إن العالم الإسلامي يحتاج أشد ما يكون إلى القوة المعنوية، والصبر والثبات، والصمود والاستقامة، وتحمُّل الشدائد والنكبات، والذاتية والأصالة، والجدية والصرامة، والإعداد الكامل المنظم المطلوب لمواجهة الأوضاع
لقد أدرك الصحابةُ هذه السنة، وعلموا أنَّ القضاء على الباطل وتدميره، لابدّ له من أمةٍ لها قيادة ومنهج، وقوة تدمغ الباطل وتزهقه، وأيقنوا أنَّ الحقَّ يحتاجُ إلى عزائم تنهضُ به، وسواعد تمضي به، وقلوب تحنو عليه
إنّ الإنسان قد جاء إلى هذه الحياة بعقل وإرادة، وبقدرة على المضيّ في واحد من الطريقين: طريق الخير والاستقامة والهدى، وطريق الشر والانحراف والهوى، وعلى التوازي نجد أنّ الحياة ليست على نمط واحد ووجهة واحدة
لقد عَلَّمنا القرآن أسلوبًا في التربية غايةً في التأثير، وهو التربية بالحدث، أي باستثمار الحدث للطَّرْق على الحديد وهو ساخن
القرآن لم ينزل ليكون مجرد عظات وتوجيهات وقصص ومحفوظات، وإنما نزل ذكرى للمؤمنين، وهداية للناس أجمعين، ونورًا لبصائرهم، وشفاءً لعلل نفوسهم وعقولهم ومجتمعاتهم وأمتهم
العدل هو سبب قبول حكمهم، والعدل فيه صفة البينية بين نوعي الظلم؛ ولذلك كان وسطياً