البحث

التفاصيل

من فقه الصيام " الصوم والتوبة"

الرابط المختصر :

من فقه الصيام " الصوم والتوبة"

الشيخ الدكتور عكرمة سعيد صبري

 

من بركات شهر رمضان المبارك ومن مميزاته أن تُفتح لنا خزائن الفضل والرحمة والإحسان وان تُقبل لنا ليالي الجود والعفو والغفران، إنها حقاً فرصة ذهبية للمسلم فلا يضيعها ولا يفرط بها لقول رسولنا الكريم الأكرم محمد -صلى الله عليه وسلم-: "إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة وغُلّقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين" وفي رواية "صفدت الشياطين" والمعنى واحد-متفق عليه عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه. والحكمة من ذلك حتى يكون الناس متحفّزين للإقبال على الله -سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم- بعباده وان يكونوا متهيئين للتوبة النصوح الخالصة له الغفور الحليم...فإن باب التوبة مفتوح على مصراعيه ينتظر التائبين العابدين المستغفرين فمن رحمة الله رب العالمين على عباده أن فتح باب التوبة، فهل من تائب ليتوب الله عليه -في هذا الشهر الفضيل...شهر الصيام الذي (أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار) هذا جزء من حديث نبوي شريف مطول، وذلك حينما خطب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في الناس في آخر يوم من شعبان- أخرجه البيهقي في كتابه (السنن الكبرى) وابن خزيمة في كتابه (صحيح ابن خزيمة) والمتقي الهندي في كتابه (كنز العمال) والخطيب التبريزي في كتابه (مشكاة المصابيح) والحافظ المنذري في كتابه (الترغيب والترهيب) عن الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه. وقد ضعف الألباني هذا الحديث. هذا ومن نعم الله -سبحانه وتعالى- على الانسان أن قد فتح للمسلم باب التوبة في جميع الأيام -وبخاصة في شهر رمضان المبارك- بحيث تكون توبة المسلم توبةً نصوحاً أي توبة صادقة ثابتة لقوله سبحانه وتعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ" سورة التحريم- الآية 8. وان القرآن الكريم تناول موضوع التوبة في أكثر من ثمانين موضعاً بالإضافة الى مئات الآيات الكريمة التي تتناول موضوع رحمة الله ومغفرته وذلك رحمةً بعباده ومحبةً لهم.

وللتوبة النصوح عدة شروط لابد من توافرها مجتمعة حتى تُعدّ توبةً نصوحاً، وهذه الشروط هي:

  1. الإقلاع عن المعاصي أي الابتعاد عنها وتركها.
  2. الندم على فعل المعاصي أي الندم على ارتكاب المعاصي التي سبق أن قام بها.
  3. عدم العودة الى مثلها بعزيمة وتصميم وثبات.
  4. إعادة الحقوق الى أصحابها وذلك إذا كانت المعاصي تتعلق بحق من حقوق الآخرين كالسرقة أو الاعتداء على الآخرين أو على أراضيهم وممتلكاتهم أو الإساءة إليهم باليد أو باللسان.

لذا يتوجب على المذنبين العصاة أن يسارعوا الى التوبة النصوح دون تسويف ولا تأجيل حتى لا يدركهم الموت فجأةً ولات ساعة مندم. فنحن ننعم في شهر رمضان المبارك وأبواب التوبة مشرّعة لاستثماره.

فهنيئاً للصائمين التائبين العابدين المستغفرين.

والحمد لله رب العالمين.

 


: الأوسمة



التالي
الأبعاد التربوية لصلاة التراويح في البيوت
السابق
وفاة المفكر الإسلامي التركي عمر دونجل أوغلو بفيروس كورونا (فيديو)

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع