البحث

التفاصيل

هل نسلك طريق الشورى والديمقراطية أم سبيل التسلق والتعيين؟

الرابط المختصر :

هل نسلك طريق الشورى والديمقراطية أم سبيل التسلق والتعيين؟
أ.د. عمار طالبي (عضو الاتحاد)
نرى عددا من الناس، ينكرون الانتخاب، ويظنونه شرا مستطيرا، وما كان ينبغي أن يقع في بلادنا.

والسؤال ما هو الطريق إذن غير الانتخاب، وصوت الشعب وكلمته.

إن الشورى أمر مقرر في القرآن كلية من كلياته، ومقصدا من مقاصده في قيادة الأمة وتدبير شؤونها، فكانت تسمى البيعة بالنسبة لاختيار الخليفة عن طريق ممثلي الأمة وأعيانها بمثابة البرلمان اليوم، ولكن ذهب هذا بذهاب المدينة الفاضلة في المدينة المنورة، وجاء بعد ذلك الملك العضوض والوراثة، واستعمال السيف، والتغلب، واشتد الاستبداد، والتسلط على الحكم، وبايع المتغلب فردا واحدا، كما ذكر الجويني وغيره.

وأصبح الناس اليوم يلجأون إلى الشورى العامة، شورى الشعب كله، ليقول كلمته، وهذا هو سبيل ما يسمى اليوم ديمقراطية، وتعبير الشعب عن إرادته، ولا يكون هذا التعبير واقعيا إلا إذا أوقع الشعب صوته وبيّن رأيه في الصندوق، كما يجري الأمر في جميع الديمقراطيات في العالم.

نعم يرى بعض الناس الهروب من الانتخاب ليمهدوا لمحو كل شيء تم بموافقة الشعب في الدستور والعودة إلى الصفر، ليجد هؤلاء سبيلا لوضع ما يريدونه من محو الإسلام دين الدولة، والعربية لغتها، وليجدوا سبيلا للتسلق إلى السلطة بالتعيين، إذ أن الانتخاب لا يجدون فيه أنفسهم باعتبارهم فئة قليلة في عددها، ويمكن أن تكون بعيدة عن مقومات الأمة وثوابتها.

إن اليسارية وما إليها من أيديولوجيات فشلت فشلا ذريعا في عالم اليوم.

ونحن قد تعودنا القفز إلى السلطة خفية، بعمل دؤوب للإحاطة بالمسئولين عن الدولة، والتسرب إليها بطرق ملتوية فعالة في غفلة عن بقية الناس، وإن كانوا هم الأغلبية الساحقة.

وقع هذا في عهد ابن بلة، وبومدين، ومن جاء بعدهما إلى الرئيس بوتفليقة، ومن معه، وللأجانب في هذا دور فعال ليجدوا نفوذا لسياستهم في وطننا سياسيا واقتصاديا وثقافيا، وطالما عانينا من هؤلاء التابعين الذيول، الذين خربوا البلاد وأشاعوا فيها التبعية بجميع وجوهها والفساد.

تبعية ثقافية في التربية والتعليم، وتبعية لغوية واقتصادية، كل ذلك من الأمور الواضحة.

يضاف إلى ذلك الدعوة إلى الفيدرالية، والانفصال، فهذا علم الجزائر الذي استشهد في سبيله الشهداء يمزق ويحرق في بويرة، وهذا خطاب للانفصالي يذاع في قلب جامعة تيزي وزو.

فماذا يراد للجزائر إن لم يقل الشعب كلمته التي تمحو كل كلمة بعد كلمته، هذا عصر الشعوب وكلماتها، وقد مات وقت التسرب الأيديولوجي، والأقليات التي تندس وتتسرب إلى السلطة.

إن الانتخاب هو كلمة الشعب ولا كلمة غيرها.


: الأوسمة



التالي
الددو يقدم المحاضرة الأولى في "شرح مختصر صحيح البخاري"
السابق
مفتي فلسطين المساس بالمعتقدات والمقدسات هو ازدراء وتعالٍ على حقوق الشعوب والأمم

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع