الرابط المختصر :
الخطاب الفقهي الراشد يعتمد على فقهاء ربانيين يجمعون بين التمكن من العلوم الشرعية والخشية القلبية وممارسة الأنشطة الدعوية،،،
فهل يرى الدكتور الريسوني أن في الأمة كفاية من هذا النوع أم أن هذه النوعية نادرة في واقعنا المعاصر؟ ما الأسباب وما الطريق لسد حاجة الأمة من هذه النوعية من الفقهاء؟
يجيب فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الريسوني:
هو صحيح أن هذه النوعية الموصوفة في السؤال نوعية إذا لم نقل نادرة فهي قليلة وقليلة جدا وقريبة من حد الندرة، هذا صحيح لأن هذه عملة يعني غالية وعملة يعني قليلة التحقق، وفي الحديث الصحيح “الناس كإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة”، هذه مجرد راحلة يعني الرجل أو الشخص الذي يعتمد عليه ويعول عليه فكيف بهذا المجال؟ وبطبيعة الحال فإن من فروض الكفاية على الأمة وعلى جامعاتها وأولي الأمر فيها أن يعملوا ببرامج ومخططات محددة لإيجاد هذه النوعية من العلماء الربانيين، وبالمناسبة أود هذا اللفظ حتى لا.. لأنه عادة في سوء فهم لهذا الوصف، حينما يوصف شخص بأنه رباني أو عالم بأنه رباني عادة المفهوم عند عامة الناس بل حتى عند كثير من غير عامة الناس يفهمون أن الرباني هو الذي يكثر من العبادة والتزهد والذكر والمجاهدة، لا، الرباني ليس هذا، هذا كله شيء جيد ولا غبار عليه لكن العالم الرباني كما هو مبين عند المفسرين وعند العلماء في الآيات التي ذكرت هذا الوصف هو العالم الذي ينهج نهج الرب، ويسلك سبيل الرب في معالجة الأمور، والرب، كلمة الرب معناها الذي يرعى ويدبر ويسوس ويحل المشاكل ويرزق العباد ويدبر أمورهم ويرحمهم ويقضي مصالحهم، هذا معنى الرب، ففرق بين الرب والإله، فلذلك نحن نقرأ دائما {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الفاتحة:2] أي الذي يدبر العالمين ويرزقهم ويحل مشاكلهم ويشفي مرضاهم ويسعفهم ويرحمهم، فإذاً العالم الرباني هو هذا العالم الرباني أي فهو على منهج الرب وفيه صفة أو فيه قبس من صفة الرب ومن صفة الربوبية والتربب الذي يقوم به الله تبارك وتعالى، فالربوبية والرب هذه صفة الله ولكن العالم يجب أن يكون ربانيا أي على منهج الله أي أن يجعل من شرع الله تعالى وسيلة لرحمة الناس وتحقيق مصالحهم واللطف بهم ومساعدتهم وإخراجهم من مشاكلهم، هذا معنى العالم الرباني بالمعنى الذي قصده الأخ السائل.