البحث

التفاصيل

مبيحات الفطر ومفسدات الصيام "مسألة ما حكم الحامل والمرضع؟"

الرابط المختصر :

مبيحات الفطر ومفسدات الصيام

الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف

 

أباح الله عز وجل الفطر للكبير الذي لا يطيق الصيام، وللمريض، والمسافر، والحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما أو على ولدهما. ويفسد الصوم بالجماع، وتعمد إخراج المني والمذي وتعمد القيء، ووصول شيء إلى الجوف.
مسألة ما حكم الحامل والمرضع؟

وهذا سؤال يكثر طرحه من أخواتنا النساء، نقول: الحامل والمرضع إذا كانتا تستطيعان الصيام فالصوم في حقهما واجب. فليس مطلق الحمل ولا مطلق الإرضاع مبيحاً للفطر، فبعض النساء تكون حاملاً وتستطيع أن تصوم، وبعض النساء تكون مرضعاً وتستطيع الصيام فالصوم في حقها واجب، أما إذا خشيت الحامل على نفسها فإنها تفطر، وإذا خشيت على جنينها تفطر، وكذلك المرضع لو خشيت على رضيعها تفطر، ما الذي يجب عليهما بعد الإفطار؟

هذه المسألة فيها خلاف بين أهل العلم، فبعضهم يقول: ليس عليهما سوى القضاء، وبعضهم يقول: ليس عليهما سوى الإطعام، وبعضهم يفرق فيقول: التي تخاف على نفسها تقضي، أما التي أفطرت خوفاً على الجنين أو خوفاً على الرضيع فإنها تقضي وتطعم؛ لأنهم يفرقون بين من أفطر لمصلحة نفسه ومن أفطر لمصلحة غيره.

فمن أفطر لمصلحة نفسه مثل المريض عليه القضاء، لكن من أفطر لمصلحة غيره قالوا: كمن وجد إنساناً يغرق فقفز في الماء واستنقذه فشرب ماء، فهذا أفطر لمصلحة، فيقولون: الأول عليه القضاء، والثاني عليه القضاء والإطعام.

والذين ذهبوا إلى أن الحامل والمرضع عليهما القضاء فقط قالوا: لأنهما بمنزلة المريض، والمريض عذره طارئ فكذلك الحامل والمرضع عذرهما طارئ ليس عذراً دائماً، ولذلك عليهما القضاء.

ومن قالوا بأن عليهما الإطعام وليس عليهما قضاء، استدلوا بالحديث الذي رواه الإمام أحمد و الترمذي عن أنس بن مالك القشيري من بني قشير وليس أنس بن مالك النجاري الأنصاري رضي الله عنه، وإنما هو صحابي آخر اسمه أنس بن مالك القشيري من بني قشير، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله وضع عن الحامل والمرضع الصوم)، وبما قاله عبد الله بن عباس: (والحبلى والمرضع إذا أفطرتا أطعمتا) لكن جمهور العلماء قالوا: هذان النصان كلاهما مؤول.

أما قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله وضع عن الحامل والمرضع الصوم)، أي: وضع عنهما أداءه ولم يضع عنهما قضاءه، مثلما وضعه عن المسافر وعن المريض.

وأما قول ابن عباس: (الحبلى والمرضع إذا أفطرتا أطعمتا) قالوا: لم يذكر القضاء لاشتهاره. يعني: كأن مذهب ابن عباس أن عليهم القضاء والإطعام معاً.

إذاً لو أن امرأة قالت: أنا كنت حبلى فأفطرت، أو كنت مرضعاً فأفطرت، نقول لها: ليس عليك سوى القضاء والعلم عند الله تعالى.
المصدر: إسلام ويب

 


: الأوسمة



التالي
الاتحاد يستنهض أمته الإسلامية في شهر القرآن والفرقان والانتصارات، والقيام وليلة القدر نحو المعالي وسمو الروح، والجود
السابق
المجلس التنسيقي للمسلمين في ألمانيا يعلن عن خطة لإعادة فتح المساجد

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع