أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بياناً يدين فيه الإرهاب الذي يستهدف المواطنين على أرض تونس لإفشال المرحلة الانتقالية ويطالب الشعب التونسي بالاصطفاف الوطني العام ونبذ الإرهاب والعنف،وهذا نص البيان:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه ( وبعد)
يقول تعالى : " وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا" النساء 93
مرة أخرى نقرأ ونسمع بل ونرى الدماء تسيل على أرض الحبيبة تونس بلا أي وجه حق ، فتارة قتل جنود في نوبة حراسة ، وتارة نسمع تهديدات بالقتل لقيادات بالعمل الوطني والإسلامي من مجموعات تستدعي لها أسماء إسلامية ، وهي في الأساس تسيء إلى الدين الإسلامي ككل ، والإسلام بريء من إراقة دماء الأبرياء أياً من كانوا وأينما كانوا ، حيث الجهاد في الإسلام له أسس وقواعد بني عليها ولا يخضع لاجتهادات قاصرة لا يتحقق من ورائها أي مصلحة للأمة .
و أمام هذه الجرائم و هذا السفك المحرم لدماء المسلمين الآمنين بدون أي وجه حق ، فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يرى و يؤكد على ما يلي :
1) إن ديننا الاسلامي الحنيف قد حرّم مجرد حمل السلاح في وجه المسلم و ذلك كما جاء في الحديث النبوي الشريف : " من حمل علينا السلاح فليس منّا " فما بالك بمن حمل السلاح و قتل به بدون أي وجه حق مواطنين أبرياء، يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : " فإن دماءكم و أموالكم و أعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا " ، ومن ثم فالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدين الإرهاب الواقع الآن في تونس ويحذر منه على وحدة الصف الوطني التونسي ويطالب الشعب بالاصطفاف الوطني للخروج من أي أزمة يسعى البعض لافتعالها .
2) لقد أجمع علماء الأمة بأن قتل الأبرياء سواء كانوا من المواطنين العاديين أو من رجال الأمن هو أمر محرم وكل من يرتكب جريمة القتل في حقهم سوف يسأل أمام الله تعالى يوم القيامة عن جريمته هذه، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء " و قال ابن حجر رحمه الله : " و في الحديث عظم أمر الدم فإن البداءة تكون بالأهم، فالذنب يعظم بعظم المفسدة تفويت المصلحة و إعدام البنية الإنسانية غاية في ذلك".
3) إن الخطوات التي قطعتها النخب السياسية التونسية بجميع توجهاتها وخلفياتها الايديولوجية من أجل الخروج بالبلاد بالحوار و التوافق من الحالة الانتقالية والمحافظة على الثورة و مكاسبها من حرية و كرامة، لعمل مقدر و ممتاز يحسب لتونس وأهلها ، و نشد على أياديهم جميعا و نبارك خطواتهم هذه و ندعو الله سبحانه أن يحفظ تونس و أهلها و سائر بلاد المسلمين من كل سوء و مكروه، و كل من أراد بهم سوء أو مكرا بأن يجعل مكره عائد عليه.
يقول تعالى : " وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ". صدق الله العظيم
(يوسف 21 )
التاريخ : 4 شعبــــــــان 1435 هـ
الموافق 3 يونيــــو 2014 م
أ.د علي القره داغي أ.د يوسف القرضاوي
الأمين العام رئيس الاتحاد