البحث

التفاصيل

الفاشنيستات... مؤهلات ومهارات!

الرابط المختصر :

 الفاشنيستات... مؤهلات ومهارات!
الدكتور محمد العوضي

استكمالاً للمقال السابق (الفاشنيستات... وطالبات كلية الآداب)، نلحظ أن وسائل التواصل الاجتماعي خصوصاً (الانستغرام، السناب شات، الفيسبوك)، ساهمت خلال السنوات الأخيرة في انتشار ظاهرة (الفاشنيستات) والمقصود بهذا المصطلح فتيات الإعلان والترويج على هذه المواقع.
بدأت الحكاية عندما قام بعض مشاهير السوشيال ميديا بمشاركة صورهم وآرائهم خصوصيات حياتهم، وبعض ما اعتبروه تجاربهم (الناجحة) مع بعض الماركات والمنتجات الاستهلاكية والمطاعم، سواء تم ذلك بشكل عفوي أو عن قصد لغايات التسويق مدفوع الثمن.
ومع ازدياد أعداد المتابعين لهؤلاء المشاهير (الفلورز) وغالبيتهم من فئة الشباب من الجنسين، تنبه المسوقون ووكالات الإعلان إلى القوة الجماهيرية التي تملكها بعض الفتيات، فسارعت إلى التعاقد معهن لتسويق منتجات زبائنهم على مواقع التواصل، وأطلق عليهن لقب (الفاشنيستات).
والسؤال: ما المؤهلات المطلوبة للبنت (الفاشنيستا)؟ الجواب: إنها مواصفات شكلية وجمالية بدرجة أساسية، قدرة على الاستعراض الجريء، قدرة على التأثير والإقناع من خلال التمايل والدلع والتغنج، بشكل مثير للجدل، ومهم طبعا أرقام متابعين عالية.
وما وظيفتها؟ تمشى في الأسواق والمجمعات، تتسوق في المحلات الفخمة، تعرض وتمدح الماركات، من عطور، شنط، ساعات، ألبسة وغيرها من مواد استهلاكية.
تدخل الصالونات تجرب كريمات التبييض وحقن البوتوكس، تعمل تسريحة وتركب رموش.
وعلى المنوال ذاته تدخل المقاهي والمطاعم تتذوق وتمتدح الأطباق والوجبات، وتستخدم كلمات مثل (خيال، موطبيعي، لازم تشترينه).
وهكذا ليندفع معجبو ومتابعو (صاحبتنا) لتقليدها بالشراء من تلك المحلات والمطاعم!
طبعا كل هذا (الشو) مدروس ومعد مسبقاً ويتم التدريب عليه ساعات طويلة وربما أياماً، والهدف من هذا المشهد التمثيلي هو اقناعك أيها المعجب بالجمال والدلال وأيتها المنبهرة بالشخصية والحركات، وإقناعكم بجودة السلعة وبالتالي استدراجكم للمحلات للمشاهدة والتجريب وتحويل الضحايا إلى زبائن!
ومن هنا يمكن ملاحظة تدرج استخدام المرأة في الإعلان التجاري، فمن بعد فتاة الغلاف والإعلان الورقي إلى فتاة الفيديو كليب والإعلان التلفزيوني إلى يومنا هذا الذي أصبح عندنا فتاة (الفاشنيستات).
طبعاً نحن نرفض في المطلق إهانة المرأة وامتهانها بجعلها سلعة لشركات الترويج الإعلاني أو (لوحة اعلانات متنقلة)، كما يعبر المفكر عبدالوهاب المسيري أو (قطع غيار قابلة للاستبدال) حسب وصف عالم الاجتماعيات الكبير باومان في كتابه (الحب السائل).
فضلاً عن تصوير حياتها وخصوصياتها ونقلها للعامة لاكتساب المزيد من المتابعين!
ومن الأشياء المهم توضيحها أن هذه الظاهرة تزداد طردياً مع المجتمعات الاستهلاكية الغارقة في الكماليات.
ولهذا أعترف لكم (بحزن وشفقة) أن بلدي الكويت لعله يتصدر هذا المشهد المخجل (الطارئ) على قيمنا وأخلاقياتنا وإنسانيتنا تليه دول خليجية وعربية أخرى!
ومن المهم جداً أن أوضح أنني هنا لست بوارد التجريح الشخصي بهؤلاء الفتيات (واللواتي ندعو الله لهن كما ندعو لأخواتنا وبناتنا بالهدى والصلاح، بقدر تركيزنا على نقد الظاهرة وانعكاساتها السلبية وأضرارها على الفتيات «الفاشنيستات» أنفسهن، وكذلك على أخلاقيات المجتمع بشكل عام).
وللحديث بقية مع المقال التالي: جناية الفاشنيستات على أنفسهن.
يتبع:-.....
المصدر:صحيفة الرأي


: الأوسمة



التالي
الشيخ د. عبدالحي يوسف يقدم محاضرة في أولويات الخطاب الدعوي
السابق
الرئيس الشهيد محمد مرسي … حقائق وواجبات

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع