في تسجيل مصوّر، تحدّث الشيخ الدكتور
علي بن محمد الصلابي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عن أهمية
تحكيم الشريعة الإسلامية وارتباطها الوثيق بتوحيد الله بجوانبه المتعددة.
وأكد الشيخ الصلابي على أن تحكيم
الشريعة يتصل بتوحيد العبادة والربوبية والأسماء والصفات، ويعتبر امتدادًا للإيمان
والإسلام ومتماشيًا مع الشهادتين، حيث يعدّ الالتزام بأحكام الشريعة تعبيرًا عن
الإيمان الحق والتوحيد الكامل.
كما شدد على أن طاعة غير الله
والإعراض عن تحكيم شريعته يمثل كفرًا وشركًا، محذرًا من مغبة الخروج عن أوامر الله
وأحكامه.
نصّ الفيديو كاملا:
تحكيمُ الشريعة وارتباطُها
بالتوحيد:
1 ـ ربطها بتوحيد العبادة:
قال تعالى في قصة يوسف
ودعوته إلى الله في السجن: ﴿مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً
سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ
إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ
الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ *﴾ [يوسف :40].
وقال تعالى: ﴿لاَ إِكْرَاهَ
فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ
بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى
لاَ انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *﴾ [البقرة:256].
وقال تعالى: ﴿اتَّخَذُوا
أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ
مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لاَ إِلَهَ إِلاَّ
هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ *﴾ [التوبة :31].
2 ـ ربطها بتوحيد الربوبية:
قال تعالى: ﴿إِنَّ
رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا
وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بَأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ
الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ *﴾ [الاعراف :54] .
3 ـ ربطها بتوحيد الأسماء والصفات:
قال تعالى: ﴿أَفَغَيْرَ
اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ
مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ
مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ*﴾ [الأنعام: 114]
وقال تعالى: ﴿ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
حَكِيمٌ *﴾ [الممتحنة: 10]
وقال تعالى: ﴿وَاللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ
الْحِسَابِ *﴾ [الرعد: 41]
وقال تعالى: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ
الْفَاصِلِينَ *﴾ [الأنعام: 57] .
إنّ مِنْ أسماءِ ربنا جل
جلاله التي عرّف بها نفسَه إلى عباده، وذكرها في كتابه، وعلى ألسنة رسله وأنبيائه
«الحكيم»، وقد وردَ هذا الاسمُ أربعاً وتسعينَ مرّةً في القرآن الكريم، كما في
قوله عز وجل: ﴿الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ *﴾ [البقرة :32]
﴿الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *﴾ [البقرة :129]
﴿الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ *﴾ [الانعام :18]
﴿وَاسِعًا حَكِيمًا *﴾ [النساء :130] ويقول
تعالى: ﴿أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ
الْكِتَابَ مُفَصَّلاً﴾ [الانعام :114]
فهذا دليل على أنَّ اسمه أيضاً «الحكم». وبمعناه «الحاكم» وقد جاءَ في خمسة مواضعَ
بصيغة الجمع منها ﴿وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ *﴾ [الأعراف :87] ﴿وَأَنْتَ أَحْكَمُ
الْحَاكِمِينَ *﴾ [هود :45]
﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ*﴾ [التين :8] .
والحكيمُ هو الذي يُحْكِمُ
الأشياء ويتقِنُها، ويضعُها في موضِعها، كما قال سبحانه: ﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي
أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [النمل :88] فالحكيم
هو الذي يضع الشيءَ في موضعه بقدره، فلا يتقدّمُ الحِكَمَ البالغةَ العظيمةَ، التي
لا يأتي عليها الوصفُ، ولا يدركُها الوَهْمُ.
·
ومن معاني الحكمة حكمتُه
في خلقه: ومِنْ ذلكَ ما تراه في جسدِ الإنسانِ وعقلهِ وروحهِ من حكمته عزّ وجلّ،
حيثُ خَلَقَ الإنسانَ في أحسن تقويم، كما قال تعالى: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا
الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ *﴾ [التين :4]
ولو نظرتَ للإنسانِ في هيئته وصورته، أو نظرتَ في قُدراتِهِ وإمكاناته، أو نظرتَ
في عقلِهِ وروحِه، لوجدتَ الحكمةَ البالغةَ العظيمةَ([1]).
·
ومن معاني حكمة الله تبارك
وتعالى الشرعُ الذي أنزله في كتابه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، ولهذا وصف
الله تعالى القرآن بأنّه حكيمٌ، كما في قوله: ﴿ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ
الآيات وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ *﴾[آل عمران: 58] وقوله:
﴿وَالْقرآن الْحَكِيمِ *﴾[يس: 2]
فتشريعاته حكمةٌ في مقاصدِها وأسرارِها ومالاتها، فشريعته حكمةٌ، وخَلْقُه
وقَدَرُهُ حكمةٌ، حتّى وإن عجزتْ بعضُ العقولِ في فَهْمِ أبعادها، فإنَّ مِنَ
الحوادثِ والشرائعِ مالا يُتَبيّنُ مداه إلا بعدَ أجيالٍ وعصورٍ، ولا زال العلمُ
البشريُّ يكتشِفُ الشيءَ بعدَ الشيءِ، وليس يصحُّ أنْ يكونَ الجهلُ أو عدمُ
الإدراكِ في وقتٍ أو مكانٍ أو بالنسبة لفردٍ أو جماعة سبباً في عدم القناعة بما
جاءَ عن الله، لأنَّه أحكمُ الحاكمين، وأعلمُ العالمين، وخيرُ الرازقين، وأحسنُ
الخالقين، فالحكيمُ الذي لا يدخلُ في تدبيره ولا شرعه خللٌ ولا زللٌ، وأفعالهُ
وأقوالهُ تقعُ في مواضِعها بحكمةٍ وعدلٍ وسدادٍ، فلا يفعلُ إلا السداد، ولا يقولُ
إلا الصوابَ([2]).
والقرآن الحكيم فيه الحلولُ
الصادقةُ، والمناسبةُ الملائمةُ، والأحكامُ الصحيحةُ التي بها قوام حياة الناس،
وحَلُّ مشكلاتهم التي يواجهونها اليوم، سواء على صعيد الفكر، أو الاقتصاد، أو
السياسة، أو المجتمع، وقد وضعَ الأطُرَ العامّةَ التي تهدي الناسَ إليها([3]).
ولا شكَّ أنّ أصولَ
الهدايةِ الكليّةِ موجودةٌ في القرآن الكريم، فإنّه تضمَّن الأصولَ العامّةَ التي
تصلح بها حياةُ الناسِ، ولهذا قال الله عز وجل: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي
الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آياتهِ وَيُزَكِّيهِمْ
وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي
ضَلاَلٍ مُبِينٍ *﴾ [الجمعة :2]
وهذا دليلٌ على أنَّ الحكمةَ تعني السُّنَّةَ، فمن حكمته عزَّ وجلّ أن يرسلَ
الرسلَ الذين يختارُهم مِنَ البشر، كما قال الله عز وجل: ﴿لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ
مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ
بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ *﴾ [التوبة :128]
فيختار سبحانه من الرسل أفضلَ البشرِ ممّن لهم الكمالُ البشريُّ في علومهم وعقولهم
وأفهامهم ومداركهم وقدراتهم، ليتمَّ بذلك البلاغُ، وتقومَ الحجةُ على الناس، ولهذا
كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالمنزلةِ العظيمةِ التي يعرفُها كلُّ مَنْ قرأَ
سيرته، وقد امتنَّ الله سبحانه على الناسِ ببعثته لهذا الرسول صلى الله عليه وسلم
فقال: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً
مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آياتهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ *﴾ [ آل عمران: 164] فمن حكمة الله عزّ وجلّ أنْ
بعثَ الرسلَ، وأنزلَ الكتبَ هدايةً للناس، وإقامةً للحجة([4]).
·
ومن معاني حكمةِ اللهِ عزّ
وجلّ أنْ يلهِمَ بعضَ العبادِ الحكمةَ: كما قال تعالى: ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ
يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا
يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الأَلْبَابِ *﴾ [البقرة :269]
فالله تعالى يؤتي الحكمةَ بعضَ عباده، فيعرفون كيفَ يحلّون المشكلاتِ، وكيف يخرجون
من المُلمّات والأزمات، وكيفَ يتعاملون مع المواقف الصعبة، وكيف يضعون الأمورَ في
مواضعها، والعالم الإسلاميُّ في أشدِّ الحاجةِ لمجلسِ حكماءٍ من الذين حنّكتهم
التجاربُ، كي تستفيدَ الأمةُ من خبرتهم ومعرفتهم وتوقعاتهم، حتّى لا يخبطَ
المسلمون خبطَ عشواء، ولا يقعوا ضحيةَ المفاجات والأزمات وهم لا يشعرون([5]).
وأمّا «الحَكَمُ» فهو مَنْ
له الحكمُ والسلطانُ والقَدَرُ، فلا يقعُ شيءٌ إلاّ بإذنه، وهوالمدبِّرُ
المتصرِّفُ ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ *﴾ [الرحمن :29] .
«والحكم» أيضاً من له التشريعُ والتحليلُ
والتحريمُ، فالحكْمُ ما شرعَ، والدِّينُ ما أمرَ ونهى، لا معقّبَ لحُكمِهِ، ولا
رادَّ لقضائِهِ، فاجتمع القَدَرُ والشَّرْعُ ﴿أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ﴾ [الاعراف :54] .
وحين نقولُ: اللهُ أحكمُ
الحاكمين، واللهُ خيرُ الحاكمين، فإنّ ذلك تأكيدٌ على عدلهِ ورحمتهِ، ووضعِهِ
الأشياءَ في مواضِعها، فليسَ في قَدَرِه ظلمٌ ولا تعسّفٌ، وليس في شرعِهِ مُحاباةٌ
ولا تخيُّرٌ، بل هو حِفْظٌ لحقوقِ الحاكمِ والمحكومِ، والرَّجُلِ والمرأةِ،
والبَرِّ والفاجرِ، والمسلمِ والكافرِ، والقويِّ والضعيف، وفي كلِّ الأحوال حَرباً
وسِلْماً، وعلى كلِّ أحدٍ دون استثناء، ولذا وجبَ على كلِّ مسلمٍ تحكيمُ كتابهُ،
وسنّةُ نبيه صلى الله عليه وسلم، في دقيقِ أمورِه وجلِّها، على الصعيد الفردي،
والجماعي، والأُسري، والخاصّ، والعام، والسياسة، والاقتصاد، والاجتماع، والإعلام،
وكلِّ شيء([6]).
4 ـ ربطها بالإيمان:
قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ
مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ
إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَومِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ
تَأْوِيلاً *﴾ [النساء :59]
وقال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا
أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا
إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ
أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا *﴾ [النساء :60]
وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ
وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *﴾ [النور :51] .
5 ـ ربطها بالإسلام:
والإسلامُ أساسُه
الاستسلامُ لله، والانقيادُ له بالطاعةِ والخلوصِ من الشرك([7]).
قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ
مُحْسِنٌ﴾ [النساء :125]
وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ
وَهُوَ فِي الآخرة مِنَ الْخَاسِرِينَ *﴾ [ آل عمران: 85] وقال
تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً
وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ *﴾ [النحل :89] .
6 ـ ربطها بالشهادتين:
أمّا شهادةُ (أن لا إله إلا
الله)، فقد سبقَ في أدلّةِ توحيد العبادة ما يبيّنُ ذلك.
وأما شهادة (أن محمداً رسول
الله) فقال تعالى: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا
شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ
وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا*﴾ [النساء :65]
وقوله تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر :7] وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ
كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ
لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ *قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ
وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ *﴾ [ آل عمران: 31 ـ 32] .
7 ـ طاعةُ غيرِ اللهِ والإعراضُ عنه كفرٌ
وشركٌ:
قال تعالى: ﴿وَلاَ يُشْرِكُ
فِي حُكْمِهِ أَحَدًا *﴾[الكهف: 26] وقال
تعالى: ﴿وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ *﴾[الأنعام: 121] وقال تعالى: ﴿أَفَحُكْمَ
الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ
يُوقِنُونَ *﴾[المائدة: 50] فهذه
الأدلة جاءت كنماذج، وإلاّ فهي كثيرةٌ جدّاً، تبيّنُ مدى ارتباطِ تحكيمِ الشريعة
بالإيمانِ بالله عزَّ وجلّ.