البيان الختامي لمؤتمر الأمة الإسلامية لنصرة الشعب السوري
اختتم ظهر اليوم الثلاثاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، اعمال مؤتمر الامة الاسلامية لنصرة الشعب السوري الذي استمرت أعماله لمدة ثلاثة ايام ، حيث اختتم المؤتمر ببيان ختامي قرأه أمام الحاضرين الدكتور محمد على القره داغي ، الامين العام لاتحاد علماء المسلمين ومما جاء فيه:
بمبادرة كريمة من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورابطة العلماء السوريين ، قد تمت الدعوة الى مؤتمر علماء المسلمين لنصرة الشعب السوري المنعقد من 1-3\7\2012 في اسطنبول ،وقد شارك فيه مجموعة من العلماء والدعاة والمنظمات والحركات الاسلامية ورجال اعمال وإعلاميين ، ولقد مضى على ثورة الشعب السوري ما يقرب ما 16 شهرًا يبذل فيها التضحيات ويتعرض اطفاله وشبابه ورجاله ونساءه كل يوم للقتل والتشريد والاعتقال والتنكيل وقد بلغت مأساته حد لا يوصف ،وعددا يتصاعد من الشهداء والجرحى والمهجرين والمشردين ،وكل ذلك امام أعين العالم دون ان يتخذ اجراءات مؤثرة لإنقاذ الشعب المظلوم من بطش النظام الظالم وجرائمه ضد الانسانية .
واليوم هذا المؤتمر يقرر في مرحلة مفصلية من جهاد هذا الشعب المُصابر الذي يدافع عن عقيدة الامة وهويتها ويطالب بحقه بالعيش الكريم ويتطلع الى الحرية والعدالة والكرامة ويسعى للتخلص من براثن الظلم ونير القهر والطغيان بعد ان تسلط عليه قرابة نصف قرن.
وفي أجواء من الحوار البناء والشعور بالمسؤولية عن امة الجسد الواحد فقد صدر عن المؤتمر ما يلي :
1- يؤكد المؤتمر على ان ثورة الشعب السوري هي لجميع مكوناته وانها ثورة ضد الظلم والبغي والعدوان وانها ثورة ضد الطغيان والاستبداد والفساد والقتل والتشريد وتطالب بالحرية والعدل وتنطلق من ثوابت الامة وهويتها.
2- يؤكد المؤتمر على سقوط شرعية النظام بكافة رموزه وعلى رفض الحوار معه وهو يقتل الشعب ويدمر الوطن ويعيث في الارض فسادًا .
3- يشيد المؤتمر بتضحيات الشعب السوري وصبره ومصابرته وبذله وعطاءه والتلاحم الوطني والبعد عن الوقوع في شرك الطائفية او التمييز العرقي او المذهبي ويؤكد على الاخذ بأسباب النصر من الوحدة والالتزام بالكتاب والسنة وجمع الكلمة والاخذ بسنن الله في النصر.
4- يشيد المؤتمر بمواقف العلماء الربانيين الذين وقفوا مع الشعب في مطالبه العادلة وصدعوا بالحق في وجه النظام الظالم ، ونستكر مواقف علماء السوء الذين خانوا ميثاق الحق واشتروا بعهد الله ثمنا قليل ويأسف المؤتمر لموقف الصامتين عن نصرة شعبهم ويدعوهم لمراجعة موقفهم والى الصدوع للحق .
5- يطالب المؤتمر جميع اطياف المعارضة في الداخل والخارج وفي مقدمتها المجلس الوطني السوري الى تحمل مسؤولياتهم تجاه الشعب بقوة وامانة ، وان يرتقوا بأنفسهم وادائهم ،وان يعملوا على توحيد صفوفهم في الداخل والخارج ، ليكونوا على قلب رجل واحد في الدفاع عن مطالب الشعب وثوابت تورته وفاءا لتضحيات الثوار ولدماء الشهداء الزكية فتوحدهم فريضة شرعية وضرورة وطنية .
6- يؤكد المؤتمر على مطالبته للمجلس الوطني السوري بان يسعى جاهدا ليضم كل مكونات الشعب واطيافه السياسية والعمل جاهدا على توحيد المسلحين في الداخل والخارج ليكونوا صفًا واحدا مع الجيش الحر.
7- يدعو المؤتمر شعوب العالم وحكوماته ومنظماته الحقوقية والانسانية وجامعة الدول العربية ، ومنظمة التعاون الاسلامي وجميع الشعوب العربية والاسلامية وحكوماتها الى ان تقوم بواجبها اتجاه الشعب السوري .
8- يناشد المؤتمر الشعوب والحكومات العربية والاسلامية ومنظمات الاغاثة ان يمدوا يد العون لإخوانهم السوريين ، الذين شردهم النظام الظالم وحولهم الى لاجئين ومهجرين داخل سوريا وخارجها.
9- يناشد المؤتمر الحكومات العربية والاسلامية والجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي ان تتحمل مسؤولياتها امام ما يحدث في سوريا فقد تجاوز النظام الحدود وازدادت جرائمه بشكل يندى منه الجبين فقد قتل الاف الشباب والاطفال والنساء والشيوخ ،واعتدى على الاعراض ،وهدم البيوت، واستعملت كل انواع الاسلحة من الطائرات والدبابات والمدافع والصواريخ والبوارج ضد هذا الشعب فما الذي ينتظره اخواننا العرب والمسلمون؟، وفي هذا السياق ندعوا الامم المتحدة لاتخاذ قرار حاسم حول هذا النظام الجائر الذي لا ينفع معه الا الحسم بالقوة ،وقد علم الجميع ان المهل التي منحت للنظام من قبل الجامعة العربية ثم الامم المتحدة فقد استغلها النظام لمزيد من إراقة الدماء والاجرام والتشريد.
10- يؤكد المؤتمر على ضرورة التعامل مع الجهات الاغاثية الموثوق بهاو اهمية تنسيق الجهود الاغاثية لتصل المساعدات الى مستحقيها بطريقة صحيحة بأقصى سرعة ممكنة.
11- يشكر المؤتمر كل من وقف الى جانب الشعب السوري في محنته من شعوب وحكومات ومنظمات رسمية واهلية وقنوات فضائية ومؤسسات اعلامية وعلى راسها تركيا والمملكة العربية السعودية ،وقطر ، وتونس وليبيا ومصر والكويت ، ويدعوها الى مزيد من العطاء والدعم والتأييد ، ويثمن التوجه الداعم دعما ماديا ومعنويا للشعب السوري ويطالب بتسليح الجيش السوري الحر والحرص على توحيد جموع المسلحين ليكونوا صفا واحدا .
12- يشكر المؤتمر الشعوب والدول التي أوت اللاجئين ، ويخص بالذكر تركيا والاردن ولبنان ويسال الله تعالى ان يحفظها من كل سوء ويدعوا الدول الساكتة الى ابراء ذمتها امام شعوبها وامام الله تعالى والتاريخ.
13- يندد المؤتمر بمواقف الدول والمنظمات والاحزاب التي لا تزال تؤيد النظام السوري الظالم، وتمده بالمال والسلاح، وترسل له القتلة الماجورين، كروسيا والصين وايران وما يسمى حزب الله ومنظمة بدر وجيش المهدي وغيرهم ، ويحذرهم بان الشعب السوري لن يغفر لهم اجرامهم بحقه ، وان الشعوب المسلمة تزداد كراهيتها لمواقفهم المشينة .
14- يثمن المؤتمر جهود كل المؤسسات والتجمعات السورية المخلصة التي تخدم أي جانب من جوانب الثورة السورية ، ويدعوها الى التشاور والتنسيق والتعاون فيما بينها تحقيقا للمصلحة العامة لشعبنا المصابر.
15- يدعو المؤتمر الشعوب العربية والاسلامية والشعوب الصديقة الى التحرك والتفاعل السلمي للتعبير عن غضبتها تجاه المذابح التي تجري للشعب السوري ، ويدعوها للضغط على حكوماتها لاتخاذ الموقف الايجابي الفعال، كي تتحمل المسؤولية وتقف من الظام السوري الظالم الجائر موقفا حازما وشجاعا ، ليكف عن قتل الشعب المسلم المطالب بالحرية .
16- يؤكد المؤتمر على ان الثورة السورية قد فضحت هذا النظام المجرم في ادعائه بنصرة القضية الفلسطينية ، واسقطت قناع الممانعة والمقاومة الذي يتستر خافه في الظاهر، ويستغله لتسويغ قتل شعبه واهدار كرامته ومقدراته.
17- يحذر المؤتمر من خطورة المخطط الطائفي الذي يستغل المذهبية ، ويثير الطائفية ويعمل على مد نفوذه في عدد من الدول العربية والاسلامية ويسعى الى تمزيق جسد الامة ،ونشر الفتن والاضطرابات ، ويقف مع نظام القتلة في سورا بكل قوته وامكاناته .
18- ان الامة العربية والاسلامية شعوبا وحكاما مدعوون للوقوف بكل طاقاتهم وامكاناتهم ، لدعم الثورة السورية ، ثورة الحق والحرية والكرامة.
19- يدعو المؤتمر الامة الاسلامية عموما والشعب السوري خصوصا الى الثقة بنصر الله وعونه وتأييده فهو ناصر المستضعفين وقاهر الجبارين ( ويقولون متى هو قل عسى ان يكون قريبا ).
قرارات مؤتمر الامة الاسلامية لنصرة الشعب السوري
هذا وقد اوصى المؤتمر بالعديد من الوصايا لنصرة الثورة السورية ، ثم أقر 5 قرارا ت وهي كالتالي:
1- تشكيل هيئة من كبار العلماء والمفكرين بالتعاون مع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين للقيام بزيارات للمسؤولين في العالم العربي والاسلامي لدعم قضية الشعب السوري.
2- انشاء مجموعات عمل مشتركة من العلماء والدعاة في البلاد العربية والاسلامية تحت مسمى (انصار الشعب السوري) للتعاون على نصرته في كل مجال.
3- تشكيل هيئة شعبية دائمة لنصرة الشعب السوري ، ومن جميع الجوانب الاغاثية والاعلامية والاجتماعية.
4- تشكيل لجنة لمتابعة القرارات والتوصيات الصادرة عن المؤتمر، من الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، والامين العام لرابطة علماء سوريا وبعض الشخصيات الفاعلة .
5- تشكيل هيئة من العلماء السوريين للتنسيق مع المجلس الوطني ، ويدعو المؤتمر جميع فصائل المعارضة الى التعاون والتعامل معها.