البحث

التفاصيل

كتاب : الحق المر الحلقة [ 4 ] : يتحمسون لباطلهم.. ونتراخى فى حقنا!

الرابط المختصر :

تحدثت مع أمريكى أسلم عن موقف بلاده من النزاع بين العرب واليهود، وشكوت أن دافعى الضرائب هناك يتبرعون بثلاثة مليارات من الدولارات صدقة جارية كل عام لكل نازح إلى فلسطين من الرجال والنساء والأطفال الذين يسهمون فى بناء إسرائيل، أى أن لكل فرد ألف دولار أمريكى سنويا..!.

فقال لى مصدقا : نعم هذه الإعانات تدرج فى الموازنة العامة! وذاك غير الإعانات التى تصل إلى إسرائيل فى الخفاء تحت عناوين شتى وتبلغ مليارا ونصف..

ثم أضاف: إن عدد اليهود فى بلادنا لا يزيد عن خمسة ملايين. لكنهم قوة مرهوبة فى ميدان الإعلام، والتعليم، والاقتصاد، وأماكن أخرى عميقة التأثير فى الحياة العامة..

وربما أصدر الكونجرس قوانين لمصلحة إسرائيل وحدها، مع أن هذه القوانين ضارة بالمصالح الأمريكية وذلك مثل ما نشر فى صحفكم أخيرا عن رفع جميع القيود التجارية بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

لقد أقر هذا القانون فى مجلس النواب بأغلبية هائلة "98.5% " أى أن 416 نائبا صوتوا معه على حين عارضه ستة نواب فقط، وقد حدث ذلك فى الوقت الذى كانت جميع المراكز المسئولة فى الإدارة الفيدرالية تؤكد أن القانون يضر المنتج الأمريكى.

إن إسرائيل هى الربيب المدلل الذى نتعب من أجله ونخسر من أجله ونحن راضون!.

قلت: أصارحك بما وراء هذا الموقف النابى ؟ إنه نتاج التلاقح بين الفكر اليهودى الكاره للعرب والمسلمين، والنفسية الصليبية المنطوية على الشعور نفسه! حتى إننى أتساءل فى حيرة: هل استغل اليهود النصارى لضربنا؟ أم أن النصارى هم الذين يستغلون اليهود لإذلالنا واستباحة حقوقنا.

وسواء كان هذا الأمر أو ذاك فالنتيجة واحدة، سلسلة من الآلام والهزائم تتلاحق مدنيا وعسكريا ليطيح فيها مستقبل الإسلام وأبنائه.

والمأساة لا تكمن فى هذا التجمع الحقود، فالقوم منطقيون مع مبادئهم وتاريخهم! إننى قرأت أنباء المظاهرات الصاخبة التى قام بها اليهود المتدينون لمنع العروض المسرحية يوم السبت! فأدركت أن القوم متشبثون بشعائرهم، يرفضون التفريط فى ذرة منها...

أما العرب ـ وهنا المأساة ـ فشعورهم الإسلامى فاتر وعملهم لدينهم واهن، وانتماؤهم الجهادى له مضطرب أو منكور، بل إن العلمانية لا تزال شعارهم الغالب!

قلت : ليس لدى إلا أن أتلو قوله تعالى : " ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون * ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ".

هل يتحمسون لباطلهم ونتراخى فى حقنا؟ أما نثوب إلى رشدنا؟.


: الأوسمة



التالي
كتاب : فقه الجهاد-الحلقة [ 4 ] : مقدمة الطبعة الأولى والثانية (3 – 3)
السابق
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يثمن نتائج تحقيقات لجنة الأمم المتحدة حول الروهينجا، ويؤيد مطالبتها بسرعة تحويل الملف إلى محكمة الجنايات الدولية

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع