أكدت مصادر يمنية أن الأجهزة الأمنية بمحافظة حضرموت جنوب البلاد رصدت تحركات مكثفة لعناصر تنظيم القاعدة يستعدون من خلالها لتنفيذ عملية هجومية كاسحة يسعى من خلالها عناصر التنظيم السيطرة على مدينة المكلا عاصمة المحافظة.
وأوضحا المصادر أن أجهزة الأمن حصلت على معلومات تفيد بأن ثلاثة من قيادات الصف الأول لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومعهم 300 عنصر يقومون حالياً بالإعداد والترتيب والتدريب من خلال تمركزهم في مديريتي عزان وميفعة بمحافظة شبوة، حيث يستهدفون خلال الهجوم الذي يعدون له كلاً من معسكر النجدة وإدارة الأمن وميناء المكلا والمنشآت النفطية في وقت واحد.
ونوهت تلك المعلومات إلى أن أفراد التنظيم سيقومون أيضاً بوضع كمائن في طريق الريان المكلا لإعاقة أي تحركات قادمة من معسكرات الريان باتجاه المكلا، مؤكدة أن أفراد التنظيم شارفوا على وضع اللمسات الأخيرة من الإعداد والتدريب وينتظرون التوجيهات فقط لبدء الهجوم سعياً من التنظيم لإقامة ما ولاية إسلامية ثالثة في حضرموت، بعد شبوة وزنجبار.
وكان أعلن " أنصار الشريعة"، أحد فروع تنظيم القاعدة في اليمن الأربعاء محافظة شبوة جنوب شرق البلاد " إمارة إسلامية " لتكون بذلك الإمارة الثانية بعد إعلان زنجبار عاصمة محافظة أبين إمارة أولى في مايو الماضي.
من ناحية أخرى، أُعلن، في الجزائر عن ميلاد تكتل إسلامي يجمع الأحزاب الإسلامية التاريخية، حركة "مجتمع السلم"، وحركة "النهضة"، وحركة "الإصلاح الوطني"، ويرتقب أن يدخل التكتل بقوائم موحدة في تشريعيات الربيع المقبل تحت اسم تكتل الجزائر الخضراء، فيما كشف الستار عن انضمام المزيد من التشكيلات السياسية إلى التكتل في الأيام المقبلة.
وقال السيد عز الدين جرافة منسق المبادرة: إنه يدين بالشكر لشباب الحركة الإسلامية الذين دعوا إلى هذا التكتل، وناضلوا من أجله من وراء أجهزة الكمبيوتر على الشبكات الاجتماعية، وعملوا بمهنية للترويج له، كما وجه خالص التقدير للأحزاب التي تنازلت عن حظوظ النفس من أجل أن يرى هذا التكتل "الحلم" النور.
وقال جرافة: إن هذه التجربة الفريدة تستحق أن يلتف الشعب حولها ويتبناها، كما حيا الأحزاب التي لم تلتحق بالمبادرة داعيًا إياها إلى مواصلة الجهد للمِّ الشمل.
شارك في احتفال توقيع البروتوكول العديد من المنظمات والجمعيات والشخصيات الوطنية، وقال ممثل جمعية العلماء المسلمين: إن الجمعية تبارك هذا التكتل لاعتباره أول خطوة على الطريق الصحيح للطبقة السياسية، لافتًا النظر إلى التهديدات التي تواجه المجتمع، وقال العلمي السائحي: إن الجمعية باركت هذا التحالف لأنه أخذ على عاتقه الدفاع عن الهوية الوطنية والوحدة الترابية، والرغبة القوية للنهوض بالجزائر، وواصل ممثل جمعية العلماء: إن المسئولية ملقاة على تكتل الجزائر الخضراء لتمثيله للتيار الإسلامي الجدير بالحكم والقيادة.
وعبّر محمد براح الشاعر الكبير عن أشواق المشاركين بقصيدة حماسية حملت عنوان: "وقع وبدّم"، وعرض المنظمون فيديو للتعريف بالتكتل، جمع كلمات رءوس الأحزاب، وبدا من خلاله إمعان التكتل في بناء جزائر الشهداء وحفظ الكرامة للمواطن الجزائري: "يجري تحميله".
وذكر الشيخ حملاوي عكوشي رئيس حركة الإصلاح الوطني في كلمته رغبته في أن يشهد تكتل الجزائر الخضراء التفافًا جماهيريًّا تمامًا مثلما يحدث في كرة القدم، وقال عكوشي: "نريد أن نجعل من 10 مايو يومًا من أيام الله لا حظ للشيطان فيه"، كما أهدى هذه الثمرة لروح الشيخ عبد الحميد بن باديس وزيغود يوسف والبشير الإبراهيمي وشهداء الجزائر الذين قضوا من أجل رؤية الجزائر النوفمبرية التي أعلنها بيان 1 نوفمبر 1954م.
من جهته شكر الشيخ فاتح ربيعي رئيس الحركة النهضة هيئة التنسيق والمتابعة لما بذلته من جهود لإنجاح المبادرة، وقال السيد ربيعي: إن هذا الإنجاز الاستثنائي في الجزائر جاء أيضًا في زمن استثنائي تعرف فيه المنطقة تحولاً حادًّا في علاقة الشعوب بالأنظمة، مذكرًا بالتضحيات الجسام التي قدمها الجزائريون طلبًا للحرية والعيش الكريم، مضيفًا أن التكتل سيعمل على تصحيح مسار الإصلاحات، من خلال برنامج موحد سيُتقدم به إلى الشعب؛ من أجل تحقيق طموحهم في تحقيق دولة يرضونها لأنفسهم.
وختم الكلمات، رئيس حركة مجتمع السلم الشيخ أبو جرة سلطاني، الذي قال: إن البعض كان يريد للجزائر أن تكون حمراء، وأردناها خضراء، شاكرًا مجالس الشورى للحركات الثلاث وهيئة التنسيق، وشكر الجهات التي شككت في نجاح المسعى الذي قال بشأنهم رئيس حمس إنهم رفعوا نسبة التحدي لدينا، مضيفًا أنه بعد نصف قرن من الاستقلال من حق الشباب أن يستلم المشعل بعيدًا عن أي لون من ألوان الوصاية، يمينية كانت أو يسارية.