أسباب الهداية وآثارها الطيبة في حياة الفرد والمجتمع
د. علي محمد الصلابي
إن مسألة هداية الله تعالى للعبد وإضلاله له هي قَلبُ أبواب القدر ومسائله، لأن أعظم نعمةٍ الهداية، وأعظم مصيبة هي مصيبة الضلال.
أسباب الهداية: كثيرة منها:
1 ـ المحافظة على الفطرة الإنسانية نقية صافية:
الفطرة الإنسانية مفطورة على الإقرار بالله وإفراده بالربوبية والألوهية، فالنفس بفطرتها إذا تُركت كانت مقرة لله بالألوهية محبة له، متعبدة، لا تشرك به شيئاً.
وأصل هذا العلم فطري ضروري وأشد رسوخاً في النفس من مبدأ العلم الرياضي، كقولنا: إن الواحد نصف الاثنين، ومبدأ العلم الطبيعي أن الجميع لا يكون في مكانين، لأن هذه المعارف قد تعرض عنها أكثر الفطر، أما العلم الإلهي فما يتصور أن تعرض عنه فطرة، فالإقرار بالله هو أرسخ المعارف، وأثبت العلوم، وأصلح الأصول، قال تعالى: "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَاتَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَاتَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ" (الروم : 30 ـ 31) وقال تعالى: "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ * وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"
(الأعراف : 172 ـ 174) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء حتى تكون أنتم تجدعونها"، "ثم يقول أبو هريرة: " فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَاتَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ"(الروم : 30).
وفي صحيح مسلم عن عياض بن عمار عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى أنه قال: "إني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً.وهذا صريح في أنه سبحانه خلقهم على الحنيفية وأن الشياطين اجتالتهم بعد ذلك.
وقد فطر الله عز وجل الإنسان أيضاً على معرفة الحق ومحبته له، وقد هداه ربه إلى أنواع من العلم، يمكنه أن يتوصل إلى سعادة الدنيا والآخرة، وجعل في فطرته محبة ذلك، فإذا نظر الإنسان فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم أو في حاله في آياته أو نحو ذلك من شؤونه يحصل له العلم والإقرار بالنبوة، ثم إذا قوي النظر في أحواله حصل له من اليقين الضروري الذي لا يمكن دفعه.
فلا شك أن الإيمان والاهتداء هو الأصل، وأن الكفر والضلال هو الطارئ الذي يطرأ على النفس لسبب من أسباب الضلال.
وقد أشارت الآيات والأحاديث التي أوردتها إلى بعض هذه الأسباب، فأشارت الآية الأولى أن الذي يصرف الفطرة عن الإيمان هو عدم العلم، فأشارت الآية الثانية إلى الغفلة والتقليد، وأنهما يصرفان الفطرة عن الإيمان بالله ورسوله بعدما أقام عليه الحجة بالفطرة والرسالة " أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ" (الأعراف : 172 ـ 173) .
وأشار الحديث الأول إلى أثر التربية والعادة، وأن من لا يستخدم عقله ويهتدي بالدين الحق الذي يرشده إليه العقل والعلم، بل يطيع والديه، وإن أمراه بالضلال. وأشار الحديث الثاني إلى أثر الشياطين في تزيين الباطل في نفوس الناس وإضلالهم بذلك.
إن أول أسباب الهداية، هو إبقاء هذه الفطرة نقية صافية تتلقى وحي الله وتستجيب له.
2ـ استعمال السمع والبصر والعقل:
إن الله عز وجل وهب الإنسان هذه النعم وأمتن عليه بها، وذلك لما لها من غايات سامية، منها النظر والتفكر في آيات الله المرئية، والاستماع والتدبر في آيات الله المسموعة. وقال تعالى: "وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (النحل : 78)
وقد جعل الله الإنسان مسؤولاً عن استعمال هذه الملكات والمواهب وعن حسن توجيهه لها إلى ما خلقت له، قال تعالى: "وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً" (الإسراء : 36) .
وقد مضت سنة الله أن الإنسان إذا أحسن استخدام مواهبه من حواس ومشاعر ومدارك، ووجهها إلى إدراك دلائل الهدى في الكون والنفس، وما يجيء به الرسل من آيات وبينات، فإنه يؤمن ويهتدي بهذا الإيمان إلى طريق الخلاص.
وبين سبحانه وتعالى في آيات كثيرة أن الذين ينتفعون بالنظر في هذا الكون ومظاهره هم الذين يمعنون النظر والتفكير والتدبر بعقولهم، قال تعالى: "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا
وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" (البقرة : 164) . وقال تعالى: "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"(آل عمران : 190 ـ 191) .
إن الله عز وجل وهب الإنسان من القوة والملكات ما جعله طريقاً إلى هدايته إذا أحسن استخدامه، فاستعمال السمع والبصر والفؤاد في النظر في آيات الله، والتفكر في دلالاتها من أول سبل الهداية إلى معرفة الله وصفاته، وإلى الإيمان بصدق رسله، وإلى مزيد من ذلك الهدى بعد الإيمان.
3ـ العلم:
ومن أسباب الهداية حسب سنته سبحانه وتعالى في الهداية والضلال: العلم، وقد كانت أول آية نزلت في القرآن الكريم في الدعوة إليه " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" (العلق : 1) . وتوالت آيات القرآن الكريم بما يضيق المجال عن حصره في الدعوة إليه بيان فضل العلماء. قال تعالى: " وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا" (طه : 114) .وقال تعالى: " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ" (المجادلة : 11).
وقال تعالى: " قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَايَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ" (الزمر: 9) . وقال تعالى: " فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ" (محمد : 19) ، فأمر بالعمل بعد العلم
وقد جاء القرآن الكريم يكشف لنا بوضوح عن تلك العلاقة الوثيقة بين العلم والهداية في آيات كثيرة، وذلك بحديثه عن العلماء واستعدادهم بما لهم من علم لخشية الله وحسن النظر في آياته والاعتبار بها وإدراك ما فصله الله منزلاً على رسوله وشهود وحدانيته سبحانه وتعالى.
قال الله عز وجل مبيناً أن العلماء هم الذين ينتفعون بالآيات المبثوثة في الكون، وهم الذين يستشعرون عظمة الله وقدرته، فيخشونه فيهديهم الله، قال تعالى: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ" (فاطر : 27 ـ 28) ، فالذين يستفيدون من اختلاف ألوان الثمار والجبال والناس هم العلماء، وهم الذين يخشونه حق خشيته، لأنهم العارفون به وبصفاته جل جلاله، وكلما كانت المعرفة للعظيم القدير الموصوف بصفات الكمال، المنعوت بالأسماء الحسنى، كلما كانت المعرفة به أتم، والعلم به أكمل، كانت هدايتهم كذلك أتم وأكمل.
وقال تعالى: " هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" (يونس : 5) .
والعلماء هم أكثر استفادة وإدراكاً واتعاظاً واعتباراً، بالأمثال التي يضربها الله عز وجل في كتابه العزيز، ولأن امتلاكهم الأداء التي يعرفون بها عظمة وصدق هذه الأمثال، قال تعالى: " وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ" (العنكبوت : 43)
الذين يعقلون عن الله عز وجل وأما مغلقي القلوب فيتخذونها مادة للسخرية والتهكم.
كما أنهم الأكثر استفادة من تبيين الآيات القرآنية وتوضيحها وتفصيلها وغير العالم يستوي عنده الإجمال والتفصيل، لأنه يملك لا الأداة التي يميز بها بين ذينك الأمرين قال تعالى: "قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" (الأعراف : 32) .وقال تعالى: " فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" (التوبة : 11) .وقال تعالى:" وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" (الأنعام، الآية: 97) .
كما أن العلماء هم أكثر تأثراً بكلام الله سبحانه وتعالى وأسرع استجابة له وأعظم خشوعاً وإخباتاً لعظمته، وجلاله، وأعظم إدراكاً لمحكمه ومتشابهه مما يجعلهم أكثر تسليماً وإذعاناً لما يتضمنه من عقائد وأحكام. قال تعالى:" قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَتُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا" (الإسراء: 107ـ 109) . وقال تعالى:" هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَاتَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَايَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ" (آل عمران: 7) .
وإن العلماء هم الذين يعرفون قدر كلام الله وعظمته وإعجازه، وإن هذا الكلام لا يمكن أن يصدر عن بشر فيدفعهم ذلك إلى الإيمان والتسليم والإذعان والاستفادة مما حوى من هدى وبيان. قال تعالى:"وَمَاكُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ * بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ" (العنكبوت: 48، 49) . والعلماء هم الأبعد عن إلقاءات الشيطان ونزغاته، ووسوسته وذلك لعلمهم بمداخله وأحابيله، فلا تزيدهم وسوسته إلا إيماناً ويقيناً وتسليماً بخلاف الجهلة الذين ينقادون لوسوسته وهم يحسبون أنهم يحسنون. قال تعالى:" لِيَجْعَلَ مَايُلْقِيالشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" (الحج: 53 ـ 54) . وقال تعالى:" شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" (آل عمران: 18)
ولا تدل هذه الآية الكريمة على مجرد تشريف الله سبحانه لأهل العلم حيث جمع شهادته بالتوحيد إلى شهادة ملائكته وشهادتهم بذلك، ولكنها تدل كذلك على أن علمهم هو الذي يؤهلهم إلى شهود وحدانية الله عز وجل وإنفراده بالملك والتدبير، فالعلم من أول أسباب الهداية إلى معرفة طريق الله، والاستزادة منه سبيل إلى المزيد من هداه.
يوجد أسباب أخرى للهداية نُعدد بعضها:
1. الدعاء
2. الاعتصام بالله
3. الاتباع والطاعة
4. الإنابة إلى الله
5. الجهاد، وله أنواع: الجهاد في سبيل الله (القتال)، وجهاد النفس، وجهاد الشيطان.
المصادر والمراجع:
• ابن الجوزي، زاد المسير، (6/ 273).
• ابن القيم، شفاء العليل، ص117.
• ابن تيمية، مجموع الفتاوى، (8/ 205).
• د. شريف الشيخ صالح، السنن الإلهية (1/230،229،228،209)
• د. علي محمد الصَّلابي، الإيمان بالقدر، ص 105-110.
• سيد قطب، في ظلال القرآن، (2/ 1821).
• شرح العقيدة الطحاوية ص 272، 273.
• محمد بن إسماعيل البخاري، الجامع الصحيح، فتح الباري (8/ 512).
• محمد قطب، منهج التربية الإسلامية، (1/ 77).
• مسلم ابن الحجاج، صحيح مسلم، (4/ 2047).