البحث

التفاصيل

بيان حول أوضاع المسلمين في تركستان الشرقية بجمهورية الصين الشعبية

بيان

حول أوضاع المسلمين في تركستان الشرقية

بجمهورية الصين الشعبية

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،

فقد تابعت الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بقلق متزايد، الأنباء المتداولة حول ما قامت به السلطات الصينية من تدمير مبنى أحد المساجد بمنطقة كالين بالقرب من مدينة إكسو في محافظة سينكيانج، ومن مصادرة نسخ المصحف الشريف التي كانت موجودة بهذا المسجد والقبض على عدد كبير من المسلمين في أثناء هذه المداهمة حوكم خمسة عشر منهم وأدينوا في محاكمة سرية جرت يوم 9/7/2008، فحكم بالإعدام على اثنين وبالإعدام مع وقف التنفيذ على ثلاثة وبالسجن مدى الحياة على عشرة.

ومهما تكن الأسباب التي تتذرع بها السلطات الصينية لتسويغ هذه الإجراءات فإنها يجب أن تقرأ في سياق الاضطهاد المستمر لمسلمي تركستان الشرقية الذي بلغ مداه هذا العام بإلقاء القبض على اثنين وثمانين شخصًا بدعوى تخطيطهم لمهاجمة الألعاب الأولمبية؛ وبما زعمته السلطات الصينية من إحباطها مؤامرة لبعض أهالي تركستان الشرقية لاختطاف صحفيين أجانب ورياضيين وسائحين بمناسبة الألعاب الأولمبية.

إن نحو ثمانية ملايين مسلم في تركستان الشرقية يحتاجون إلى حماية عاجلة ومستمرة من الدول الإسلامية والشعوب المسلمة، وإلى توعية بقضيتهم من جانب السادة الدعاة والعلماء.

وتهيب الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأعضائه كافة أن يقوموا بواجبهم في متابعة الأنباء التي تتوالى عبر وسائل الإعلام العالمية المختلفة عن هذا الموضوع، وأن يجعلوه في نطاق اهتمامهم ونشاطهم الدعوي بصفة دائمة، وأن يناشدوا المسؤولين المسلمين في العالم كله، ومنظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية الاهتمام بأمر هذه الأقلية المسلمة المضطهدة لعل ذلك يحمل السلطات الصينية على تغيير أسلوبها في معاملة مسلمي تركستان الشرقية.

كما يهيب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بمعالي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي بذل كل ما يستطيع من جهد، ومساعٍ حميدة لدى حكومة جمهورية الصين الشعبية لتولي العناية الواجبة لهذا الأمر وتصدر القرارات والتعليمات اللازمة لمعاملة مسلمي تركستان المعاملة الإنسانية اللائقة بدولة عريقة في الحضارة مثل جمهورية الصين الشعبية.

 

وتأمل الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن يتفضل معالي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي بتزويد الدول الأعضاء في المنظمة بصورة من هذا البيان ومناشدتها أن تقوم من خلال صلاتها الطيبة مع الصين الشعبية ببذل كل ما في الوسع لحماية الأقلية المسلمة في تركستان الشرقية، فإن رسول الله e يقول: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا» [متفق عليه من حديث أبي موسى الأشعري] ويقول: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» [متفق عليه من حديث النعمان بن بشير].

وستوالي الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين متابعة هذا الموضوع والتعاون في شأنه مع الهيئات والمنظمات والجهات الحكومية والشعبية كافة.

والله ولي التوفيق

 

3 من شعبان 1429هـ = 4/8/2008م

الأمين العام

أ.د. محمد سليم العوَّا





التالي
الريسونى والقره داغي يجتمعان لمناقشة آخر المستجدات المحلية والإقليمية
السابق
الاتحاد يهنئ الشهب اللبناني بعقد اتفاقية الدوحة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع