البحث

التفاصيل

رمضان شعيرة لها شروطها وليس وصفة سحرية خادعة

الرابط المختصر :

رمضان شعيرة لها شروطها وليس وصفة سحرية خادعة

د. علي القره داغي

ينبري العلمانيون في توهين المسلمين بالاستمساك بعباداتهم ويتطاول البعض فيقول ما فائدة المساجد والصيام ولماذا يصوم المسلمون ولا يحقق وعد الله لهم؟

لو كان هذا السؤال تعلماً لما ضقنا ذرعاً به ولكنهم يطرحونه تشكيكاً.

وجوابنا:

 العبادات تعمل في حاضنة متكاملة تتمثل في الوعي وفي الإرادة.

إن أرقى أنواع القوانين لا تلزم أحداً ما لم تكن هناك قوة رادعة تمنع تجاوز القوانين وإرادة مجتمعية تتمثل تلك القوانين.

ومع تخلي الكثير من البلاد العربية والإسلامية عن الانتفاع بالدين وفق منظومة متحررة ليست مملوكة للسلطة فإن جهل المسلمين بتعاليم ومضامين شريعتهم يزداد وتحول رمضان من البركة إلى الكلالة وانعدام الحركة...

كل ذلك بسبب التجهيل والإحباط والدولة البوليسية التي تحول بين المرء ودينه...

مازلت أصر على:

1- ضرورة احترام الحريات العامة.

2- اعتماد حرية التفكير في مواجهة التكفير.

3- الدين يعمل في أجواء الحريات لا القمع.

4-   امتهان الناس وعبادتهم أول محرضات التطرف.

5- مقاومة التطرف تكون في المزيد من منح المسلمين مساحات رحبة لفهم دينهم.

6- رمضان شهر من برنامج سنوي متكامل وهو يعني استعادة التحكم بالذات وكف استبداد الشهوات بالإنسان وتحرير الإرادة من أي خوف أو قلق...

رمضان بناء يسبقه تجهيزات وتدريبات والتزامات فردية ومجتمعية...

وكان الصحابة يتجهزون قبل رمضان لاستقبال رمضان بأشهر ستة توبة وصلاحاً وإصلاحاً وعبادة.

لم يكونوا يرون أن رمضان وصفة سحرية!

بل هو جزء من مشروع متواصل في بناء الذات المسلمة والمجتمع المدني..

صلوات خمسة في اليوم والتزام بورد قرآني وإحسان إلى الخلق وارتقاء وإنابة.. حتى إذا جاء رمضان كانوا قد تأهلوا لخوض معانيه التي أجملها الإمام الشعراني في كتابه الفتح المبين في جملة من أسرار الدين (أسرار أركان الإسلام).

"الصوم: للتحرر من رِق الأكوان والأجساد والشهوات"

فرض الله تعالى الصوم على عباده كسراً للشهوات وقطعا لأسباب الاسترقاق والتعبد للأشياء، فإنهم لو داموا على أغراضهم لاسترقتهم الأشياء واستعبدتهم، وقطعتهم عن ربهم كل القطع.

الصوم يقطع أسباب التعبد لغير الله، ويورث الحرية من الرق للشهوات والمشتهيات؛ لأن المراد من الإنسان أن يكون مالكا للأشياء وخليفة فيها، لا تكون مالكه له؛ لأنه خليفة الله في ملكه، فإذا استغرق في أغراضه وملكته فقد قلب الحكمة، وصير الفاعل مفعولا، والأعلى أسفل كما قال تعالى (قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَٰهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ الأعراف) الأعراف 140.

والهوى إله، به استعبدت الأشياء الخلق، فالصوم يورث قطع أسباب التعبد لغير الله تعالى..

رمضان كريم على من كان كريما في تربية نفسه وعيشه في القيم لا في الصور...

متى سيتوقف بعض العلمانيين عن التذاكي والتفاصح فيما لا يجيدونه...


: الأوسمة



التالي
المركز الإسلامي في موريشيوس.. دور فاعل بمواجهة "كورونا"
السابق
قيام النهار

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع