البحث

التفاصيل

هل وباء فيروس كورونا قضاء الهي أم هو عمل تخريبي خرج عن السيطرة؟!

الرابط المختصر :

هل وباء فيروس كورونا قضاء الهي أم هو عمل تخريبي خرج عن السيطرة؟!
د. زغلول النجار (عضو الاتحاد)

أجمع الذين درسوا هذا الوباء على الجمع بين السببين، فهو غضب من الله تعالى على أهل زماننا الذي كثرت فيه المؤامرات والمظالم والفساد، وعمَّت الفواحش والمنكرات دون أي تغير أو تنَكُّر!! فابتلاهم الله تعالى بهذا الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة، والذي انتشر في الأرض انتشار النار في الهشيم، فأصاب أكثر من مليوني فرد في أقل من أربعة شهور، وقضى على أكثر من مائة وثلاثون ألف انسان، وأوقف عجلة الإنتاج، وكاد أن يصيب اقتصاد العالم بالدمار مع ما جلب من القحط والجدب والفقر وضيق المعيشة، وخوف الناس وفزعهم، واحتجازهم في بيوتهم أو في الحجر الصحي.

فغالبية أهل الأرض اليوم إما يقع في زمرة الملاحدة الرافضين للدين، أو زمرة المشركين الضالين التائهين، مع وجود أقلية مضطهدة من المسلمين، وقد سُئل رسول الله ﷺ: "أنهلك وفينا الصالحون؟ قال نعم إذا كَثُر الخَبث" (رواه الشيخان)، وقد كثُر الخبث في زماننا الراهن بصورة لم يسبق لها مثيل في التاريخ!!!
والمقصود بالخبث هو الفسوق والفجور، والمجاهرة بالمعاصي في غير حياء ولا خجل، وكثرة المظالم والقهر والإذلال، والابتزاز و الاستغلال لأشراف العباد، وساد حُثالات الناس وأسافِلهم، ومد الله تعالى لهم الاجال ليتوبوا.. دون صحوة!! ففاجأهم بأبسط جنده الذي أوقف حركة أهل الأرض جميعا في زمن لا يكاد أن يدرك، فيرتبك جميع المتجبرين المتعالين على الخلق قبل الضعفاء المستغلين، وذلك في أكبر الدول استعلاء في الأرض وافسادا!!

أما في ديار المسلمين، فقد انبهرت الغالبية الساحقة منهم بالتقدم المادي للغرب فشايعوه، ونسوا تراجعه الديني والأخلاقي والسلوكي فقلدوه، وجعلوا من أنفسهم جنودا له في محاربة كل صحوة إسلامية راشدة، حتى ملأوا السجون والمعتقلات بمئات الآلاف من صفوة أبنائهم وبناتهم وشيوخهم وعلمائهم حتى خَرِبت ديارهم، وجاء غضب الله بحرمانهم من الحرمين الشريفين في مكة والمدينة، ومن صلوات الجمعة والجماعة، ومن سماع الاذان والاقامة...!!

ويتعاظم غضب الله تعالى من الموقف المتخاذل لغالبية الحكومات في العالمين العربي والإسلامي من صفقة القرن القاضية بتسليم القدس الشريف والمسجد الأقصى للصهاينة المعتدين، تمهيدا لتسليم كافة الأراضي الفلسطينية.

والصمت المطبق على ظلم المسلمين في كل مكان من الأرض، خاصة في كل من الصين، والهند، وبورما، وفي غالبية الدول العربية والمسلمة لِما يغضب ربنا ويستوجب نزول عقابه، وصدق الله القائل: *فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* (الأنعام: 43).


: الأوسمة



التالي
التشريع الإسلامي لحفظ جهاز المناعة الإنساني
السابق
الاتحاد يدعو جميع المسلمين الى الاستعداد الروحي والبدني لصيام الشهر الفضيل وتحقيق مقاصده

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع