البحث

التفاصيل

 (غُلبت الروم) فلنصدق الله..

الرابط المختصر :

 (غُلبت الروم) فلنصدق الله..

م.احمد المحمدي المغاوري

لا تخف ولا تحزن واقرأ الأحداث من حولك بتجرد وبقلب سليم ، اقرأها على مستوى نفسك وعلاقتك بربك أولا ثم على من حولك  وهكذا شيئا فشيئا ، بيتك ، جيرانك اخوانك ، مجتمعك ، امتك ، عالمك..سنجد تمحيصا لا يترك عن احد ابدا  ، قد وصل إليك وإلى من حولك ولا يزال يفعل فينا قال تعالى( مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾

[ سورة آل عمران: 179] ،  فسل الله الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد..نعم لذلك اعود فأكرر  لا تخف ولا تحزن على من حولك بل خف على نفسك واصدق في ذلك يصدقك الله ، وستقوم بدورك . فخف على نفسك أولا وإلا فخوفك على من حولك كذبا وغرورا ، قال تعالى ( قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) الزمر 15 .

ربما يسأل البعض ما علاقة ذلك بالعنوان (غُلبت الروم)

أقول..في مكة المكرمة  حيث قريش وفي وقت لا يُذكر لساكنيها شأن ولا يُعمل لها أيُ حساب..في هذه الأنحاء كان هناك اناس يُعذبون مُطهدون اتبعوا رسولا أرسله الله رحمة للعالمين محمد صلى الله عليه وسلم ، فاؤذوا وطُردوا وشُردوا لأنهم عرفوا طريقهم ورأوا النور الذي هداهم الله إليه برحمة منه وفضل ، فنزلت هذه الآيات ( الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ* فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ )الروم ، قيل كان ظهور فارس على الروم قبل الهجرة بسنتين

حينها كانت الجماعة المؤمنة القليلة مضطهده ومُعذبه ، نزلت في وقت كان يأتي صحابي تعذبه سيدته تُدعى أم أنمار عذابا شديدا فتضع السيخ المحمي بالنار على ظهره فيذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويقول له ألا تستنصر لنا ألا تدعوا لنا. ولنترك خبابا يروي لنا(فعن أبي عبد الله خباب بن الأرت قال: شكونا إلى رسول الله ﷺ وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال: قد كان مَن قبلكم يُؤخذ الرجل فيُحفر له في الأرض، فيُجعل فيها، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه، واللهِ ليتمنّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئبَ على غنمه، ولكنكم تستعجلون) رواه البخاري.

لماذا لم يحنوا النبي على خباب ويدعوا له؟ لماذا ذكر له سير من كان قبلهم؟ إنها التربية التي لا تَعجل فيها لجيل سيحمل راية الإسلام ويترك بيته وأهله وماله!! لأجل الله ورفع كلمته..فكان ولابد له من تربيتة ، وكان ذلك الرد من النبي صلى الله عليه وسلم..فتبدلت الموازين واتنصر الروم ، وتقوم  للاسلام والمسلمين قائمه بعد هوان وعذاب وتشريد ويحق الله الحق ويبطل الباطل ولو كره الكافرون..وتضيء الأرض بنور الله..ويأبى الله إلا أن يتم نورة ولو كرة المشركون.

فهل وصلت الرساله؟ وما علاقة ذلك بما يدور حولنا؟؟ وما هو المنوط بنا في هذا الخضم؟ يعود الزمان وتلك الأيام نداولها بين الناس والفئة المؤمنة مضطهدة ومشرده ، فليس بينهم النبوة ولكن بينهم هدية وسيرتة صلى الله عليه وسلم  وكتابه؟!! إنها تربية الأنفس برغم ما فينا من ضعف وتقصير فاللكون وللعالم رب يحميه ويديرة ، والآن حين نأخذ هذا الحدث وتلك الآيه (غُلبت الروم) ونسقطها على ما يحدث حولنا ونرى المسلمين  وأمة الإسلام التي لا يُعمل لها حساب في قانون البشرية،  يعود الزمان وتقوم حروب لا ناقة لهم بها ولا جمل الان بين الغرب والشرق بين (روسيا وأوكرانيا) وتلك هي البدايه..ألا يدل ذلك على بزوغ أمل قريب وشروق شمس بعد غروب..نعم ،

لكن لا نعلق الآمال إلا باليقين بالله والعمل الصالح قال تعالى(ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَـَٔابٍۢ ) الرعد 29.

دعونا لا نتملق انفسنا ونتجرد لله ، فلا نخف ألا على انفسنا ولا نحزن على الدنيا قال تعالى (ألا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) والشرط (الذين آمنوا وكانوا يتقون)

فإن صدقنا الله حقا كان الخوف على دعوتنا وديننا اصدق ، ففزنا برضاه سبحانه ليستعملنا في نصر قريب..مخلصين  له الدين فاللهم استعملنا ولا تستبدلنا

قال تعالى﴿الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ* فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ [الروم: 1 ـ 7].

نعم سنفرح وسيجعل الله بعد عسرا يسرا فصبر جميل.

فقط لنصدق الله.

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

(غُلبت الروم)

 





التالي
رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار للاتحاد.. المشهد في أوكرانيا إنساني ونأمل في مناشدة جادة للسلم والوئام بين الجارتين

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع