الرابط المختصر :
.jpg)
ما حكم الصلاة خلف الإمام عبر أجهزة التلفزة والإذاعة والشاشات علمًا أن المساجد مغلقة بسبب وباء (كورونا/كوفيد19) ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد: فإن صلاة الجماعة أجرها عظيم وفضلها كبير، وهي واجبة على الصحيح من أقوال أهل العلم، فقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الحفاظ عليها، بل همّ أن يحرق بيوت من يتخلف عنها، وفي القرآن ورد الأمر بالصلاة بصيغة الجماعة إلا في بضع مواضع، قال تعالى: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين)، فلا ينبغي التخلف عنها إلا لعذر شرعي، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سمع النداء فلم يجبه فلا صلاة له إلا من عذر) قالوا يارسول الله وما العذر؟ قال: (خوف أو مرض) رواه ابن ماجه.
فإذا قام عذر سقط التكليف بالجماعة سواء في ذلك الجمعة وغيرها، لأن التكليف بما لا يطاق غير واقع شرعاً.
وأما الصلاة خلف وسائل التواصل كالتلفاز ونحوه فلا تصح ولا تجوز فرضًا ولا نفلا، لأن الصلاة هيأة شرعية مخصوصة توقيفية، لا مجال فيها للاجتهاد، لقوله صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي). ولأن الصلاة خلف المذياع ونحوه لا تتحقق بها الجماعة لبعد الإمام عن المؤتمين وانفصالهم عنه. لأن في أحاديث الإمامة دلالة واضحة على الاجتماع في مكان واحد، فدنو المأموم من الخطيب يوم الجمعة، والبقاء معه حتى ينصرف من التراويح، لا يتحقق منه شيء في الصلاة خلف التلفاز.
ثم إن في ذلك تكلف واضح لا داعي إليه، وابتداع لهيأة جديدة غير جائزة، وقد يتخذ الناس ذلك ذريعة لهجر المساجد بعد زوال الوباء.
وعليه فيجب التقيد في كل العبادات بما صح وثبت شرعًا دون الالتفات إلى غير ذلك. وهذا قول علماء العصر وبه أفتت المجامع الفقهية والهيئات العلمية. والله تعالى أعلم.
جاسم بن محمد الجابر
رئيس لجنة البحوث والفتوى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين-فرع قطر.