره، ولكنها فشلت لأنها تتعارض مع إرادة الله تعالى في جعل الاسلام كاملا شاملاً فقال تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) المائدة – (3)وقال تعالى (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) الانعام (162) قال تعالى (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) المائدة (50).فشلت الخطة، وظهرت الصحوة الإسلامية أقوى مما سبق قال تعالى (فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) الانعام (45)

2 – جعل المسلمين فاقدي الهوية والإحساس بالمسؤولية، وبالولاء والبراء ليكونوا إمعة وتابعين.

3 – تجريد الإسلام من حيويته وقوته، ومن علاقته بالحياة، وحصره في بقعة قد تكون أكبر من بقعة الفاتيكان.

4 – تمييع القضايا الكبرى مثل قضية القدس الشريف و فلسطين المحتلة من خلال ما يسمى " بصفقة القرن" التي بدأ تنفيذ بعض خطواتها، مثل اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة للدولة المحتلة وسن قانون يهودية إسرائيل

وأكثر من ذلك اجتمع معظم المسؤولين العرب والخليجيين وجها ً لوجه مع نتنياهو رئيس وزراء الدولة التي لازالت تحتل أولى قبلتنا وثالث الحرمين الشريفين، والغرض من ذلك التطبيع وتحقيق حلف تحت أي مسمى حتى تقود إسرائيل المنطقة ويصبح وجودها ليس مقبولاً فقط بل مرحباً بها قائداً ومنفذاً !!!

5- إشغال الأمة الإسلامية والعربية بالحروب والصراعات لتنشغل بها حتى تنسى ما يفعله الطغاة من الجرائم بحق الأمة والحريات وكرامة الإنسان، وفي ذلك خدمة ايضا لإسرائيل الكبرى من جانبين :

أحدهما : ظهور الفقر المدقع بل المجاعات والأمراض الفتاكة،  والجهل والتخلف، كما ظهر ذلك جلياً في اليمن، حيث تؤكد تقارير الأمم المتحدة على أن أكثر من عشرة ملايين يمني يعانون من مجاعة وأمراض قاتلة، ومهددون بالموت.

وهكذا فعلوا في سوريا الجريحة، بل أن مصر العظيمة تعاني من الفقر بنسبة كبيرة، وتحتل المرتبة الخامسة في مؤشر البؤس العالمي، وتسعة ملايين طفل يعيشون تحت خط الفقر .

ففي ظل صناعة الفقر والمجاعة والأمراض فهل يبقى مجال للتفكير في العدو المحتل إلا لقلة مؤمنة وحينئذ تصول دولة الاحتلال وتجول في بلادنا العربية والإسلامية.

الجانب الثاني : أن سياسة التفكيك والتجزئة تسير على قدم وساق، حتى تضعف الأمة أكثر، وتتمكن منها الأعداء بشكل أكبر .

وكما يستفيد مما سبق العدو المحتل فإن الطغاة يعيشون على هذه الحالة ايضا تحقيقاً لسياسة فرعون من الاستخفاف بقومه حتى يطيعوه، فقال تعالى (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ) الزخرف (54)، ولكن قدرة الله فوق ذلك قال تعالى (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) الأنعام (18) فأين فرعون وهامان وجنودهما وسحرتهما؟

كيفية تحقيق وتنفيذ هذه الخطة ؟

هذه الخطة الخبيثة الخطيرة لا تطبق بسهولة وإنما تحتاج إلى موارد مالية وفرها الطغاة المستبدون في البلاد العربية  وموارد بشرية توفرها أمريكا وإسرائيل ومن معهما، كما أنها تحتاج إلى سحرة فرعون (الإعلام الساحر)في التأثير على الناس لقلب الحقائق ولتزيين والفسق والطغيان والفجور والعصيان، وتقبيح أهم القضايا والمبادئ والأحكام الإسلامية تحت غطاء الإرهاب والسياسة الشرعية تحت غطاء حب السلطة،

ولأجل تحقيق هذين الهدفين ساهم الأعداء وعملاؤهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في صناعة القاعدة، وداعش وتوسيع نفوذهما وشرورهما ليصل العالم أجمع، ليعطوا صورة قبيحة ومؤذية للجهاد، ودولة الإسلام والخلافة وفقاً لمنهاج النبوة، حيث كانت تصرفاتهم خارجة عن الإسلام وقيمه ومبادئه وأحكامه، وقد أدانها العلماء واتحادهم، بل أدانها معظم المسلمين، ومع ذلك استطاع سحرة فرعون أن يلصقوها بالإسلام.

وبعد ما أدت داعش والقاعدة دورهما في :

1 – تشويه صورة الإسلام، وبخاصة في مجالات الجهاد والسياسة والحكم والتعامل .

2 – تفكيك أهم الدول العربية، مثل العراق وسوريا، واليمن، وليبيا، حيث كان الخاسر فيها الحراك السني، والمناطق السنية في العراق، والقضاء على الثورة السورية في سوريا، وهكذا في بقية الدول التي دخلها المتطرفون تضررت إسلامياً واجتماعياً وإنسانياً وسياسياً لصالح أعداء الإسلام، ولتحقيق سياسة " الفوضى الهدامة"

3- عودة المحتلين تحت غطاء محاربة الإرهاب بأموال المسلمين، حتى يكون الاحتلال والحرب ضد المسلمين صفرياً أي من أموالهم، بل يكون في مقابل مليارات من الدولارات.

4- إثارة الحروب والنزاعات داخل أمتنا الإسلامية والعربية، وتركها لتحقيق نظرية " دع للحرب فرصتها حتى تحقق أهدافها"

إزالة العقبات من خلال تشويه الرموز أو اغتيالها :

وإن مما لا شك فيه أن الخطة لن تنفذ بشكل تام إلا إذا أزيحت العقبات في طريقها ، ومن أخطر هذه العقبات من وجهة نظر هؤلاء العلماء والمفكرون والسياسيون المؤثرون الذين يقفون ضد هذا المشروع الجهنمي الخطير ،ولذلك يسخر أصحاب هذا المشروع سحرة فرعون (أجهزة الاعلام المضللة بجميع أنواعها وطرقها ومؤثراتها وأدواتها ، لتشويه صورة هؤلاء بقدر الإمكان ،واغتيالهم شعبيا وسياسيا وعلميا ،وإبقاء دورهم في التأثير الشعبي والجماهيري ، بحيث إذا لم يتحقق هذا الهدف فيكون التفكير في اغتيالهم وتصفيتهم جسديا ، وهذا ما نشاهده نهارا جهارا منذ عدة سنوات ، وظهر جليا خلال السنوات الأخيرة ،فلننظر الى الأحداث الجارية في الخليج ، وفي مصر ، واليمن وليبيا والعراق وغيرها .

فلنتدبر كيف سخرت أجهزة الإعلام كلها ، وبعض المؤسسات الدينية والسياسية وغيرها لتحقيق هذا الهدف.

وثم ارجع البصر كرتين كيف بذلت جهود ضخمة لتشويه صورة العلماء الربانيين (هكذا نحسبهم ) أو سجنهم ، والمطالبة بإعدامهم ، وكيف استعملت في سبيل اغتيالهم السياسي والعلمي والشعبي جميع الطرق والوسائل بما فيها بعض المؤسسات الدينية ، وبعض من ينسب الى الاسلام ( اي حرب المشايخ بالمشايخ )

تحطيم القدوة من سياسة الصهاينة :

إن تحطيم القدوة هو سياسة الصهاينة من قديم الزمان حتى للأنبياء والمرسلين عليهم السلام ، فلوا قرأنا كتبهم لم نجد نبياً ولا مرسلاً إلا شوهت صورته بدءاً من سيدنا نوح عليه السلام، حيث اتهموه بشرب الخمر وانكشاف عورته (سفر التكوين، الاصحاح التاسع 20-25) وللوط عليه السلام بأنه أسكر وزنا ببناته (سفر التكوين الاصحاح التاسع 30-38)، ولهارون عليه السلام بأنه هو الذي صنع العجل ( سفر الخروج الاصحاح الثاني والثلاثون 1-6)، ولداوود عليه السلام بأنه زنى بزوجة أوريا (سفر صموئيل الثاني الاصحاح الحادي عشر 1-26) وهكذا.

كل ذلك لتحطيم القيادة والقدوة حتى يسوغ لهم كل ما يريدون ( وكما يقول المثل المصري : ما حدش أحسن من تاني ) وهذه النظرية هي السائدة في الإعلام المعادي ومع الأسف الشديد يتبعه بعض وسائل الإعلام في بعض الدول العربية، وبعض القنوات العبرية فلورا

تشويه العلماء الصادعين بالحق

 : لاشك أن العلماء الربانيين هم ورثة الأنبياء كما ورد ذلك في الحديث الصحيح، وإنهم المرجع لحالتي الخوف والأمن فقال تعالى (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) النساء (83)، ولا يزال العلماء الربانيون هم الذين يقودون الإمة في مجموعها نحو الخير، لذلك فتشويههم يحقق أهداف الأعداء وعملاءهم.

ولا أريد هنا أن أدافع عن  نفسي فأفوض أمري الى الله (إن الله بصير بالعباد ) وإنما ابين بعض الحقائقفي هذا الصدد :

1ـ شاركت في مؤتمر رابطة العالم الاسلامي بمكة المكرمة عام (1395 هـ 1975م) في مؤتمرها الذي انبثق منه المجلس الأعلى للمساجد ، ثم شاركت في معظم مؤتمراتها الفقهية خبيرا وباحثا مشاركا إلى ما قبل حصار قطر عام  2017، كما شاركت في المؤتمر الأخير بمكة المكرمة حول الارهاب في جمادى الأول 1436هـ = فبراير 2015م وبعد الحصار أدخل اسمي واسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في قائمة الإرهاب، وكذلك شارك فضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي في هذا المؤتمر واستقبل استقبالا حارا من الجميع ، كما أن الملك عبدالله (رحمه الله) استقبل وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الشيخ القرضاوي استقبالا حارا عام 2007م لأجل غزة، كما أنه كان يستقبله في شهر رمضان المبارك في قصر الضيافة بمكة المكرمة ، وكان يصنف على انه من العلماء المعتدلين الوسطيين المجددين ، وفي الإمارات أستقبل ايضا استقبال الأبطال وأكرم بجائزة دبي ، وتقبيل الرأس من قبل حكام الإمارات .

ولكن بعد الانقلاب غير الشرعي في مصر توجهت سحرة فرعون لتشويه صورة الشيخ القرضاوي بجميع الوسائل الممكنة ، وبجميع الطرق المتاحة ( حتى الكذب والبهتان ) دون رعاية لعلمه وعمره ، وخدماته للدعوة ، وعلاقاته القديمة مع المملكة وغيرها التي تمتد أكثر من ستين عاما .

التركيز على تشويه صورتي :

ويبدو أن تركيز سحرة فرعون يتجه نحوي منذ فترة ليست وجيزة ، لتشويه صورتي بجميع الوسائل والطرق (بما فيها الزور والبهتان والافتراء ) فعملت ضدي أفلام ، وأتوا ببعض المستأجرين للكذب والافتراء كما قاموا بجمع بعض كلماتي ونشرها مبتورة  عن محيطها وزمانها ومكانها ومناسباتها ،لإعطاء صورة مشوهة مثيرة للجدل ، فقد نُشر مقطع فيديو منسوب اليَّ يخص إيران أتحدث فيه عن تأييدي لوثيقة صادرة من المرشد العام للجمهورية الإيرانية حول فلسطين .

ومع أن المقطع ينص على أن تأييدي يتعلق بقضية فلسطين فقط ، لكن مُعده أراد توجيهه نحو ما يشوه صورتي ، كما أن المعلق المعد لذلك علق على هذا المقطع بما لا يليق ، ولكن أفوض أمري الى الله تعالى وحده .

وهذا المقطع المنشور يرجع تاريخه الى عصر رفسنجاني حوالي 15 عاما ، فكانت العلاقات الإيرانية الخليجية ممتازة ، و زار الرفسنجاني المملكة عام 2008م واستقبله الملك عبدالله استقبالا حارا .

وأثناء عهده عمل مؤتمر كبير حول القدس والقضية الفلسطينية ، وحضره عدد كبير من العلماء والسياسيين الكبار حتى من المملكة ، ورابطة العالم الاسلامي وصدرت منها وثيقة وركز عليها المرشد العام للجمهورية الإيرانية فكانت كلمتي حولها، ومما لا يختلف فيه عاقلان أن الحق حق وهو أحق أن يتبع، فإذا كان مسؤول يؤيد القضية الفلسطينية، وآخر يخونها ويصرف المال لأعداء الإسلام فكيف يكون موقف المسلم أو حتى العاقل من الكلمة نفسها  دون الشخص  فالكلام قديم قيل قبل هذه التغييرات وقد قطع، وبتر عن مكانه وزمانه، ومن جانب آخر فإن معظم هؤلاء المهاجمين يعلمون موقفي وموقف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من قضايا الأمة من إيران، فقد أصدر الاتحاد بتوقيعي عدة بيانات حول إخواننا السنة في العراق وسوريا، وفي كل مكان يضطهد فيه المسلمون وضد الطائفية البغيضة التي دمرت العراق وسوريا،

وأخيراً فلا يهمنا إلا أن نكون على الصراط المستقيم، ولا يهمنا سوى رضا الله تعالى، وأن نكون على المنهج الصحيح والصراط المستقيم والطريق القويم، وأن لا نكون ضالين غير مضلين ولا فتانين أو مفتونين (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (آل عمران -)

ولله در الشاعر أبى فراس الحمدانى

وليت الذي بيني وبينك عامر

وبيني وبين العالمين خرابُ

إذا صح منك الود فالكل هين

وكل الذي فوق التراب ترابُ”

كما أن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة، حيث لم ينج من الاتهامات الباطلة، ( وروحى فداه)

 

{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}


: الأوسمة



التالي
قضية "90 بالمائة" بين المعنى السليم والفهم السقيم

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع