الرابط المختصر :
السؤال: أعلم أن الغيبة محرمة ومن الكبائر ولكن هل كلما أردت السؤال عن الناس ومعرفة أحوالهم وما يجره من التفاصيل، غيبة؟
أصبحت أوسوس في ذلك؟ وماذا عن حديث عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم عن ام زرع والكلام في أزواج النسوة من أحكام؟؟
أتمنى أن يكون هناك حكم يريحني ويبعدني عن العزلة.
الجواب: أن الوساوس من خطوات الشيطان التي نهى الله عن اتباعها فقال تعالى: (يأيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر) وقد عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الغيبة بقوله: (هي ذكرك أخاك بما يكره) فإذا كان الإنسان غائبا فاستطال في عرضه لينقصه ويبخسه فتلك الغيبة التي حرم الله سواء تعلق ذلك بخلْق أو خُلُق أو غيرهما ولا يدخل فيها السؤال عن أحوال الناس لكن ينبغي للسائل عن أحوال الناس أن يقتصد ويقتصر على ما يعنيه فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) وحديث أم زرع المذكور ليس من باب الغيبة بل من باب التشكي والذي يقصد به التخفيف والمواساة كما قال الشاعر:
فلا بد من شكوى إلى ذي مروءة * يواسيك أو يسليك أو يتوجع
وقد ذكر أهل العلم ما استثني من تحريم الغيبة فعدوا منه ما تعلق بالجرح والتعديل في الرواية وفي النصيحة وما جاهر به صاحبه وأعلنه مما هو محرم شرعا وما يذكر به أهل البلدان مما هو شائع فيهم وما يتذاكره اثنان مما هو معلوم لكل واحد منهما.
والله أعلم.
بقلم: الشيخ محمد الحسن الددو
عضو مجلس أمناء الاتحاد