البحث

التفاصيل

نعيش ونمشي في الناس بأستار الله تعالى

نعيش ونمشي في الناس بأستار الله تعالى

د. ونيس المبروك

قد تسول لك نفسك أن محاججة الناس، وإثبات أخطائهم التي يخفونهاأو ينكرونها؛ دليل على قوة الحجة وحجة القوي
 وقد يغشك الصديق فيقنعك بأن تفطُنَك لعيوبهم و التقاطك لعثراتهم التي يسترونها إما بتعبير أو تدبير؛ هو دليل على ذكاء وبراعة، أو رجولة وشجاعة.
 التغافل عن بعض عيوب الناس التي يسترونها وأخطاء الآخرين التي ينكرونها، دليل على سمو الخلق وكمال المروءة، ولا يفعله الحر عن جهل أو عجز أو جبن.
خلّدَ القرآن الكريم خُلقا عزيزاً لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم 
"وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ"، 
عندما " أعْرَضَ عَن بَعْضٍ " لم يفعل ذلك إقرارا لمنكر أو عجزا عن مواجهة صاحبه، لكن فعل ذلك تشريعاً وتأديباً لنا، فالحياة دون التغافل والإعراض لا تهنأ ولا تستقر ! 
دون هذا الخلق لن تدوم مودة بين زوجين 
دون هذا الخلق لن تتصل خُلة بين صديقين
دون هذا الخلق لن تروج تجارة بين شريكين  
دون هذا الخلق لا يؤدي المعلمُ دورَه، ولن يُبلِّغ المصلحُ رسالته...
إن أول المتضررين هو من استكبر وتهاون بهذا الخلق، لأنه سيُعرّض نفسَه لخصومةِ الرجال ( وهي مما لا يُستقلُ قليلُها ) 
نحن نعيش ونمشي في الناس بأستار الله تعالى اللطيف الودود، الذى حجب عيوبنا عنهم كي لا نقنط ،وأرخى أستاره على خطايانا لنستدرك.

 


: الأوسمة



التالي
مفتي القدس وفلسطين: هكذا يوظف الاحتلال التطبيع وكورونا لتهويد القدس والأقصى
السابق
حكم عقد النكاح عبر وسائل التواصل الاجتماعي فى زمان كورونا

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع