البحث

التفاصيل

الدكتور قسوم: رسائل إلى بني وطني

الرابط المختصر :

الدكتور قسوم:  رسائل إلى بني وطني
.
بقلم/ الأستاذ الدكتور عبد الرزاق قسوم 
إلى أبناء وبنات الجزائر الأحرار !  إلى بني وطني الأشاوش الثوار.
اليوم وسفينة الحراك الشعبي، قد عرفت طريقها السيّار، وتجاوزت بوحدة ركابها، وسلمية ربّانها، وحكمة حُرّاسها، وحماتها، وقبطانها، مرحلة التموجات والأخطار.
اليوم، وأضواء شواطئ الميناء قد لاحت من بعيد. وأعلام النصر قد رفرفت على وطننا من جديد، واتحاد كل فئات شعبنا نساء، ورجالا، شيبا، وشبابا، وكهولا قد تحققت بمجد تليد، وعزم شديد.
ألا يحق لنا أن نزوّد سفينة الحراك بكل ما يمكّنها من الرسو بأمان، لتحقيق الأمل البعيد؟
إننا نغمس ريشة القلم في دماء القلوب الغاضبة، وعرق الجِباه الواثبة لنبعث إلى الجميع –من وحي هذه المعاناة- بهذه الإشارات، والتنبيهات، والتحذيرات:
• احذروا بعض الرعود المدوية التي تصم الآذان، ولا يعقبها غيث نافع يطفئ عطش الظمآن.
• إياكم وبعض القراصنة، الذين يركبون السفينة في عرض البحر، ليحولوها عن مسارها، ويرفعوا عليها شعارا غير شعارها.
• حافظوا على صفاء النبع، وأصالة الطبع، ووحدة الجمع، وسلمية الوضع.
• قدموا معايير المبادئ على أطماع الأشخاص، فلا تقبلوا أن يقودكم كل دساس، أو جساس أو خناس.
• إنّ من خانكم زمن الانقلاب، وأعان ضدكم على تزوير الانتخاب، وقبل المسؤولية على حساب النواب، وخرج عن مبادئ المنبر والمحراب، واستقوى عليكم ولا يزال بالمزيفين من الأعراب، وبعملاء الغرب والأعراب، إياكم أن تأمنوا هؤلاء جميعا في أي باب من الأبواب.
فيا إخوتي !  ويا أخواتي !  لا ينبغي أن نستجير من الرمضاء بالنار، ولا أن نستبدل المزيفين بالأحرار.
لابد –لهذا الحراك الشعبي المثالي، النموذجي، من قيادة نموذجية مثالية، ولن تكون هذه القيادة في شكل فقاقيع تُلقى في الهواء، أو أصوات ترتفع إلى عنان السماء ﴿ … فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ…﴾[سورة الرعد، الآية: 17].
لقد سبق أن أعلنا، وبيّنا دون غموض أو ضبابية، أنّ هذا الشعب الأبي الذي خرج يريد التغيير، لا ينبغي أن يُجهض له المسير، أو يقتصر فيه على جزء بسيط من التحرير.
فإذا أردنا للبناء أن يكتمل، وللجرح الغائر أن يندمل، علينا أن نضع الموازين القسط للاختيار، وإن لنا في تاريخ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، المثل الأعلى في الاعتبار.
والمثل الأول نأخذه من جهود الإمام عبد الحميد بن باديس في توحيد القوة الفاعلة في السياسة، في مؤتمر عام 1936، مهما اختلفت الرؤى في نتائجه، فالنتيجة الهامة هي إقناع الساسة -آنذاك- باليأس من فرنسا.
والمثل الثاني نأخذه من الإمام محمد البشير الإبراهيمي في توحيد الأمة، على نصرة فلسطين، بالحشد والتجنيد والتأييد في مواجهة الاستعمار والصهيونية وكل من حالفهم من شيطان مريد.
والمثل الثالث نأخذه من الشيخ الشهيد العربي التبسي حينما كوّن عام 1953 جبهة الدفاع عن الحريات، هذه الجبهة التي ضمت الشيوعي في الجزائر إلى جانب البياني والمصالي، والمستقل، لهدف واحد هو توحيد الصف لتحقيق الهدف.
إنّ تجربة جمعية العلماء هي اليوم الأنجع، والأنجح في الدعوة إلى تكوين هيئة مستقلة، تتولى الإشراف على تحقيق طموحات الشعب الجزائري العميقة، دون أي تهميش أو إقصاء لأي أحد من الشرفاء النبلاء.
فهناك الندوة الوطنية التي ينبغي أن يُنتقى أعضاؤها على أساس الالتزام بالثوابت الوطنية، والاقتناع بالحراك الوطني، ومتطلباته الشرعية.
وهناك القيادة الجماعية التي سيسند إليها أمر تسيير البلاد، والإشراف على الانتخاب، وتكوين الحكومة الوطنية الانتقالية، لتحقيق الغايات والأهداف المستقبلية، كوضع النصوص الدستورية وكل ما تتطلبه الوضعية المرحلية.
لقد أزفت ساعة العمل الجدي -إذن- وذلك، بوضع المسؤولية بين أيد وطنية أمينة، وإعادة الأمن والأمان والسكينة إلى الجماهير المتوترة، الغاضبة الحزينة.


: الأوسمة



التالي
الدرس الخامس: هدية الإسراء والمعراج إلى الأمة الصلاة كمنهاج حياة
السابق
المرتزقة يرثون الثورات

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع