الرابط المختصر :
أسس التعايش السلمي والحوار في الإسلام من عقيدته ومبادئه
الأمين العام يشارك في ندوة التسامح الديني ركيزة للتعايش السلمي
دعا فضيلة الشيخ الدكتور علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى التعايش السلمي والحوار لتحقيق السلام العالمي الحقيقي، ولتحقيق أمن وسلم دولي بكل ماتعنيه هذه الكلمة، وقبول الأخر والعيش المشترك على اساس المشتركات الانسانية بين جميع بني البشر، والمشتركات في اصول الأديان والقيم العليا
جاء ذلك في فعاليات الطاولة المستديرة " التسامح الديني ركيزة للتعايش السلمي " الذي نظمته اليوم كلية الدراسات الاسلامية في جامعة حمد بن خليفة بالتعاون مع مركز الدوحة لحوار الأديان، حيث تتناول هذه الندوة موضوع التسامح الديني، وتسلط الضوء على الدور المتميز الذي تضطلع به قطر في تعزيز التسامح الدينى والتعايش السلمي
وأكد فضيلته ان أسس التعايش السلمي والحوار في الإسلام من عقيدته ومبادئه، ولذلك جعله شعاره في تحيته، حيث أن المسلم حينما يلقي أحداً يعرفه أو لا يعرفه ينبغي أن يحييه بهذه التحية، وبالتالي فقد التزم بأن يكون الأخر في سلم يسلم من يده ولسانه، إذن يفتح المسلم باب الحوار مع أخيه الإنسان بهذه الكلمات المباركات لإظهار نية طيبة نحو الآخر بل يعهد بتوفير السلام والرحمة له، ثم يأمره الاسلام أن لا يكتفي بذلك بل ينطلق الى التعارف الايجابي مهما اختلفت الشعوب والقبائل والأديان والمذاهب قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) (الحجرات : 13)
كما أكد فضيلته على مبدأ الإقرار بالاختلاف والقومية، والفكرية والدينية والعقدية، وان من سنن الله تعالى أن الناس مسلمين أو غيرهم مختلفون في الأديان والافكار والأيدولوجيات والتصورات، وهذا الاختلاف هو من إرادة الله تعالى ومن سننه الماضية جعلهم مختلفين فيما سبق حيث يقول الله تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ) ( الروم : 22) ، وفي نطاق الاختلاف في الأديان والمذاهب والآراء يقول الله تعالى (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) البقرة :213)
ولكن هذه الاختلافات تقل أو تكثر تصغر أو تكبر حسب نسب مختلفة وفئات متنوعة بين المسلم وغيره، ولكن المشتركات الإنسانية بين جميع بني البشر، ثم المشتركات في أصول الأديان، والقيم العليا أكثر وأكبر وأعظم من المفرقات والممزقات وبخاصة في مجال قبول الآخر والعيش المشترك قال تعالى (وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ ) الرحمن :10)
وقال فضيلته اعتراف الاسلام بكرامة الإنسان باعتباره انسان فضلا عن فكر وعقيدته فقال تعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) الاسراء : 70)، كما جعل الله تعالى الانسان خليفة في الارض وزوده بالإرادة والاختيار فقال تعالى (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) البقرة : 30) ، وحينما تدخلت الملائكة لبيان الحكمة من ذلك أثبت لهم ان الإنسان اعلم منهم في مجال الاستخلاف والتعمير
وأضاف اكرم الله تعالى الانسان بالحرية في مجال العقيدة فقال تعالى لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) البقرة 256)، وحرره من رق العبودية لغير الله ، وأعطى حرمة عظيمة لحرمات الانسان وخصوصياته، وممتلكاته، وساوى بين جيع البشر إلا من خلال العمل الصالح فقال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) (الحجرات : 13)
كما يرجع الإسلام الأديان السماوية كلها الى أصل واحد وهو الوحي الالهي ، وأن شرائع الله تعالى قد انبثقت من مشكاة نور واحد، ولذلك يدعو الاسلام أتباعه الى الإيمان بجميع الأنبياء والرسل السابقين، والكتب السماوية فقال تعالى (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) البقرة : (285)