البحث

التفاصيل

س: دعنا ننطلق في هذا الحوار من سؤال عام عن دور العالِم في الأمة كما أراده الإسلام. ما هو تحديدا؟

الرابط المختصر :

العلماء والربيع وتحرر الأمة
س: دعنا ننطلق في هذا الحوار من سؤال عام عن دور العالِم في الأمة كما أراده الإسلام. ما هو تحديدا؟
يجيب فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الريسوني
لا شك أن أبلغ بيان وأقوى تعبير عن دور العلماء هو قوله صلى الله عليه وسلم: “العلماء ورثة الأنبياء“. وعليه فكل ما أنيط بالأنبياء من واجبات ووظائف، فهو منوط بالعلماء، فرسالة العلماء هي مواصلة رسالة الأنبياء مضمونا ومنهجا. فقط، الأنبياء يوحى إليهم والعلماء لا يوحى إليهم، وإنما يعملون بالوحي المنزل على الأنبياء. ومن هنا يأتي فارق آخر، هو عصمة الأنبياء، والعلماء ليسوا بمعصومين من الخلل والزلل. ولذلك فكل واحد -سوى الأنبياء- يؤخذ من كلامه ويرد، كما قال الإمام مالك رحمه الله. وما عدا هذين الفرقين، فرسالة العلماء هي رسالة الأنبياء.
ومعلوم أن أُولى وظائف النبي صلى الله عليه وسلم هي وظيفة التبليغ والبيان لِتُبينَ للناس ما نُزِّل إليهم . ولهذا فعلى العلماء أولا وقبل كل شيء تبليغ الناس ما جهلوه وبيان ما استشكلوه من أمور دينهم. وبيان العالم يُحتاج إليه أكثر ويكون وجوبه ألزم، عند وجود التباس في شيء من أمور الدين وأحكامه، أو وجود تلبيس أو تحريف يمس بالدين، أو يُستعمل فيه الدين. دور العلماء وواجبهم في هذه الأحوال هو البيان وعدمُ الكتمان، أن يقولوا الحق ولا يخافوا فيه لومة لائم، أن يزيلوا الشبهات والغشاوات. وكل ذلك مضمن في قوله تعالى وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ ، وفي نصوص أخرى كثيرة.
فهذه هي المرتبة الأولى للعلماء، وهي مرتبة “العلماء البيانيين“ ، وهي ليست كل شيء، بل هناك مرتبة أعلى وأكمل، وهي مرتبة “العلماء الربانيين“ ، أو “العلماء الميدانيين“ ، وهم الذين يعيشون ويجاهدون ويصلحون في مختلف ميادين الحياة، ويمشون في الأسواق حسب التعبير القرآني. فالعلماء الربانيون الميدانيون هم الأكثر مطابقة لدور الأنبياء ورسالتهم، فهم يخالطون الناس وينخرطون في همومهم ومشاكلهم واحتياجاتهم الدينية والدنيوية. وهم الذين يسعون -بأقوالهم وأفعالهم- إلى إحقاق الحق وإزهاق الباطل، وإقامة المعروف وتغيير المنكر، وهم الذين ينصحون ويربون ويوجهون. وهذا هو تمام الاقتداء بالأنبياء ومواصلة رسالتهم.
فهذه إجمالا هي رسالة العلماء ودورهم في الأمة، ولذلك عُدُّوا في مقدمة (أولي الأمر) الذين يجب الرجوع إليهم وطاعتهم، إذا هم قاموا حيث أقامهم الله.
موقع جماعة العدل والإحسان


: الأوسمة



التالي
تكوين الملكة في التعليم الشرعي
السابق
لصوص الأنظمة السياسية

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع