هكذا تلتقي المهزلة بالمأساة ، فويل لقاضي الأرض من قاضي السماء.
إياك أن تتصل بأي مناضل شريف فقد تكون "مخابرته" سببا في إعدامك.
إياك أن تهرب من سجن مفتوح، بل الزم زنزانتك حتى يأتي من يغلقها عليك، فقد يكون خروجك سببا في تطبيق حد "الحرابة" عليك.
إياك أن تحمل فكرًا يدعو لوحدة المسلمين أو العرب أو العجم، فقد يكون ذلك يوما "خيانة عظمى"
إياك أن تقول للظالم "لا"، وللسارق "مه"، فقد تكلفك تلك الكلمات كل ما تملك.
هكذا تريد الصهيونية والصليبية العالمية، وأذنابهم من علماء السلاطين، وسدنة الحكم، والمثقف النذل.
تريدون جيلا من الشباب، لا يحسن إلا هز الوسط، وانحناء الظهر، وضحالة الفكر، وهزيمة النفس، ودنو الهمة.
فإن أردت تدينا، فدونك ضرب الدفوف، وترديد الأوراد، والتبرك بالأولياء، ... فإن وجدت في ذلك مخالفة للسنة، فلا بأس من ممارسة بعض السنن، من رفع الإزار، وحف الشارب، وهجر المبتدع، والسمع والطاعة للسكارى والحشاشين، وإن جلدوا ظهرك وأخذوا من مالك!
يريدون للأسرة أن تكون محضنا لتفريخ الدواجن، والمخنثين، وليست عرينا لتربية الأسود، وتخريج الرجال.
يريدون دينا ميتا،عقيما، معزولا، لا يغادر المسجد، بل سجادة الصلاة؟
يريدون منا إيمانا، مغشوشا مخدرا، لا يدفع للعمل والتضحية والفداء، لا يصلح دنيا ولا ينصر دينا.
يريدون " أمة " تلهو، وترقص، وتستهلك، وتأكل وتتمتع كما تأكل الأنعام. "وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمً"
نحن دعاة نحمل لأهلنا الحب، ونريد لأوطاننا الخير والنماء، وللعالم الأمن والسلام والعيش المشترك، لا نستبيح دما، ولا نكفر مسلما، ولا نخون العهود، ولا نستبيح حدًا من حدود الله.
يهددنا بعض المرضى بالموت، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا، ويهددنا بعضهم بمصادرة الأموال والسجون والتهجير، وهو أمر، اخترناه سلفا، وعلمناه مسبقا أنه طريق الأنبياء والصالحين من قبلنا.
أقول لهؤلاء العابثين: هذا الدين ليس "فكرة" بشرية، نعيد فيها النظر يوما بعد يوم، وقد استبانت لنا الطريق أكثر من ذي قبل.
والله الذي لا إله غيره ولا رب سواه، لن نترك هذا الدين، والدعوة إليه، والتعريف بتعاليمه، والجهاد في سبيله، حتى يظهره الله تعالى أو نهلك دونه.
هذا عهد مع الله، نرجوه في هذا الشهر الفضيل أن يثبت أقدامنا عليه. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.