الرابط المختصر :
الصحة والفراغ
أ. د. علي القره داغي - الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
حكمة اليوم
قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس؛ الصحة والفراغ)، رواه البخاري 6312.
الحديث يدل بوضوح على ضرورة الشكر على نعمة الصحة باستثمارها في العبادة، وخدمة العباد والبلاد، والاستفادة منها قبل المرض والعجز.
والفراغ أيضا نعمة عظمى يجب أن يملأ بالشكر، وأن يعمر الوقت بما يقرب الله تعالى من الأعمال النافعة للشخص نفسه، ولأسرته، ولأمته، وللناس أجمعين، فقد قال تعالى: (فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب) (الشرح – الآية 7)، أي إذا فرغت من عمل فأبدأ بعمل آخر نافع دون توقف لحركة الحياة، ولتكن عندك خطة منظمة مرتبة لتشغيل الوقت.
قال ابن عقيل: (إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة، ومناظرة، وبصري عن مطالعة أعملت فكري في حال راحتي، وأنا مُنطرح فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أكتبه). ولذلك نفع الأمة بمؤلفاته العظام.
قال الحسن البصري: (لقد أدركتُ أقواماً كانوا أشدّ حرصاً على أوقاتهم من حرصكم على دراهمكم ودنانيركم).
إذاً فلنكن حريصين على ملء فراغنا بالعمل الصالح والذكر الصالح والفكر الصالح والإبداع النافع.