مفاهيم قرآنية " مفهوم التبين في القرآن الكريم"
د. علي الصلابي:
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله تبين قيمة قرآنية جاءت في قول الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" وبالتالي التبين كقيمة قرآنية وممارسة نبوية حافظة للمجتمع من الفتن الداخلية، كما أن هذه القيمة لها علاقة بالإيمان، فكلما ازداد الايمان في قلب العبد كلما حرص على أن يتقي الله في عباده، وأن يتقي الله في أقواله وفي أفعاله وبالتالي، التبين تعتبر من القيم القرآنية العظيمة والله تعالى يقول" ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً" التبين دليل على مراعاة أمانة العلم وأمانة العقل وأمانة القلب وأمانة الجوارح والتبين يعني يحفظ المجتمعات والأسر من المشاكل الداخلية.
د. قوقماز: أستاذ نجار نحن في برنامج مفاهيم قرآنية في هذه الحلقة سوف نناقش مفهوم التبين، مفهوم التبين كمنهج كيف نستفيد من هذا المفهوم القرآني؟
د. عبد المجيد النجار:
نعم لمّا نقرأ القرآن الكريم نجد أن من القيم القرآنية ومن المفاهيم القرآنية مفهوم التبين، والتبين هو مفهوم يجمع بين منهجية معرفية علمية، ومنهجية أخلاقية أيضًا ومعناه القريب نأخذه من القرآن الكريم في قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا" التبين هو استعمال العقل لفحص ما يلقى عن الانسان وما يقع عليه عقل الإنسان من أفكار من أخبار من مادة معرفية في مفهومها الشامل ليفحصها ويقارن بينها، وليعرف الحق منها فلا يخطئ في إقرار ما هو خاتم وهذا هو معنى التبين.
التبين واجب معرفي، لأنه اذا لم ننتهج منهج التبين فإننا قد نقع في الخطأ، اذا وقعت عقولنا على أفعال معينة أو أخبار ثم على عواهنها أخذنا بعضًا منها دون فحص أو نقض أو مقارنة وبالتالي دون تبين فإننا كثيرًا جدًا ما نقع في الخطأ لأن نختار هذه الفكرة عن هذه الفكرة أو هذا الخبر نصدقه وهو خاطئ وباطل، إذن فهي منهجية علمية أو منهجية معرفية، كذلك التبين هو قيمة أخلاقية، لأنه حينما تلقى إليك أخبار من هنا وهناك، وقد تكون هذه الأخبار متعلقة بك من حيث ما قيل فيك مثلًا أو من بعض الوشايات أو من بعض الاشاعات وانت تأخذ بها دون تبين فأنت تكون قد سقطت سقطة أخلاقية لأنه من الواجب عليك أن تبحث وأن تتفحص هذه الإشاعات وهذه الأخبار لتتبين الصحيح منها من غير الصحيح، والتبين حقيقة هو مدخل مهم جدًا من مداخل التآلف بين الناس، كثيراً جدًا وهذا ما نجربه حتى في حياتنا العملية لا نأخذ موقفًا سلبيًا من شخص ما أو مجموعة ما أو عن حزب ما بناء على ما قيل لنا عن هذا الشخص أو عن هذه المجموعة أو بناء على ما قاله هو في ظروف معينة وفي أحوال معينة، ولكن حينما ننتهج منهجية التبين ونتفحص هذا الذي قيل عنه أو قاله هذا الشخص عن المجموعة خاصة حينما نتوجه لعين المكان لنستنطق هذا الشخص وهذه المجموعة وأن نستخرج منه آراءه الحقيقة فكثيرًا ما نجد أننا مخطئين، ولهذا المنهج القرآني ينبغي أن نعمل به وأن نحييه بين الناس.
التبين واجب معرفي، لأنه اذا لم ننتهج منهج التبين فإننا قد نقع في الخطأ، اذا وقعت عقولنا على أفعال معينة أو أخبار ثم على عواهنها أخذنا بعضًا منها دون فحص أو نقض أو مقارنة وبالتالي دون تبين فإننا كثيرًا جدًا ما نقع في الخطأ لأن نختار هذه الفكرة عن هذه الفكرة أو هذا الخبر نصدقه وهو خاطئ وباطل، إذن فهي منهجية علمية أو منهجية معرفية، كذلك التبين هو قيمة أخلاقية، لأنه حينما تلقى إليك أخبار من هنا وهناك، وقد تكون هذه الأخبار متعلقة بك من حيث ما قيل فيك مثلًا أو من بعض الوشايات أو من بعض الاشاعات وانت تأخذ بها دون تبين فأنت تكون قد سقطت سقطة أخلاقية لأنه من الواجب عليك أن تبحث وأن تتفحص هذه الإشاعات وهذه الأخبار لتتبين الصحيح منها من غير الصحيح، والتبين حقيقة هو مدخل مهم جدًا من مداخل التآلف بين الناس، كثيراً جدًا وهذا ما نجربه حتى في حياتنا العملية لا نأخذ موقفًا سلبيًا من شخص ما أو مجموعة ما أو عن حزب ما بناء على ما قيل لنا عن هذا الشخص أو عن هذه المجموعة أو بناء على ما قاله هو في ظروف معينة وفي أحوال معينة، ولكن حينما ننتهج منهجية التبين ونتفحص هذا الذي قيل عنه أو قاله هذا الشخص عن المجموعة خاصة حينما نتوجه لعين المكان لنستنطق هذا الشخص وهذه المجموعة وأن نستخرج منه آراءه الحقيقة فكثيرًا ما نجد أننا مخطئين، ولهذا المنهج القرآني ينبغي أن نعمل به وأن نحييه بين الناس.
د. قوقماز: أ. علي قره داغي ما هو الآثار الاجتماعية والتربوية لمفهوم التبين؟
الآثار التربوية كبيرة جدًا ولذلك أولى له القرآن الكريم أيضا إضافة للتحذير بين خطورة عدم التبين قال" يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" اذا لم نتبين قد يترتب على ذلك كما بين في سبب نزول هذه الآية آثار خطيرة ممكن حروب مدمرة لذلك حقيقة هذا التبين هو منهج كما قال د. عبد المجيد، التبين منهج أساسي في التربية، المفروض أن نربي الأولاد على هذا المنهج من الصغر من الروضة داخل البيت وفي كل الأمور، لا سيما الآن الآثار السلبية خاصة مع تطور الجانب الإعلامي وما يسمى سوشيال ميديا اليوم وتطور عملية الدبلجة والتزوير والتزييف اليوم حقيقة هناك عمليات تزييف كبيرة ممكن الشخص يتحدث وهو ليس بمتحدث ولذلك يجب أن نتثبت، وهذا التثبت في نظري هو فريضة شرعية اليوم وضرورة عقلية وضرورة واقعية أن نتثبت ولا سيما في ظل هذه الأمور، وأنا اعتقد أن وسائل الاعلام تقع عليها مسؤولية كبيرة جدًا وأن من يستعمل هذه الوسائل الحديثة من السوشيال ميديا يجب عليهم أن يتثبتوا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حدثنا عن ذلك وقال" إن من الكذب أن يحدث المرء بكل ما سمع" حتى ولو كان ثابتًا، فالله سبحانه وتعالى أعطا لنا عقل وأعطا لن فكر وأعطا لنا تحليل وأعطا لنا قوة لما يأتيني أي خبر أول مصدر، ولذلك نحن في علمنا حقيقة في ثقافتنا الإسلامية، بل في علومنا الإسلامية هناك علم من أعظم العلوم، حتى قال المستشرقون: فليفتخر المسلمون بعلوم حديثهم، لماذا؟ قضية التثبت.
هذا الشخص هل هو صادق أم كاذب، درجاته حتى، ثم بعد ذلك نوعية المحتوى نقد المتن نقد السند ونقد المتن، فنحن محتاجين حقيقة في قضية التبين النظر إلى من يروي ومن يرى ومن كذا وبعد ذلك السند المتن نفسه هل هو مناسب أو غير مناسب هل يضر أو لا يضر ما الذي يترتب عليه، الرسول صلى الله عليه وسلم يقول" إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم" فلذلك يجب علينا أن نكون حذرين جدًا في نقل المعلومات وأن نجعل هذا منهجًا ثابتًا من كل الجوانب سندًا ومتنًا وأيضاً ما يترتب عليه من آثار ما يسمى بالتحليل السياسي والتحليل الاقتصادي لهذه الأفكار أو هذه المعلومات التي ترد الينا.
قوقماز: شكرًا أستاذ، أستاذ قورماز نحن في عصر الاتصالات ونحن في عصر الاشاعات في نفس الوقت، كيف نستفيد من مفهوم القرآني التبين حتى لا نقع في أخطاء بحق إخواننا أو بحق الاخرين يعني، كيف نستفيد من هذا المعنى القرآني؟
د, محمد قورماز:
أستاذ عمر في الحقيقة بعد الثورات المواصلات والاتصالات نحن كبشر كأسرة إنسانية جمعاء أكثر حاجة للمفهوم القرآني التبين وبالآن أسهل شيء في العالم الوصول الى المعرفة، يعني الوصول الى الخبر الى المعلومة تحول إلى أسهل شيء، بالضغط إلى جواب فقط هذا يكفي يعني، لكن في هذا الطريق ظهر فوضى إخبارية، فوضى علمية، فوضى الفتوى، وحتى علوم المعارف الدينية حتى في الانترنت على مواقع الانترنت لا يوجد لها أصول الناس لا يفرقون بين الحابل والنابل، وهذا أدى لظهور مشكلة عالمية كبرى، والله سبحانه وتعالى يقول في آية أخرى" لا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا" هذا يكمل المفهوم التبين هذه الآية أيضاً يعني، الآن لا يجب التبين في الأخبار فقط، التبين في القضاء ، التبين في الفتوى، وسيدنا داوود في سورة "ص" لو ترك التبين في قصة النعجة قال " قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داوود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب"
يعني لماذا، لأنه ترك التبين، والنبي صلى الله عليه وسلم في مسألة القضاء يقول" إنكم تختصمون إليّ لعل بعضكم ألحن بحجته ومن أخذ بحق أخيه كأنه أخذ قطعة من النار" يعني التبين ليس في الأخبار فقط، الآن نحن نعيش فوضى في الفتوى بدون تبين، ونحن كمسلمين أبدعنا علم الإسناد للتبين لإثبات وصول أي حديث للنبي صلى الله عليه وسلم لكي نميز بين الطيب والخبيث وبين الموضوع والصحيح نحن كأمة إسلامية لا مثيل لها في علم التاريخ نحن أبدعنا علم الإسناد للتبين، ولأجل هذا في الحقيقة التبين الآن نحن حاجتنا إليها أكثر من حاجتنا من قبل.
د. قوقماز:
شكرًا أستاذي القدير، أستاذ خادمي كيف نستفيد من المفهوم القرآني التبين في المدرسة، يعني الطالب اذا أراد أن يتبين من أستاذه قد يغضب، واذا أراد المواطن أن يتبين شيء من المسؤولين قد يغضب يعني كيف نعطي أبعاد جديدة لمفهوم التبين حتى الكل يستفيد آمرًا ومأمورًا يعني؟
د. نور الدين الخادمي:
هو التبين يستند إلى البيان، والبيان، الإيضاح والتعليم وتوصيل المًبين إلى جهاته وإلى اشخاصه، من ذلك التعليم في المدرسة والإعلام بالنسبة للمجتمع أو أي أمر يحتاج إلى البيان، البيان نسب الى الله سبحانه " علمه البيان" نسب للرسول صلى الله عليه وسلم " وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم" نسب إلى الأنبياء " لتبينه للناس" وينسب الى العلماء ولذلك جاءت القاعدة الشرعية: لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، التبين جاء في الفجر الصادق والفجر الكاذب" حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر" بمعنى أن التبين هو البيان المتعلق بأمور تتشابه وتتداخل يصيبها التلبس والإيهام والغلط والخلط مما يجعل البيان مميزًا للحق من الباطل الفجر الصادق والفجر الكاذب كلاهما لحظة زمنيه احداهما الظلمة واحداها الضياء، جاء في الفجر الصادق والكاذب ليلاً لكن كل شيء فيه ظلمة وضياء في التباس وايهام وتدليس انما هو موضع التبين، لذلك عندما يتبين الأمر التعليمي أو الأمر السياسي من أصحابه من المبينين هو الذي يجعلنا نرتقي للأعلى، أستاذنا محمد قورماز تحدث عن الفوضى في الإفتاء التي تداخلت فيها البيانات ولم يتبين من الإفتاء كما هو موضوع افتاء، أيضا انا أقول بالنسبة لاتهام القران والمسلمين والإسلاميين عمومًا اتهامهم بأنهم مثلاً متطرفون أو أن نص القران نص تاريخي مؤقت وليس له تعالي أو قداسة، وببيانات فيها اضهاء البيان ولكن ليس فيها معنى البيان وموضوع البيان، وأيضًا جاءت الآية" إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا" جاء البيان هنا في الفصل بين الحق والباطل بين البراءة والتهمة لأن البيان القوي العالي الدقيق بموضوعه وسياقه انما يرد لفضل الاشتباك وتحرير النزاع وتحقيق المعنى بما يجعل الأمر واضحًا جليًا ليس فيه لغط أو شك أو ايهام أو توهم وهذا شأن العلماء وشأن الإعلام ونحن في هذا البرنامج إنما نؤدي أقداراً عالية من البيان الإعلامي المتعلق بالأمة بالدين، المتعلق بالمرحلة التي تعيشها الأمة الآن.
د. قوقماز: نعم شكرًا جزيلاً أستاذي الكريم، أستاذ قسوم بالنسبة لمفهوم التبين أظن نحتاج لأبحاث ميدانية حتى نتبين يعني، أكثر مراكز الدراسات تهتم بهذا الموضوع كيف نستفيد من تلك التجربة في إنزال حكم التبين في أرض الواقع؟
د. عبد الرزاق قسوم:
بالإضافة الى ما تفضل به الأستاذة الأفاضل خصوصًا د. خادمي الذي قال التبين هو الوضوح وهذا فيها حقةً متضمن، لكن أنا اضيف أيضا أن التبين فيه اثبات البينة، اثبات الحجة على صدق هذا القول أو كذبه، ومن هنا فإن المقصود بهذه الآية هو تخليص الإنسان المسلم من الاتباعية العمياء، يعني الانسان تكون له شخصية بحيث لا يقبل أي شيء يؤتى له به، لماذا هذا لأنه يجب أن يخضع كل ما يصل اليه من أخبار أو مذاهب أو أفكار الى التحليل والتدقيق أو اثبات البينة أو نفي البينة عنها، وهذا نقطة مهمة.
كذلك هناك الغزو الثقافي والفكري الآن الذي يغزو مجتمعاتنا يأتينا في أشكال وألوان مختلفة، يأتينا في شكل فيلم سينمائي، يأتينا في شكل نبأ مثلاً من الإذاعة أو التلفزيون، يأتينا بشكل إعلام آني، يأتينا في شكل أشكال مختلفة لكنها كلها قد لا تكون مثبتة بالبينة وبالبيان المطلوب، ولذلك هذا الغزو الثقافي يشككنا أحياناً في ذاتيتنا في عقيدتنا في انتمائنا الوطني، انتمائنا الحضاري، كل هذا يحاول أن يزعزع هذا بأسلوب لبق وبأسلوب جميل وما الى ذلك، ولذلك واجبنا القرآني يؤكد على" وجئتك من سبئ بنبأ يقين" مش من أي نبأ، نبأ يقين، تفضل الأخوة" إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا" بمعنى أننا نصل إلى المعلومة اليقينية يعني نبني معرفتنا على أسس يقينية صحيحة حتى لا ينطلي عليها الشك.
د. قوقماز: نعم شكرًا جزيلاً، أستاذ صلابي ما أن لدينا مفهوم عظيم ما يسمى بالتبين كمفهوم قرآني لكن أنا اكتشفت ان هناك مشاكل كبيرة جدًا بين المسلمين والآخرين بسبب عدم وجود تبين دقيق، وعندما التقوا هذه الأطراف المتصارعة يتفاهمون بسرعة يعني، لكن غالباً نحن لا نهتم بالتبين لا نهتم بالتواصل بيننا وبين الآخرين كيف نستفيد من مفهوم التبين في علاقات دبلوماسية في حل الأزمات الموجودة بين الأطراف المتصارعة؟
د. علي الصلابي:
طبعًا التبين قيمة قرآنية وممارسة نبوية وحماية للمجتمعات من الفوضى، وهذا بنص القران الكريم، بالتالي الناس الذين لا يتبينون دليل ضعف ايمان وعدم خشية من الله سبحانه وتعالى، بالنص القرآني لما قال" يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"، "واعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتّم" أي تم التضييق عليكم والمشقة عليكم "ولكن حبب الله إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان" فهي قيمة متعلقة بالإيمان، كلما زاد الايمان زادت قيمة التبين، على مستوى الفرد على مستوى المجتمع على مستوى العلماء على مستوى الزعماء على مستوى الحكماء، بالتالي القادة السياسيين الذين يريدون حل هذه الإشكاليات لا بد من منسوب من الايمان عالي حتى يتم توفيق الله لهم، والملاحظة أيضًا في نقطة مهمة كون التبين قيمة من قيم الايمان وعدم التبين من المعاصي والذنوب من المعاصي والذنوب الكبار التي تورط المجتمعات في صراع جاءت الآيات التي بعدها: "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين" فعدم التبين يجعل الطوائف من المسلمين يتقاتلون فيما بينهم فالله تعالى جعل وقاية للمجتمع بقيمة التبين ولما يقع المحظور جاءت قيمة الإصلاح فأصلحوا بينهما بالعدل.
د. قوقماز: شكرًا لكم وبارك الله فيكم نشكركم شكرًا جزيلاً نلتقي في حلقة جديدة ان شاء الله، بارك الله فيكم والسلام عليكم.
المصدر: الاتحاد
https://www.youtube.com/watch?v=ITEVMIap4EA&t=440s