البحث

التفاصيل

بيان الاتحاد لجعل يوم الجمعة 3 من ربيع الآخر 1431هـ = 19/3/2010 يوم غضب إسلامي ونفير عام لنصرة الأقصى

الدوحة في 2 ربيع الثاني 1431هـ

الموافق: 17 مارس 2010م

 

بيان الاتحاد لجعل يوم الجمعة 3 من ربيع الآخر 1431هـ = 19/3/2010 يوم غضب إسلامي ونفير عام لنصرة الأقصى

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه،،،

(أما بعد)

فمرة أخرى يقدم العدو الصهيوني على خطوة في غاية من الخطورة على مستقبل المسجد الاقصى المبارك ممثلة في بناء كنيس "الخراب" على بعد بعض الأمتار فقط من الاقصى الذي بارك الله حوله.

والخطير في بناء هذا الكنيس بالذات أنه يرتبط بخرافات وتنبؤات صهيونية تعود الى بعض حاخامات اليهود الصهاينة في القرن الثامن عشر، وهي أن إعادة بناء هذا الكنيس بالذات هو بمثابة بداية العد التنازلي للإنجاز الأعظم والأهم بالنسبة لهم، وهو بناء الهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى، ولأجل ذلك شاهدنا وشاهد العالم على شاشات التلفزيونات الاهتمام الرسمي والشعبي الذي حظي به هذا الحدث يوم الإثنين 15 من مارس (آذار) في حين لم نر من قبل أي مظاهر للاحتفال أو هذا الحضورالرسمي للحكومة الصهيونية وعدد من أفراد الكنيست في أي بناء سابق للكنس المنتشرة في القدس من قبل التي يناهز عددها حوالي 60 كنيسا.

إن اقدام السلطات الصهيونية منذ أسابيع قليلة على ضم كل من المسجد الابراهيمي الشريف بمدينة الخليل ومسجد بلال بن رباح بمدينة بيت لحم إلى التراث اليهودي دون أن تتعرض من أي دولة عربية للانتقاد، فضلا عن الاحتجاج، أو أي نوع من أنواع الضغوط عليها، وهو ما عبر عنه رئيس الحكومة الصهيونية بنفسه قبل يومين من إعادة بناء هذا الكنيس، فهو الذي زاد في تشجيع هذه الحكومة المتطرفة في أن تقدم على هذه الخطوة. والخطر كل الخطر في أن تمر هذه الخطوة دون ردة فعل قوية ومدوية من العالم العربي والإسلامي لتوقف هذا العدو عند حده، فإن القادم من الأيام سيكون لا قدر الله هو الأسوأ، إنه هدم المسجد الأقصى المبارك – لا قدر الله – أمام سمع وبصر المسلمين في العالم وقد بلغوا – في أحدث الإحصاءات – مليارا وستمائة مليون مسلم (1600000000). وقد تحدت الدولة الصهيونية الغاصبة العالم – حتى أمريكا ذاتها – وقررت توسيع الاستيطان في القدس، ولم تجد غضبا عارما على خطتها، فأزدادت عتوا واستكبارا. 

وإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وهو يتابع بمنتهى القلق والأسى هذه التطورات الخطيرة جدا على مستقبل أولى القبلتين وثالث الحرمين فإنه يعلن ويؤكد ما يلي:

  1. لقد طفح الكيل بهذه الأمة من تصرفات وخطط هذا العدو الصهيوني، ولم يعد يسعها المواصلة في الاحتجاج والتنديد الباهتين الخافتين، فلم يعودا يجديان نفعا، فالأمر جلل، والوضع خطير، ولابد من أن نجمع كل قوانا وكل إمكاناتنا، شعوبا وحكاما، لنوقف هذا المسار الكارثي، ضد أرضنا ومقدساتنا، قبل فوات الأوان. فعلى الشعوب والجماهير المسلمة، أن تعبر عن غضبها بكل الوسائل السلمية خارج فلسطين المحتلة، وعلى شعبنا في فلسطين أن يكون سباقا في هذه الهبة، وعلى كل فصائل المقاومة أن تستأنف العمل الجهادي بكل الوسائل الممكنة، ولاسيما في الضفة الغربية وألا تدع القدس وحدها وهي محاصرة من كل جهة. أما الحكام فلديهم العديد من الوسائل لكي يستعملوها دون إعلان الحرب رسميا ضد هذا العدو الغاصب، فنحن ندرك واقع هذه الدول وإمكانياتها واستعداداتها العسكرية. وهذا الواقع يوجب عليها أن تسحب بشكل نهائي ما سمي بمبادرة السلام العربية دون رجعة، وأن تعلن بشكل قاطع عن وقف كل أشكال التفاوض مع هذا العدو مباشرة أو غير مباشرة، وأن تسحب كل من مصر والأردن سفيرها من هذا الكيان الغاصب وتطرد سفيره لديها، وعلى الجميع رفع الحصار بالكامل عن قطاع غزة.
  2. يعلن الاتحاد يوم الجمعة القادم يوم النصرة والنفير الاسلامي والعربي من أجل انقاذ المسجد الأقصى، ويدعو العلماء وخطباء المساجد في كل مكان إلى أن يعبئوا الأمة بكل فئاتها، دفاعا عن أقصاها، بدءا بخطب الجمعة من قبل الأئمة ثم التظاهر السلمي، والضغط على أولي الأمر، لكي يبادروا إلى فعل شيء مؤثر، وإنقاذ الموقف قبل فوات الأوان، خصوصا ونحن على بعد عشرة أيام من انعقاد القمة العربية في نهاية هذا الشهر بالجماهرية الليبية، ويجب أن تكون قضية القدس على رأس قائمة أعمالها بحيث يكون القرار العربي قادرًا على وقف العدوان الصهيوني على المقدسات، وهو عدوان يعتمد أساسًا على ضعفنا وتفرقنا وهواننا على أنفسنا.
  3.  ويدعو الاتحاد إلى عقد (قمة إسلامية) من أجل القدس، فالمسجد الأقصى ليس ملك الفلسطينيين وحدهم، ولا ملك العرب وحدهم، بل هو ملك المسلمين كافة في مشارق الغرب ومغاربها، وهو مهدد تهديدا حقيقيا بخطر الهدم، إذا لم تستنفر الأمة كلها من أجله، وقد عقدت أول قمة إسلامية من أجل حريق بسيط في المسجد الأقصى، فكيف والمسجد كله يقترب من خطر الزوال؟ فعلى الدول الإسلامية أن تدعو إلى هذه القمة الكبرى في أقرب وقت ولتكن قمة أعمال لا قمة أقوال.    
  4.  يجدد الاتحاد دعوته إلى أبناء الشعب الفلسطيني بضرورة الوحدة، وإزالة الانقسام، والاتفاق على الثوابت. وقد آن الأوان للقيام بانتفاضة ثالثة جديدة لأجل الأقصى المهدد، والمسجد الإبراهيمي ومسجد بلال، بل لأجل فلسطين كلها، وبالمقابل يدعو الاتحاد العالم العربي والاسلامي للوقوف بكل ما لديه ماليا واعلاميا إلى جانب إخواننا المرابطين والمنتفضين من أجل الأرض والمقدسات.
  5.  و يدعو الاتحاد الحكومات والمنظمات والجمعيات، ورجال الإعلام والثقافة، ورجال الأعمال وأصحاب المال في هذه الأمة إلى العمل من أجل دعم صمود أبناء شعبنا في المدينة المقدسة، ومساندة أخواتها من مدن فلسطين المحتلة بالمال وبناء المشاريع والبيوت التي تهدمها الآلة الصهيونية البغيضة.

وفي الختام يذكر الاتحاد بقول الله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ} [الصف:4] فالوحدة الوحدة يا أمة الاسلام، ويا أمة العرب، ويا أهلنا في فلسطين، ولنترك الخلافات الجانبية التي تضر ولا تنفع، فالقدس التي فتحها عمر وحررها صلاح الدين تستغيثكم اليوم، فهل من مغيث؟ وأملنا في أمتنا أنها ستكون في مستوى المسؤولية بإذن الله تعالى. وأنها ستنقذ القدس والأقصى بالأرواح والأموال.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين  

                                                                                     الرئيس

                                                                                          أ.د يوسف القرضاوي





التالي
بيان الاتحاد حول الهجوم على قافلة الحرية
السابق
اليوم المسجد الإبراهيمي وغدا المسجد الأقصى!!!

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع