"اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء.."
د. أبو نوفل حسن يشو
حياكم الله:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَعَوَّذُوا باللَّهِ مِن جَهْدِ البَلاءِ، ودَرَكِ الشَّقاءِ، وسُوءِ القَضاءِ، وشَماتَةِ الأعْداءِ"(1).
وفي رواية: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذُ من جَهْدِ البلاءِ ودركِ الشقاءِ وسوءِ القضاءِ وشماتةِ الأعداءِ"(2).
ونحن نتابع التطورات الخارقة لفيروس كورونا وانعكاساتها على الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والعلمي؛ ألفيت من يسكنه الرعب، وتعتريه قشعريرة الرهبة من الموت والإصابة، فناسب أن أسوق هذا الحديث العظيم في الاعتصام بالله منزل الداء، أملا ورجاء في إنزال الدواء، وأنه مخلُّصنا من الوضع النفسي المهترئ، وفي الحديث دروس عظيمة أوجزها فيما يأتي:
- إن الحديث الذي نعتمده من الأحاديث الصحيحة المعتمدة؛ فقد أخرجه البخاري في كتاب الدعوات، باب التعوذ من جهد البلاء، برقم (6347)، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره، برقم (2707)، وغيرهما في كتب السنن والجوامع والمعاجم والمسانيد.
- إن الدعاء يمكن أن يكون طوق النجاة من ناري الدنيا والآخرة؛ قال سبحانه: (فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) [الطور: 27- 28]، وقيمة المرء بدعائه ومناجاته مع ربه في وصل حي ومستمر؛ (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا) [الفرقان: 77]. ونحن حين ندعو الله ونستنهض أمتنا لتجأر إلى الله بالدعاء؛ فلأنا نتوجه موقنين إلى من يملك مفاتيح السماوات والأرض، ومن يقدر على أن يستجيب لنا فورا؛ وهو وحده من يدفع عنا هذا الوباء والثبور؛ فندعو –إذً- من قال في حق نفسه: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [يس: 82].
- إن هذا الدعاء الجليل من جوامع كلِم النبي صلى الله عليه وسلم، حيث اختصر له الكلام اختصارًا، وهو أفصح من نطق بالضاد، إذ إن الاستعاذة تحددت بنص الحديث من جميع الشرور في الدين والدنيا؛ وهو ما يحملنا على أن نلظّ بهذا الدعاء العظيم في ليلنا ونهارنا، وفي سفرنا وحضرنا، في الأيام العادية، والأيام المعدية من باب أولى؛ حتى نتفيأ ظلال السعادة الوارفة، ونرفل في رياضها الغنّاء في كنف اللَّه العاصم من كل بليّة على غرار ما نحن فيه من جائحة الكورونا عافانا الله وإياكم جميعا.
- إن هذا الدعاء بمفرداته الأربعة معتمدة في الدعاء سواء في الرخاء أو الشدة؛ ونحن في خضمّ هذا الوباء الفتّاك أحوج ما نكون إليه؛ فنجأر إلى الله رغبا ورهبا، سرًّا وعلانية، خفية وجهرا، فنظرًا لكثرة الأدعية المسجوعة التي يتحمس بها ولها الدعاة ولا سيما في معترك الأزمات، فلا أرى أفضل مما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ونص هذا الحديث –دون مَيْن- منها.
- إن هذا الدعاء يدخل في باب الذكر الذي يحيي القلوب بعد مواتها، وهو جدير بضميمته ضمن أذكار الصباح والمساء، علّ الله أن يرفع عنا هذا البلاء، ولا يرد البلاء إلا الدعاء!
- وقد أورده الإمام مسلم ضمن كتاب التوبة والاستغفار؛ فلعله فرشٌ لتوبة صادقة تتوافر شروطها الأربعة: من ندم، وإقلاع عن المعاصي، وعزم على عدم العودة، ورد المظالم إلى أهلها، فهو أرضية خصبة نصطلح فيها مع الله الذي ربما نسيناه أيام الرخاء فنحن في فقر مدقع إليه في هذه الأيام العصيبة التي نرى الموت يخترم مَنْ حولنا ويختار ولا ندري متى آجالنا؛ هو أدعى إلى الاستغفار والاعتذار إلى الله سبحانه. ولاسيما عند المهمّات المدلهمّات والخطوب العصيبة؛ عندما تضيق بنا الأرض بما رحبت كما هو الوضع الحالي في عزّ أزمة الكورونا والعالم صار كالنمل قد دخلوا مساكنهم حتى لا يحطمنهم الفيروس الفتاك؛ قال سبحانه: (حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) [التوبة: 118]. وحين تشتد الأزمة وتضيق الأرض بما رحبت واتسعت ويسري الضيق إلى الأنفس فتختنق أسفا وأسى واكتئابا وخوفا وهلعا ولا سيما إذا لم تطعم بجرعة إيمانية وروحية كافية، وهناك يظن الموسوسون الظنونا؛ في معترك الأحوال المزرية ينبغي أن نعلم أن لا ملجأ من الله إلا إليه؛ وهذا يثمر التوبة، ومن تاب وجد الله توابا رحيما (لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).
- وقوله صلى الله عليه وسلم: (جهد البلاء): الجَهد بالفتح هو كل ما يصيب المرء من شدة ومشقة، وعناء ووباء، ومقاساة وتحديات، و(جُهْد البلاء) بالضم ما لا طاقة له بحمله، ولا قدرة له على دفعه؛ وكل أولئك يندرج ضمن البلاء دقّ أو عظم، كان بلاء ماديا جسديا كالأمراض المصيبة للجسد، المنهكة له، مثل الطاعون والكورونا، والسرطان، أو كان البلاء معنويا؛ وذلك مما يتعرض له الأحرار الشرفاء من إهانات وتعسفات وانتهاك للحرمات وهتك للأعراض، والنهش في لحوم العلماء والدعاة وكافة المسلمين؛ حتى أضحى وكأن الغيبة والنميمة فاكهة المجالس، وما أقبح آفات اللسان وغوائل ما بين الفكين واللحيين، فهي من المهلكات والله المستعان! وقد يكون البلاء من قلة المال واليد، وكثرة العيال وعدم وجود النفقة عليهم، وكل حالة مزرية تتفاقم على الإنسان، ربما بزوال النعمة، أو تحول العافية، أو فجاءة النقمة، وكل ما يطرأ على الإنسان من خوارم وعوادي بعد الرخاء والصحة والعافية والأمن والاستقرار، وتدخل فيها الديون التي لا يستطيع العبد وفاءها؛ لأنها همٌّ بالليل ذُلٌّ بالنهار، وكل الأخبار المفاجئة التي تدخل على القلب النكد والهموم والغموم والأحزان، فتنغّصها، والاستعاذة تعيد الطمأنينة للقلوب، والنور لها فتستضيئ فتبصر.
- إن البلاء يرده الدعاء والابتهال والمناجاة والتذلل والانكسار، والعمل الصالح والصدقات؛ والله بفضله يرفع عنا بعض أقداره التي نجد فيها جهد البلاء؛ ولا سيما ما كان من أقدار معلقة لا المبرمة الثابتة(3)؛ قال سبحانه: (يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) [الرعد: 39]، ذلك لأن الله سبحانه الذي أودع في الكون سننا وأسبابا تفضي إلى مسبباتها ونتائجها هو من أمرنا بالدعاء؛ لرد جهد البلاء؛ وهو الحكيم العليم الذي لا نستغني عنه لحظة فنستجير بحماه ونلوذ به.
- ثم إن الدعاء في إحدى حالات ثلاث: إما أن يكون الدعاء أقوى من البلاء فيرده ويصرعه، وإما أن يكون مساويا لقوة البلاء فيعتلجان ويصطرعان ربما حتى قيام الساعة، وإما أن يكون أضعف من البلاء فينزل البلاء ولكن الدعاء يخفف من شدة البلاء على كل حال، والله المستعان! قال عليه الصَّلاة والسلام: "من فتحَ له منكم باب الدعاءِ، فتحتُ لهُ أبوابِ الرحمةِ، وما سُئِل اللهُ شيئا -يعني: أحبّ إليهِ- من أن يُسأَلَ العافيةَ وقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إن الدعاءَ ينفعُ ممّا نزَلَ ومما لم يَنْزِلْ فعليكم عبادَ اللهِ بالدعاء"(4).
- وقد أمرنا على سبيل المثال لا الحصر أن نقول مع نزول الأمطار والخيرات: "اللهم صيبا نافعا" وليس كلامًا عابرا؛ فهذه أمنا عائشة تروي: "أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان إذا رأى ناشِئًا مِن أُفُقٍ مِن آفاقِ السَّماءِ ترَكَ عَمَلَهُ، وإنْ كان في صَلاتِه، ثم يَقولُ: اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما فيه، فإنْ كشَفَه اللهُ حمِدَ اللهَ، وإنْ مَطَرَتْ قال: اللَّهمَّ صَيِّبًا نافِعًا"(5). لكن إن زادت وتوجسنا خيفة على أنفسنا وعلى نسلنا وحرثنا ومالنا؛ جأرنا إلى الله وقلنا: "اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، ولَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ علَى الآكَامِ والجِبَالِ والآجَامِ والظِّرَابِ والأوْدِيَةِ ومَنَابِتِ الشَّجَرِ"(6) ما يفيد أن الدعاء يجعل حدًّا للبلاء بإذن الله تعالى.
- قوله صلى الله عليه وسلم: (ودَرَك الشقاء): الدَّرَك: اللحوق والوصول إلى الشيء؛ وهو هنا: الشقاء، أي الهلاك، وكل ما يؤدي إلى الهلاك والتهلكة، وهو نقيض السكينة والسعادة والهناء. ومراد الداعي في مناجاته أن يجيره الله ويحفظه سبحانه من أن يلحقه تعب أو نصب، وتهلكة في دنياه، أو نفسه، وأهله، وماله، وفي آخرته، من عقوبة وعذاب بما اقترفه بسبب الذنوب والآثام، والاستعاذة بما يوقعه في المعاصي والشرور أو في الشرك بنوعيه الأكبر والأصغر، ومن النفاق والسيئات وباطن الإثم وظاهره.
- قوله صلى الله عليه وسلم: (سوء القضاء): أي كل ما يسوء الإنسان ويحزنه، ويوقعه في المكروه من الأقضية المُقدَّرة عليه التي جرى بها قضاء الله وقدره الذي لا يسعنا إلا أن نؤمن -جازمين- بخيره وشره، حلوه ومره؛ حتى تغمرنا ألطافُ العناية الربانية بصرف ما يحزننا ويقلقنا ويعكر صفاء سعادتنا. وإن هذه الاستعاذة حين يتذوقها الداعي ويلِظُّ بها؛ فإنها تتضمّن لا محالة الحفظ في كل الأمور: عاجلها وآجلها، في الدين والدنيا، وعاقبة الأمور وخاتمتها، في المال والعقل والنسل والصحة والأمن، في النفس والأهل والولد، في الأسرة والقرابة والرحم والجيرة، والقبيلة والعشيرة، والمجتمع، والدولة، والأمة الإسلامية، بل والإنسانية طُرًّا. إن قول المؤمن في استعاذته من (سوء القضاء) لا يعني مطلقًا التملص من الرضا أو عدم التسليم بما رضي الله وقدر وقضى، بل نلظّ بيا ذا الجلال والإكرام، ونستمطر عفوه ورحمته بنا، وأن يصرف عنا ما لا نتحمله ولا طاقة لنا به وما فيه مرارة لا نتجرعها، أو شر لا نحتمله، برغم أنا نعتقد أن أقدار الله حكيمة تجري مع ألطافه بعباده؛ وهو سر هذا الدعاء؛ كان صلى الله عليه وسلم يقول: "لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ"(7). وهنا معنى لطيف في قوله: (والشر ليس إليك)؛ أي: لا يُتقرَّب به إليك، ولا يُضاف إليك على الانفراد، وهذا لرعاية الأدب، حتى وإن كان الشر من مخلوقات الله تعالى، فإنه لا ينسب إليه، أو لا يتقرب به إليه فاللهم لطفك بنا. على غرار قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) [الشعراء: 78- 79]. فنسب الخلق إليه والهداية والإطعام والسقيا لكن المرض لم ينسبه إلى الله وإنما نسب الشفاء؛ برغم أن الله خالق الداء والدواء، فلا يقال يا رب الخنازير وإن كان هو خلقها؛ وهو أدب مع الله في تعظيمه!
- قوله: (شماتة الأعداء): لأن المسلم يتحرى العافية مما تعوذ منه نبينا صلى الله عليه وسلم، ومنها (شماتة الأعداء) أي: فرحة الأعداء ببلاء يُصيب العبد، ونشوة ذوي الأيديولوجيات المناوئة بما يبتلينا الله به، وتفرجهم على كروبنا وهمومنا، ورقصاتهم على جراحنا، كل ذلك ينكأ القلب عندها، ويحزن، ويأسى، ويشتدّ ويعتصر ألما ودمًا؛ قد يفضي إلى عاقبة سيئة، واكتئاب ممقوت، أو عداوة محققة، أو تدبير فيه مفسدة! والدين جاء لجلب المصلحة ودفع المفسدة ورفع الحرج والبلاء والتيسير على الناس!
- واحرص أخي المسلم أن لا تكون من الشامتين أبدًا؛ فإنه ليس من شيم الصالحين، فكيف تشمت بأخيك في مسألة دينية أو دنيوية؛ وقد تبتلى بمرضه أو أشد إن شمت بمريض! وتبتلى بفقير أو أشد إن شمت بفقير، وتبتلى بذنوب ومعاصي إن شمت بمذنب أو عاص، وتجازى من جنس العمل؛ فتعود أن تسأل الله لك ولغيرك العفو والعافية في الدنيا والآخرة. وانتبه دائما إلى أن الشماتة من الأعداء تحزُّ الكبد وتدمي القلب؛ لذا قال بعض الحكماء: "كل المصائب قد تمر على الفتى، فتهون غير شماتة الأعداء". وتذكر أن الحبيب عليه الصلاة والسلام كان يقول: "اللهمَّ احفَظْني بالإسلام قائمًا، واحفَظْني بالإسلام قاعدًا، واحفظْني بالإسلام راقدًا، ولا تُشْمِتْ بي عدوًّا ولا حاسدًا، اللهمَّ إني أسألُك من كل خيرٍ خزائنُه بيدِك، وأعوذُ بك من كل شرٍّ خزائنُه بيدِك"(8).
- وفي الأخير لا بد أن يتحرّز العبدُ الفقير بالله جلّ جلالُه -وهو خيرٌ حافظًا- يسأله العفو والعافية والسلامة، وأن يقول: "اللَّهمَّ أَصْلِحْ لِي دِيني الَّذي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتي الَّتي فِيها مَعَادي، وَاجْعلِ الحيَاةَ زِيادَةً لِي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الموتَ راحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍ"(9).
- ويحسن أن يقول: "اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ، القَبْرِ اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا"(10).
- كما هو جميل أن يقول: "اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ العفوَ والعافيةَ، في الدُّنيا والآخرةِ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ العفوَ والعافيةَ، في دِيني و دُنيايَ، وأهلي ومالي، اللَّهمَّ استُرْ عَوراتي، وآمِنْ رَوعاتِي، اللَّهمَّ احفَظْني من بينِ يديَّ، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فَوقِي، وأعوذُ بعظمتِكَ أن أُغْتَالَ مِن تحتي"(11).
______________________
كتبه: د. أبو نوفل حسن يشو –لطف الله به وبكم-: قسم الفقه والأصول/ كلية الشريعة/ جامعة قطر
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدوحة/ قطر
______________
1- أخرجه البخاري برقم (6616)، ومسلم برقم (2707).
2- أخرجه البخاري برقم (6347)، ومسلم برقم (2707)، والنسائي برقم (5492)، وأحمد برقم (7355)، وابن حبان برقم (1016).
3- ومن الأقدار المقضية الثابتة قوله تعالى: (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) [الأعراف: 34].
4- أخرجه الترمذي برقم (3548) واللفظ له، والعقيلي في الضعفاء الكبير: 2/ 324، مختصرًا، والحاكم برقم (1833).
5- أخرجه البخاري برقم (1032)، وأبو داود برقم (5099)، وابن ماجه برقم (3889)، والنسائي برقم (1523)، وأحمد برقم (25570).
6- ونصه: "أنَّ رَجُلًا دَخَلَ يَومَ الجُمُعَةِ مِن بَابٍ كانَ وِجَاهَ المِنْبَرِ، ورَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَائِمًا، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ: هَلَكَتِ المَوَاشِي، وانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنَا، قالَ: فَرَفَعَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَيْهِ، فَقالَ: اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا قالَ أنَسُ: ولَا واللَّهِ ما نَرَى في السَّمَاءِ مِن سَحَابٍ، ولَا قَزَعَةً ولَا شيئًا وما بيْنَنَا وبيْنَ سَلْعٍ مِن بَيْتٍ، ولَا دَارٍ قالَ: فَطَلَعَتْ مِن ورَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ، فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ، انْتَشَرَتْ ثُمَّ أمْطَرَتْ، قالَ: واللَّهِ ما رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتًّا، ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِن ذلكَ البَابِ في الجُمُعَةِ المُقْبِلَةِ، ورَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ: هَلَكَتِ الأمْوَالُ وانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُمْسِكْهَا، قالَ: فَرَفَعَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، ولَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ علَى الآكَامِ والجِبَالِ والآجَامِ والظِّرَابِ والأوْدِيَةِ ومَنَابِتِ الشَّجَرِ قالَ: فَانْقَطَعَتْ، وخَرَجْنَا نَمْشِي في الشَّمْسِ قالَ شَرِيكٌ: فَسَأَلْتُ أنَسَ بنَ مَالِكٍ: أهو الرَّجُلُ الأوَّلُ؟ قالَ: لا أدْرِي" أخرجه البخاري برقم (1013).
7- أخرجه مسلم برقم (771).
8- أخرجه الطبراني في الدعاء برقم (1445)، والحاكم في المستدرك برقم (1924)، والبيهقي في الدعوات الكبير برقم (253)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (1540).
9- أخرجه مسلم برقم (2720)
10- أخرجه مسلم برقم (2722).
11- أخرجه أبو داود برقم (5074)، والنسائي برقم (5530)، وابن ماجه برقم (3871)، وأحمد برقم (4785).