البحث

التفاصيل

الأردن.. مسجد عجلون الأيوبي صرح إسلامي شاهد على قدم المكان والزمان

الأردن.. مسجد عجلون الأيوبي صرح إسلامي شاهد على قدم المكان والزمان

 

عجلون – على مدى 775 عاما ومآذن مسجد عجلون الأيوبي الكبير تصدح "الله أكبر.. حي على الصلاة.. حي على الفلاح…." وتحتضن جنباته الراكعين الساجدين المبتهلين لله بالفرج، وفي خلواته يدرس طلبة العلم الشرع الحنيف وأحكام التجويد، وبمغيب شمس يوم رمضاني تمتد الموائد لإفطار للصائمين وعابري السبيل.

يتوسط المسجد الكائن في مدينة عجلون شمال غرب الأردن، الزاخرة بالمعالم التاريخية الأيوبية بدءا من قلعة صلاح الدين المقابلة للمسجد، ومقامات الأولياء الصالحين، ومسجد ليستب الأثري، المجاور لكنيسة مار الياس التي شهدت مولد نبي الله "إلياس" بحسب كتب التاريخ- والتي تعتبر محجا للمسيحيين ومعتمدة من الفاتيكان.

يرجع المؤرخون تاريخ بناء مسجد عجلون الكبير للعهد الأيوبي حيث أمر الملك الصالح نجم الدين أيوب ببنائه سنة 645 هجري، الموافق 1247م، وفي العهد المملوكي زاره السلطان الظاهر بيبرس سنة 661 هجري، وأمر ببناء مئذنة له في الزاوية الشمالية الشرقية.

يأخذ المسجد نمط العمارة الإسلامية في العصرين الأيوبي والمملوكي، حيث بنيت وسطه الأعمدة المربعة المتعانقة على شكل أقواس قليلة الانحدار عن الجزء الشرقي من المسجد، وذلك لحماية رواده من برد الشتاء وحر الصيف.

أمّا المحراب فبني على شكل تجويف قوسي، وضعت فيه قبة على عمودين بزخارف منوعة، أضافت جمالية للمسجد. وفي واجهته الشرقية 3 أبواب لدخول المصلين، بنيت على شكل أقواس هندسية، ويأخذ المسجد شكل المستطيل من الشرق الى الغرب.

ترميم وتوسعة

يتسع المسجد الداخلي والتوسعات الجديدة لأكثر من ألف مصل، وهو المسجد الجامع الكبير لصلاة الجمعة والأعياد، وتبلغ مساحته 600 متر، وله 3 أبواب، ويعتبر من أقدم مساجد المملكة مع المسجد الحسيني في عمان المقام على أنقاض المسجد الأموي.

يضم المسجد القديم 3 خلوات، واحدة للمعتكفين، وأخرى دار للقرآن الكريم، ومدرسة شرعية على هيئة الكتاتيب القديمة. وخضع المسجد لعدة عمليات ترميم قديمة وحديثة، آخرها في عهد الملك عبد الله الثاني بن الحسين عام 2014 حيث جرى بناء توسعة جديدة للمسجد، ضمت مصلى للرجال وآخر للنساء، وأماكن للوضوء والطهارة، وأنشئ المنبر مشابها لمنبر صلاح الدين في المسجد الأقصى بمدينة القدس.

 

يضم المسجد الأيوبي الكبير دارا نموذجية للقرآن الكريم، بحسب حديث مدير الأوقاف بعجلون أحمد الصمادي -للجزيرة نت- وتقدم دورات قرآنية في أحكام التجويد، والإجازات الشرعية للقراءة بالسند المتصل بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

مجالس للفتوى

ويعود الصمادي ليقول إن مديرية الأوقاف خصصت بهذا المسجد مجالس للفتوى في أحكام الصلاة والصيام والزكاة بالتعاون مع علماء دائرة الإفتاء، ومجالس أخرى للدورات الشرعية تدرس الفقه الشافعي، ومجالس علمية هاشمية تشرح وسطية الدين الإسلامي واعتداله.

 

ويشتمل المسجد الأيوبي الكبير على قاعات لتدريب وتأهيل الوعّاظ والخطباء والأئمة والمؤذنين على أساليب الوعظ والإرشاد ومخاطبة الناس بالحسنى، وتعزيز المخزون المعرفي بالأحكام الشرعية الضرورية لديهم.

المسجد في رمضان

بقدوم شهر رمضان يتزين مسجد الأيوبي الكبير بأحبال الزينة والفوانيس، ويتطيب بالبخور والعطور لاستقبال الصائمين المتعبدين في صلوات التراويح والتهجد، يقول إمام المسجد محمد الصمادي للجزيرة نت.

ويضيف الصمادي أن المسجد يمتلئ بالمصلين في الشهر الكريم، وتقدم وجبات الإفطار للصائمين القادمين من مختلف مناطق المحافظة وزوار المسجد، إضافة لترتيب إفطارات خاصة بالأيتام وعمّال الوطن (عمال النظافة) إضافة لجمع التبرعات والزكاة لتقديم معونات مالية وطرود غذائية وكسوة لعيد الفطر، وتنظيم رحلات لأداء مناسك العمرة.

ويؤم المسجد المئات لإقامة صلاة التراويح في رمضان، وينظم (إمام المسجد الصمادي) بين الركعات مواعظ ودروسا ومسابقات دينية تثري المعرفة للمصلين، وبدخول العشر الأواخر من الشهر الكريم يبدأ المصلون بالاعتكاف بالمسجد وصلاة التهجد وتوزيع وجبات السحور في أجواء إيمانية مميزة.

أمّا ليلة القدر فيعد لها الصمادي برنامجا خاصا، يبدأ من بعد صلاة التراويح وحتى وقت السحر، يشتمل على صلاة التهجد وقراءة القرآن والمواعظ والفتاوى والمسابقات والابتهالات الدينية، وإذا ما اقتربت الليلة من نهايتها، يوزع المتطوعون القائمون على خدمة المتعبدين وجبات الطعام على المتسحرين.

المسار السياحي

يزور المسجد الأيوبي الكبير المجموعات السياحية العربية والإسلامية القادمة لزيارة المدينة الأثرية وقلعة صلاح الدين الأيوبي (قلعة عجلون) ضمن المسار السياحي، خاصة وأن المسجد يتوسط المدينة، وذلك وفق مدير السياحة بمحافظة عجلون محمد الديك.

 

ويضيف الديك للجزيرة نت أن مديرية السياحة تنظم الاحتفالات الدينية في ساحات المسجد، بحضور الفرق الدينية وأداء المدائح النبوية والموشحات في المناسبات الإسلامية.

يزور عجلون سنويا 300 ألف سائح، لكن هذه الإحصائية سجلت تراجعا العام الماضي بالغة نحو 190 ألف سائح، وذلك بسبب إجراءات الحظر والإغلاقات الناتجة عن جائحة كورونا.

المصدر: الجزيرة





التالي
السويد.. صدامات بين الشرطة ومتظاهرين ضد عزم حركة يمينية متطرفة إحراق نسخة من القرآن الكريم
السابق
قيادي في طالبان: الأمة الإسلامية ليس لها موقف واضح تجاه القضية الفلسطينية

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع