البحث

التفاصيل

المُضاعَفة أجرا

الرابط المختصر :

المُضاعَفة أجرا

الشيخ بشير بن حسن (عضو الاتحاد)

 

إنّها التي يتَحوّل البيت بها إلى سكن وسكينة.. وأُنس وأمان وطمأنينة..

 

إنها التي لولاها لأظلم بدونها المنزل فكان أشبه بالمقابر.. ولأوحش بغيابها الليل والنهار.. وحزنت القلوب والضمائر..

 

إنها ربّة الدّار، ومصباح دجاه، وعطر عبيره وشذاه..

 

إنها التي تتعب ليستريح الجميع، وتسهر لتنام العيون ، وتكدح لتشبع البطون ...

نهارها منذ الإشراق ، ترتيب وكنس وغسيل ، وكيٌّ وتنظيم وتجميل ...

عهدتها في رمضان خاصة، بالمطبخ منذ عصر اليوم أو يزيد، فهي بين طهيٍ وتصنيف وتسديد...

تلبيّ الرغبات ، و تحققّ الشهوات، و تدخل على القلوب الفرحات...

تراها قائمة على القدور بلا ملل ، وبين أنواع المطعومات بلا كَلل ، لسان حالها: لا بدّ أن أوفّق في ما أصنعه بلا نقص ولا خلل...

مائدتها أشبه بموائد الملوك ، متعددة الألوان ، متنوعة الأفنان، قد هيّئت بكلّ عناية وإتقان....

تراها ترقب عيون الآكلين ، انتظارا لثناء جميل ، وتعبيرا عن الإعجاب ولو بالقليل ، ورضا بالمذاق ليروى الغليل...

 

تلك هي الأم، تلك هي الزوجة، تلك هي الأخت ، تلك هي البنت ، تلك هي المرأة ...

خير متاع الدنيا بلا منازع، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة).

 

فللّه درّها، كم تحمل عناّ من هموم؟، وكم نحن عيال عليها؟ وكم نحن في حاجة إليها؟

ولو زدت في الكلمات ما وفّيتها  حقها، ولا أدّيت بعض فضلها، ويكفيها قول الصادق المصدوق ، عليه الصلاة والسلام حين سئل عن أحب الأعمال إلى الله؟ فقال: سرور تدخله على مسلم!!

فكم من سرور تدخله المرأة على القلوب يوميا؟

 

يكفيها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

كما في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: {كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر فمنا الصائم، ومنا المفطر قال: فنزلنا منزلا في يوم حار، وأكثرنا ظلا: صاحب الكساء. ومنا من يتقي الشمس بيده. قال: فسقط الصوام، وقام المفطرون فضربوا الأبنية. وسقوا الركاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذهب المفطرون اليوم بالأجر!!

نعم إنها خدمة الصائمين وإفطارهم يتضاعف بها الأجر، ويعظم بها الثواب، ويزداد بها الفضل، (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم).

 

إن خدمة المرأة لبيتها ولأهلها عبادة جليلة وأي عبادة؟ تغنيها عن كثير من نوافل الصلوات والصدقات.

 فكم من امرأة كثيرة النوافل مُهملة للزوج والعيال؟ قد اختلّ عندها فقه الأولويات، وهي تحسب أنها تحسن صُنعا...

وكم من قليلة النوافل ، خدومة لزوجها  وعيالها ، قد أدركت العالي من الدرجات، و حازت العظيم من الحسنات!

فاعترفوا أيها الرجال بفضلهن، فإنه لا يدرك فضلَ أهل الفضل إلا ذَووه ، عملا بقول الله تعالى: (ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما  تعملون بصير).

وبقوله عليه الصلاة والسلام: (ما أكرمهنّ إلا كريم)...

 

هذا وإن الخطأ وارد ، والنقص طبيعة، والهفوة سجيّة، ومن ذا الذي خلا من عيب من بني آدم بعد الرُّسل؟

لكن شأن المؤمن ، اعتبار حسناتها دون التركيز على سيئاتها ، والنظر في إيجابياتها دون الاهتمام بسلبياتها ، دأبه في ذلك قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك أي لا يبغض مؤمن مؤمنة إذا كره منها خلقا رضي منها آخر) رواه البخاري.

كما أن التغافل من شيم الكرام ، كما قال الأول.

أي التغافل عن لحظ كل زلة! وتتبع كل خطأ! واستقصاء كل سقطة!

اللهم بارك في كل أمّ ، وأسعد كلّ زوجة ، وأفرح  كل بنت ، و وفق كل أخت ، إنك مجيب السائلين.

 


: الأوسمة



التالي
قادة فلسطينيون يحذرون من خطورة "الضم" ويدعون إلى مقاومة شاملة بالضفة
السابق
فتوى: إفطار الشيخ الكبير

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع